تمهيداً لعملية عسكرية تمكنه من بسط سيطرته على كامل العاصمة لأول مرة منذ عام 2012، واصل الرئيس السوري بشار الأسد حشد قواته منذ أيام قرب الأحياء التي يوجد فيها تنظيم "داعش" بجنوب دمشق.

وكان التنظيم الذي يسيطر منذ 2015 على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك الفلسطيني، فضلا عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن قربه، قد استغل انشغال قوات النظام الشهر الماضي بمعارك الغوطة الشرقية، وتمكن من السيطرة على حي القدم المحاذي.

Ad

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن: "تستمر منذ يوم الأحد التعزيزات العسكرية لقوات النظام والمقاتلين الموالين لها، خصوصاً من الفلسطينيين، تمهيدا لعملية عسكرية تنهي وجود تنظيم داعش في العاصمة"، موضحا أن التعزيزات قائمة من داخل العاصمة وخارجها.

إخلاء الغوطة

وفي الغوطة، خرج نحو أربعة آلاف من مسلحي "جيش الإسلام" وعائلاتهم من مدينة دوما خلال الأيام الثلاثة الماضية وعلى ثلاث دفعات إلى جرابلس شمال حلب، على أن يتم استكمال تنفيذ اتفاق إخلاء الغوطة بالكامل في وقت لاحق، وتسوية أوضاع المتبقين وعودة مؤسسات الدولة بالكامل.

ومع انتهاء اجتماع موسع بين الجانب الروسي وقادة "جيش الإسلام" أفضى إلى إعطاء مهلة جديدة لاستكمال إخلاء الغوطة الشرقية، توقفت عملية الإجلاء بسبب خلافات على أن يتم استئنافها لاحقا في خطة جديدة تشمل القلمون وجنوب دمشق.

الجولان

في سياق متصل، قالت صحيفة "هآرتس" إنه بات يتعين على إسرائيل أن تستعد للجيش السوري، مشيرة إلى أنه بدأ يدفع بتعزيزات وأسلحة إلى حدود خط وقف إطلاق النار في الجولان، ليستعيد السيطرة عليه من المعارضة.

ووسط معلومات أوردها المرصد السوري عن وجود 350 جندياً، معظمهم من الأميركيين والفرنسيين، مع وحدات حماية الشعب الكردية، وجّه المتحدث باwwسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين تحذيراً إلى باريس من "تكرار أخطاء" واشنطن بإرسال عسكرييها إلى مدينة منبج.

وقال كالين، في مؤتمر صحافي: "خلال محادثاتنا مع نظرائنا الفرنسيين قالوا إن إرسال جنود الى منبج ليس على جدول الأعمال، لا تثقوا بالمعلومات الصحافية"، مضيفا: "هذه رسالتنا الى السلطات الفرنسية: لا تكرروا أخطاء الأميركيين".

وأعلن كالين، أن موسكو أبلغت أنقرة بأن وحدات حماية الشعب الكردية انسحبت من مدينة تل رفعت بمحافظة حلب، مؤكدا أننا "سنتأكد من ذلك من مصادرنا، وسنتابع ما سيحدث هناك".

وأضاف أن تركيا تواصل المباحثات مع الولايات المتحدة حول انسحاب القوات الكردية من منبج إلى شرقي نهر الفرات، متوقعا قيام واشنطن بالخطوات اللازمة.

وفي وقت سابق قالت تركيا إنها ستعمل على "تطهير" منطقة تل رفعت على غرار ما شهدته مدينة عفرين.

وذكر المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، أن "النهاية اقتربت بالنسبة إلى منطقة تل رفعت"، مضيفا أن بلاده "لا تسمح بتقسيم أراضي سورية، أو إجراء تغيير ديموغرافي فيها مبني على المذهبية".

ترامب

في سياق آخر، أكدت مصادر في البيت الأبيض أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سورية لم يحظ بدعم من المسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن في العالم.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، أمس، عن ثلاثة مسؤولين في البيت الأبيض تأكيدهم أن كلا من "البنتاغون" و"الخارجية" ووكالة المخابرات المركزية CIA، عارضت القرار.

وذكر تقرير الوكالة أن ترامب أظهر بوضوح، أثناء اجتماع عقده الثلاثاء مع كبار مستشاريه الأمنيين، أن صبره ينفد، وأبلغهم برغبته في سحب القوات الأميركية من سورية بالكامل في أقرب وقت، لكن دون طرح جدول زمني أمامهم.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أمس الأول، أن انسحاب القوات الأميركية من سورية رهن بالقضاء نهائيا على "داعش" وضمان عدم ظهوره مجدداً، وكذلك أيضاً بـ "نقل مسؤولياتها الحالية إلى القوات المحلية"، التي تواصل تدريبها.

وقالت ساندرز، للصحافيين، "كما قال الرئيس منذ البداية فهو لن يضع جدولا زمنيا عشوائيا. هو يقيّم الوضع من منظار الفوز بالمعركة، لا من منظار مجرد إطلاق رقم عشوائي، بل التأكد من أننا ننتصر، ونحن نفعل".

وأتى توضيح ساندرز بُعيد بيان للبيت الأبيض زاد المسألة غموضا، بتأكيده أن "المهمة العسكرية الهادفة الى القضاء على التنظيم المتطرف تقترب من نهايتها مع تدمير التنظيم بالكامل تقريباً". واتهمت موسكو، أمس، واشطن بتأجيج الفوضى في سورية للحفاظ على وجودها هناك.