قوائم الانتظار
لا يزال الكثيرون يتساءلون عن حجم قوائم الانتظار الكبيرة للمواطنين فيما يخص الحصول على وظيفة أو سكن رغم الحديث المتكرر عن وضع خطط لحل هاتين المشكلتين، وأنهما تمثلان أولوية للحكومة، ولكن على أرض الواقع يظل الوضع كما هو منذ سنوات، ويظل الكثير من المواطنين يعانون ويئنون من البطالة وعدم وجود مسكن ثابت يبدؤون فيه حياتهم الزوجية والأسرية، حيث فشلت سياسة الـ B.O.T في مواجهة الأزمة الإسكانية، وكذلك لم تأت سياسة التكويت حتى الآن بالثمار الكبيرة التي كنا نتوقعها.وإذا تحدثنا عن الأزمة الإسكانية نجد أنه رغم تأكيدات الحكومات المتعاقبة المستمرة بإنهاء قوائم الانتظار في الحصول على السكن فإن ما نرصده على أرض الواقع صادم في ظل اتساع الفجوة بين حجم الطلب وما يتم توفيره سنوياً، خصوصاً في ظل العقبات الكثيرة التي تواجهها المدن الإسكانية الجديدة بسبب تداخل الاختصاصات بين الجهات الحكومية والبيروقراطية القاتلة التي تعطل إنجاز هذه المشاريع، إضافة إلى فشل مشروع الشقق العمودية وإحجام المواطنين عنه، الأمر الذي أوجد عجزاً متواصلاً في الوحدات السكانية الصالحة للمواطنين، حيث لا يستطيع السوق العقاري تغطية احتياجاتهم من السكن، ويبدو أن هذه الأزمة لن تحل في القريب العاجل رغم توافر كل المقومات المادية ووجود مساحات كبيرة من الأراضي التي لم تستغل بعد.أما فيما يخص مشكلة توظيف المواطنين فقد تجاوزت طلبات التوظيف لدى ديوان الخدمة المدنية أكثر من ١٧ ألف طلب لمواطنين ينتظرون دورهم في الحصول على فرصة عمل في الوقت الذي فشلت فيه سياسة التكويت في مواجهة هذه المشكلة، حيث لا يزال الوافدون يسيطرون على وظائف كثيرة في وزارات كالتربية والأوقاف في وقت يجلس فيه عدد كبير من الشباب الكويتيين في بيوتهم، كما أن بعض الجهات الحكومية لا توفر حوافز تشجع بها المواطنين على الإقبال على بعض المهن، ثم تدعي أن هناك عزوفاً منهم، وهذا غير صحيح، حيث يأمل الكثير من الشباب العاطلين الحصول على وظيفة تساعدهم في تكوين حياتهم والانطلاق إلى مستقبل أكثر اطمئناناً.
وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال: وما نيل المطالب بالتمنيولكن تؤخذ الدنيا غلاباً فما يطلب لن يحدث بالأماني والتمني، بل بالفعل والجهد والإصرار والقوة، فيجب على الحكومة أن تكون أكثر جدية في مواجهة المشكلات التي تقف أمام المواطنين، ومنها السكن والتوظيف، وأن تسعى بكل أجهزتها إلى تذليل الصعاب والتخلي عن البيروقراطية والابتعاد عن الوعود الزائفة والبراقة التي لم يتحقق منها شيء رغم إطلاقها منذ سنوات طويلة.