بعد اختيار محمد حفظي رئيساً... كيف يرى السينمائيون مستقبل «مهرجان القاهرة»؟
بين الإشادة والرفض استقبل الوسط الفني في مصر إعلان وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم اختيار المنتج والسيناريست محمد حفظي لرئاسة الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي نهاية العام.
خلال هذا التحقيق نرصد الآراء حول توليه هذه المهمة الثقيلة.
خلال هذا التحقيق نرصد الآراء حول توليه هذه المهمة الثقيلة.
تعالت أصوات خلال الفترة الماضية تؤكد أن اختيار محمد حفظي لرئاسة الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي ليس صائباً، وأن المنتج لا شكّ سيدخل أموره الإنتاجية الخاصة في شؤون المهرجان، ما يعد خطأ جسيماً. في المقابل، رأى كثيرون أن تفوق حفظي سينمائياً وعلاقاته الخارجية المميزة يشكلان أداة قوة للدورة المقبلة، خصوصاً أنه ما زال في مرحلة عمرية مبكرة، وأنه أحد أكثر الأشخاص الحاضرين في مهرجانات العالم كافة، ومن المؤكد أنه سينقل خبراته إلى مهرجان القاهرة السينمائي.وارتفعت الأصوت أكثر من الطرفين مع تصريح محمد حفظي الأول إذ قال: «عاصرت مهرجان القاهرة كواحد من الجمهور، وكسينمائي ثم كأحد أعضاء فريق المهرجان خلال السنوات الأخيرة. اختياري في هذه الدورة رئيساً لأحد أهم وأقدم مهرجانات العالم العربي يجعل سعادتي مختلطة مع إحساسى بالمسؤولية الكبيرة، وأن كل ما أفكر به الآن هو كيفية تطوير المهرجان وعلاج مشكلات الدورات السابقة، والبناء على جهود وإنجازات بذلت وتحققت سابقاً. وأكثر ما يجعلني متحمساً هو التعاون مع السينمائي الكبير الرائع يوسف شريف رزق الله، الذي يستمر مديراً فنياً للمهرجان. كذلك أتوجه بالشكر إلى وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم على ثقتها بي».
آراء متنوعة
قالت الناقدة السينمائية ناهد صلاح، إن اختيار المنتج محمد حفظي كان ضرورياً في لحظة الارتباك التي يمرّ بها المهرجان المصري مع عدم وضوح الرؤية، وكان لا بد من إدارة جديدة تستعد لدورة تليق بالمهرجان.وأضافت الناقدة السينمائية: «في تصوري، حفظي شخص ذكي ويدرك دوره في هذا التحدي الصعب، ويستطيع أن يدير المسألة والتحكم فيها والسيطرة عليها بشكل يساوي ذكاءه وحضوره الجيد ككاتب ومنتج في الوسط السينمائي الذي يعرفه جيداً، بالإضافة إلى حضوره في المهرجانات وعلاقاته التي تمكنه من إحضار أفلام مناسبة». وأردفت: «أعتقد أن من المبكر الحكم عليه وعلى فريقه، فلا بد من التجربة، وعليه الآن أن يعد خطته لتطوير المهرجان وحل مشكلاته وأزماته المزمنة، وأتصور أنه بدأ بالأمر منذ لحظة الإعلان ليتمكن من أطلاق دورة مميزة وناجحة. ونأمل بأن يحقق إضافة إلى مهرجان القاهرة ويعيد له تألقه ورونقه، ويعود مقصد السينمائيين من العالم كله، وترجع مصر إلى خريطة الثقافة والسينما العالمية».وأشاد الناقد السينمائي طارق الشناوي بهذه الخطوة الجادة من وزيرة الثقافة، مؤكداً صحة الاختيار في ظل الظروف الراهنة، موضحاً أنه أحد أهم الأسماء السينمائية القادرة على قيادة المهرجان.وأشار الشناوي إلى أن ترشيح حفظي رفضه متنفعون حاولوا إبعاده عن الأمر كي يحققوا مكاسبهم المعتادة من المهرجان، مؤكداً أن موقف إيناس عبد الدايم كان حاسماً من البداية، وهي لم ترضخ لهذه الأصوات، وأن لدى حفظي مؤهلات مهمة تمكنه من العمل على نجاح الدورة وأهمها علاقته المتشعبة في العالم والطيبة التي تسمح بفتح آفاق جديدة لمهرجان القاهرة الدولي في ثوبه الجديد.وأوضح الشناوي أن حفظي سيستفيد من خبراته المحلية والعربية والعالمية، وسيقيم ما يشبه نقطة التقاء بين هذه المستويات لينقلها إلى مهرجان القاهرة ويستفيد من تجاربه السابقة، موضحاً ألا مشكلات في عمل حفظي مع المدير الفني للمهرجان يوسف شريف رزق الله لأن الأخير أيضاً صاحب خبرة عالية، وسيحاول الرئيس الخروج من المناطق التي تحتمل عدم الوضوح ولن يتطرق إلى الألوان المتوسطة ولا الرمادية.أندرو محسن
عبّر الناقد السينمائي آندرو محسن أنه استبشر خيراً بتولي محمد حفظي دفة الأمور في الدورة الجديدة، مشيراً إلى أن الرئيس الجديد أدار دورتين في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ولاحظ الجميع أنه قام بنقلة نوعية وخطوة كبيرة للمهرجان. ورأى أن حفظي ذكي وعلاقته الجيدة خارجياً، وهو شاب في الوقت نفسه، ما يسمح له بالتحرك ولديه الطاقة الكافية للإنجاز.وعما يقال عن أن الرئيس الجديد سيدخل عمله الخاص في المهرجان، أجاب محسن: «أشك في ذلك. حتى لو كان عضواً في لجنة التحكيم لا يجب أن يحمل أي فيلم اسمه على الشارة ولا أي أمر يخصه مباشرة. بل دعني أقول إنه على العكس، فأفلامه خلال السنوات الماضية رغم بعده عن الرئاسة كانت بعيدة عن المهرجان تماماً»، مشيراً إلى أن من المؤكد أن حفظي سيحاول الحصول على حلول لأزمة التمويل، لكن يتبقى دعم وزارة الثقافة هو الأساس».
الناقد طارق الشناوي رأى أن حفظي أحد أهم الأسماء السينمائية القادرة على قيادة المهرجان