غمرني الأحبة والرفاق والعزوات الطيبة من أهل الكويت الكرام كبيرهم وصغيرهم، بفيض من المشاعر المشكورة والمختلطة بين التهنئة والدعاء، بعد الثقة التي حزتها من مجلس الوزراء الموقر ووزير المالية والهيئة العامة للاستثمار لرئاسة مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية، مع نخبة من الزملاء الأفاضل أعضاءً لمجلس الإدارة للسنوات الثلاث المقبلة.التهنئة بتولّي مسؤولية رئاسة "الكويتية"، وعودتي إلى البيت الذي احتضنني لثلاثة عقود، شكّلت خبراتي وأنضجت معارفي في شؤون الطيران، خالطها الدعاء لي ولزملائي بأن يوفقنا الله سبحانه لأداء مسؤولياتنا الجسام في خدمة وطننا أولاً وناقلنا الوطني ثانياً، ولعل تلك المشاعر والالتفاف الذي حظينا به في هذا الظرف الحرج من تاريخ هذه الشركة العملاقة، لم يكن حول أشخاصنا المتواضعة بقدر ما هو حول رمزية "الخطوط الجوية الكويتية" في ضمير الوطن، باعتبارها المؤسسة الحكومية العريقة التي بلغت الرابعة والستين من العمر، لتصبح من مؤسسات الدولة الأكبر والأجدر، والتي جالت بعلم الكويت قارات الأرض على مدى عمرها، وحققت نماذج التألق والنجاح والريادة والتميز، وعاش الشعب معها اللحظات الحالكة لخطف "الجابرية"، وحملت علم الكويت وحلم شعبها بالخلاص والعودة لأرض الوطن طوال أيام الاحتلال، واتخذت لنفسها متكأ براقاً في محافل النقل الجوي العالمية عبر مراحل عمرها المتتابعة.
الدعاء لنا من الجميع بالتوفيق في مساعي استعادة وهج هذه الشركة العملاقة على النطاقات المحلية والعالمية، ربما انطلق من ملامسة الكثيرين للتراجع الذي شهدته خلال العقدين الماضيين، لأسباب ليس المجال للخوض فيها في هذا الظرف فلكل مقام مقال، لكنني وإخوتي أعضاء مجلس الإدارة، وكل موظفي الإدارة التنفيذية، على يقين بأن مجالس الإدارات السابقة ورؤساءها المتعاقبين وإداراتها التنفيذية وضعوا لبنات التطوير وشقوا بجهودهم ومثابرتهم طرق الارتقاء من جديد بالكويتية العملاقة، وأن جهودهم مقدرة وسعيهم مشكور، وسنبني بإذن الله على ما تركوه لنا من إيجابيات، كتفاً بكتف مع سلطات الطيران المدني المشرفة والمنظمة لشؤون الطيران التجاري في البلاد، وكذلك بالتناغم التنافسي الشريف مع شركات الطيران الكويتية الزميلة التي سنسعى معها إلى خدمة الوطن والشعب بما يسعنا الاجتهاد.التطلعات الكبيرة التي حمّلتنا إياها جموع الناس، بعد أن حظينا بالثقة الغالية للقيادة السياسية والإدارة الاقتصادية للدولة، تضع على عاتقنا مسؤوليات مضاعفة، لأن نكون على مستوى تلك التطلعات، ونسأل الله أن يعيننا على تحقيقها بالأمانة والصدق، انطلاقاً من أنها مسؤوليات تتجاوز التشريف إلى التكليف.واستأذن القارئ الكريم بالتوقف بعد هذه الجمعة عن كتابة زاويتي المحببة إلى نفسي وقلمي، والانصراف إلى ما أنا مكلف به مع إخواني من واجبات وطنية، شاكراً لكم تشريفي بالقراءة، ولإدارة "الجريدة" ورئيس تحريرها سعة صدورهم ومهنية واحترافية تعاملهم مع كل ما كتبت، وإتاحة الأجواء الكاملة لي في حرية التعبير كما هو عهدها مع جميع كتابها.كل الشكر لكم، وأتطلع بإذن الله إلى لقاء يتكرر مستقبلاً معكم عبر "الجريدة" الغراء حين تلائمني الظروف، ولكم كل المحبة والود.
أخر كلام
6/6 : عودة ووداع
06-04-2018