الدوحة ميناء كويتي أسس عام 1978، وهو أصغر الموانئ الثلاثة، ويبلغ عمقه 4.3 أمتار ويستقبل السفن التي تقوم بالخدمة الساحلية بين دول الخليج، وتمتد داخل الميناء مراسٍ أطوالها نحو ألفين وستمئة متر، وهذا الميناء مطل على شاليهات من أملاك الدولة، وقد استملكها بعض المواطنين، وهي قديمة وأهلها يعرف بعضهم بعضاً.سابقا كان البحر جميلا صافيا ومحببا للنظر، وكان الشاطئ نظيفا، وكنا نستطيع الجلوس واللعب واللهو والسمر أمام هذا البحر المطل على شاليهاتنا، كان وجود محطة تقطير المياه يجعل الماء حاراً صيفاً، إلا أن البحر كان نظيفا، ويستطيع المرء السباحة فيه والصيد والتنزه بالقوارب والدراجات المائية. بعد عدة سنوات ظهرت مشاكل كثيرة بهذه المنطقة، وتعرضت للإهمال بعكس المنطقة الجنوبية، من ميناء عبدالله حتى النويصيب، فهذه المناطق البحر فيها نظيف وصالح للسباحة والصيد.
أما منطقة الدوحة الحزينة فهي مليئة بمظاهر التلوث والفضلات والأسماك النافقة والشاطئ المتسخ، لأن جميع فضلات الشاليهات والمناطق المجاورة (الجهراء) تصب في البحر وأمام أعيننا، والبحر مليء بالرمل الملوث (الطين الأسود اللزج المليء بالحشرات) والساحل يعاني هذه المشكلة البيئية، وأصبح المكان مليئاً بالحشرات وخصوصاً في الصيف. لا ننكر أن هذه المنطقة تقع في جون الكويت وبحسب طبيعته يكون ماؤه راكدا قليلا، ويميل إلى الضحالة، لكن ذلك لا يمنع أن هنالك إهمالاً من هيئة البيئة، حيث قدمنا شكاوى كثيرة ولكن لا حياة لمن تنادي. أصبح من الصعب ممارسة أي نوع من الأنشطة البحرية لوجود القاذورات والأسماك النافقة على الساحل، فالبحر وضعه مزرٍ من النفايات والرائحة المؤثرة على الصحة، ولا توجد شركة للتنظيف أو للعناية بالمكان، وعلى الحكومة ونواب الأمة وضع حلول لهذه المشكلة البيئية الصريحة الواضحة. لو كان هنالك حل يستطيع فعله أصحاب هذه الشاليهات لفعلوا، لكن الأمر ليس بأيديهم بل يجب اتخاذ قرار قاطع لتنظيف هذه المنطقة لتعود كالسابق، فضلاً عن أن شوارع هذه المنطقة جميعها متهالكة، والحفر تملأ الشوارع، مما يعرض السيارات للتلف والحوادث، مع عدم وجود إضاءات للشوارع الداخلية في الميناء ومنطقة الشاليهات، مما يؤدي إلى الكثير من حالات الدهس.لا أحب السلبية في مقالاتي، لكنني أحيانا لا أستطيع السكوت وخصوصا إذا كان الأمر يخص الوطن، فالوطن وطن لجميع من يعيش على أرضه الطيبة، أدام الله لنا الكويت وحفظ أميرنا من كل مكروه.
مقالات - اضافات
كارثة رأس الجون... الدوحة
07-04-2018