أقيمت أمسية تراثية، أمس الأول، بعنوان "فنون من البادية"، في مركز اليرموك الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ23 لدار الآثار الإسلامية، وشهدت حضورا غفيرا، في مقدمتهم مدير إدارة البرامج الإعلامية والتقنية والعلاقات العامة بدار الآثار أسامة البلهان، وعضو ديوانية الموسيقى صباح الريّس.

واستهل الريّس الأمسية بكلمة مقتضبة، قال فيها: "هذه الأمسية غريبة نوعا ما، نحن عرفنا فنانا موهوبا جدا، شارك في ثلاث فعاليات معنا، هو بدر حمدان، وخلق له جمهورا خاصا به، وطابعا معينا في العزف على آلة العود، وفي نفس الوقت أسس مدرسة للفن البداوي، الذي نربطه عادة بآلة الربابة، والعرضة".

Ad

وتابع: "حمدان أضفى عليه بعض اللمسات الجميلة، وشباب الليلة من مدرسته، وهما دريع الهاجري وماجد الكويتي، لكن فقرة البداية مع الربابة، وستكون مع واحد من أفضل عازفيها، الفنان الكبير مهلي الحشاش"، مضيفا: "تتبقى لنا فعاليات هذا الشهر، وكذلك فعاليتان في مايو المقبل، ومن ثم ينتهي الموسم الثقافي".

وبدأت فقرات الحفل مع الفنان المشهور مهلي الحشاش، الذي وجه الشكر على هذه الدعوة الكريمة من قبل دار الآثار وصباح الريّس، كي يحلق في 20 دقيقة، مع الربابة معشوقة ابن البداية، التي اختلف حول تاريخها ومسماها الحقيقي، لكن اتفق على محبتها الكثير، إذ ذكر العديد من المؤرخين أنها وجدت في القرن السابع الهجري في الجزيرة العربية.

وأضاف الحشاش: "للربابة ألحان عديدة، وجميع ما يسمى بالشعر العربي المقفى يعزف على هذه الآلة الموسيقية الوترية"، ثم استهل الجزء الأول من الحفل بعزف عدد من ألحان الربابة مع الصخري، وهو بحر من بحور الشعر الشعبي، لافتا إلى أن الألحان التي تأتي معه عديدة، بعدها قدم بحر السامري وهو متشعب، لكن الأكثر تداولا السامري الدوسري، وأعقبها ببحر الهجيني.

يشار إلى أن الربابة هي آلة موسيقية عربية قديمة ذات وتر واحد، وتصنع من الأدوات البسيطة المتوفرة لدى أبناء البادية كخشب الأشجار وجلد الماعز، تلك الآلة تقتصر على مصاحبة الصوت البشري، سواء الغناء أو الإنشاد أو السيرة الشعبية، وأحيانا تقوم بالعزف يصاحبها آلات أخرى مثل الرق، السلامية، الدربكة أو آلات ربابة أخرى متباينة الحجم.

بعدها، قدم الفنان دريع الهاجري الجزء الثاني من الأمسية، أدى خلالها 3 أغنيات، هي "قال منهو يخيل البرق ابقعد واخيله/ ومن الشرق ولا بارقات الشمالي"، ثم "آه يا وقتي اللي راح ليته يردي"،

و"كلمة ولو جبر خاطر" للراحل الفنان الكبير طلال مدّاح، التي تفاعل معها الحضور مرددا معه بعض كلماتها مع الزخرف الإيقاعي، وقد شارك مع الهاجري عازف الكمان حسين جناع غضافية إلى عازفي الأورغ وإيقاعات. أما الجزء الثالث الأخير من الحفل فكان مع الفنان ماجد الكويتي، الذي أبدع في العزف على العود بنغمة الربابة، وغنى "طال الصبر ترى الصبر ما فاد"، و"يا زين وش بك"، وأخيرا اشترك الفنان بدر حمدان في دويتو "هل صدقتني"، كلمات محمد العتيبي وألحان حمدان نفسه.