منطقة على فوهة بركان
![محمد واني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1630607050878772300/1630607062000/1280x960.jpg)
فالأسئلة التي تطرح نفسها هي: ماذا تريد الدول الغربية من المنطقة؟ ولماذا تسلط تركيزها الشديد عليها وتجعلها تعيش في حالة توتر دائمة؟ هل لأنها تعوم على بحر من النفط والغاز؟ أم أن ضمان حماية أمن إسرائيل الحليفة الاستراتيجية يقتضي ذلك؟ أم أنها تمثل أهمية استراتيجية استثنائية بالنسبة إلى الملاحة والتجارة الدوليتين، وتصل القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا بعضها ببعض؟ ربما للأسباب الثلاثة. ولكي تسيطر دول الغرب على المنطقة وتتولى شؤونها وتخضع شعوبها لهيمنتها، اعتمدت استراتيجية "الفوضى الخلاقة" التي تقضي بإنهاك المنطقة وضرب بعضها ببعض سواء عرقيا أو مذهبيا، والإطاحة بأنظمتها التقليدية وإشاعة فتنة عارمة تجعل الحليم حيرانا! كما جاء في الحديث الذي ينسب إلى النبي، وهي لا ترضى بأقل من فوضى تدخل كل مدينة وكل بيت، وترفض بل تطيح بأي مشروع سياسي لا يوافق مشروعها الاستراتيجي الجهنمي. فرفضت الإسلام السياسي المعتدل وأطاحت به، ورفضت الإسلام الراديكالي وشنت عليه حربا ضروسا لا تبقي ولا تذر، ورفضت الأنظمة العلمانية الحليفة لها من العرب والكرد، وأدارت لها ظهر المجن لأنها غير متحمسة كفاية لمساندة مشروعها التدميري وخرجت عن طوعها، في حين أيدت قوى ميليشياوية متطرفة وأمدتها بالسلطة والسلاح والمال والدعم السياسي لكي تستمر آلة القتل والتدمير في حصد أكبر عدد من الضحايا وإلحاق أشد الأضرار بالمدن، وتدمير البنية التحتية من أساسها دون أي مراعاة للجوانب الإنسانية والقانونية التي تتشدق بها دائما وتدعي أنها ترعاها وتحافظ عليها.* كاتب عراقي