مصر / أبوالقمصان: النساء يدعمن السيسي لأنهن أكثر من واجه خطر المتشددين
«من يعترض على الرقص أمام اللجان لا يفهم طبيعة الشعب المصري»
رأت الناشطة النسائية رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، نهاد أبو القمصان، أن توجه المرأة المصرية إلى اللجان الانتخابية للتصويت في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأسبوع الماضي، بصورة أثارت إعجاب جميع المراقبين، يأتي تتويجا لحالة من رد الجميل إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي كشف عن انحياز صريح لقضايا المرأة خلال الفترة الرئاسية الأولى، محللة لـ "الجريدة" أسباب مشاركة المرأة بقوة في الانتخابات المتعاقبة التي أعقبت ثورة 30 يونيو 2013.وقالت إن السيسي كسب رهانه عبر توجيه خطاب مباشر إلى نساء مصر خلال مشاركته في الاحتفالية الرسمية بعيد المرأة المصرية خلال مارس الماضي، بضرورة مشاركتهن في الانتخابات، ودعاهن إلى حث أزواجهن وأبنائهن للنزول أيضا، إذ أجمع المراقبون على نزول المرأة إلى اللجان وتصدرها المشهد الانتخابي بالمشاركة بالاقتراع والرقص وإطلاق الزغاريد المؤيدة للرئيس المصري الذي حصل على ولاية رئاسية ثانية، في تكرار لمشهد الانتخابات الرئاسية في 2014، عندما كان الحضور النسائي لافتا أيضا.وأكدت أبوالقمصان أن المرأة المصرية أكثر من تشعر بالضغوط الاقتصادية، لكنها على الرغم من ذلك كان حضورها قويا جداً في الانتخابات، بما يكشف عن وعي وفهم منها لطبيعة المرحلة يتجاوز المصاعب الحياتية.
وأضافت: "وجود المرأة القوي في وسط المشهد الانتخابي كان لافتا أمام جميع المراقبين، سواء في الداخل أو الخارج، فنسبة المشاركة النسائية قاربت نصف أعداد المشاركين في عملية التصويت" التي منحت السيسي ولاية ثانية.وتابعت: "ذاكرة المرأة المصرية ليست قصيرة، وهي معنية بالتفاصيل التي قد لا يتوقف عندها رجل السياسة العادي، فالمرأة كانت الطرف الذي تعرض لضغوط رهيبة مع صعود جماعة الإخوان في مصر عام 2012، إذ طفح الخطب المتشدد ضد المرأة الذي يطالب بعدم خروجها من المنزل، وإلغاء حقوقها السياسية، والتلويح بالتراجع عن مكتسبات للمرأة في قوانين الأحوال الشخصية والحضانة، فالنساء في مصر هن اللاتي واجهن خطر المتشددين في مصر، لذا كان رفضهن لهم واضحا".وأضافت: "المرأة المصرية ترى أن السيسي قدم نوعا من أنواع الإنقاذ لها ولمصر من حالة الاختطاف التي كانت فيها، لذا ردت المرأة المصرية على هذا الموقف بالتعبير عن تأييدها للسيسي في جميع الاستحقاقات التي شهدتها مصر بعد ثورة 30 يونيو، سواء في الاستفتاء على الدستور أو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".وأشارت أبوالقمصان إلى أن السيسي يمتلك خطابا قويا تجاه المرأة المصرية، يؤيد فيها تمكينها سياسيا ويحافظ من خلالها على حقوقها، فلأول مرة تتقدم نحو 1000 مرشحة في الانتخابات البرلمانية السابقة، وتصل نسبة التمثيل النسائي في مجلس النواب إلى 15 في المئة، ولدينا أكبر عدد من حاملات الحقائب الوزارية بعدد 6 وزيرات، في سابقة بتاريخ مصر، فضلا عن تغليظ العقوبة في بعض القوانين مثل قانون زواج القاصرات، وقانون الميراث الذي تم فيه النص على تجريم الامتناع عن تسليم الميراث إلى أصحابه، ومعروف أن هذه الجريمة تقع على المرأة بشكل أساسي".وشددت على أن من يعترض على "رقص النساء" أمام اللجان لا يفهم طبيعة الشعب المصري الذي وجد في الرقص وسيلة من وسائل التعبير السياسي عن التأييد للمشهد، وهو أمر مألوف في الحياة المصرية التي يتم فيها استخدام الرقص في الفرح والحزن، مثل رقص الأم والزوجة في وداع الشهيد وإطلاق الزغاريد في جنازته.