عاد ملف سد النهضة الإثيوبي إلى الواجهة مع إعلان الخرطوم أمس فشل جولة المفاوضات بين مصر والسودان وأديس أبابا، في الخرطوم، بمشاركة وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات في الدول الثلاث، في حين بدأت القاهرة البحث عن المسارات التي يمكن لها أن تمضي فيها للحفاظ على حقوقها في مياه النيل.وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، كان صريحاً عندما قال، إن الدول الثلاث فشلت في التوصل إلى اتفاق حول السد، بعد مفاوضات استمرت أكثر من 16 ساعة، وأضاف في تصريحات صحافية عقب انتهاء الاجتماع التاسع: "لم نستطع التوصل إلى اتفاق أو الوصول إلى قرار مشترك"، ولم يكشف عن أسباب فشل المفاوضات، إلا أنه اكتفى بالإشارة إلى أن هناك قضايا فنية عالقة، وأن الاجتماع لم يترشح عنه أي موعد لاجتماع مقبل، مضيفا: "تركنا هذه الأمور لوزراء الري".
ولم ينف نظيره المصري سامح شكري، فشل المفاوضات، لكنه قال بطريقة دبلوماسية إن "المشاورات كانت شفافة، وفيها الكثير من الصراحة، لكن لم تسفر عن مسار محدد، ولم تأت بنتائج محددة يمكن الإعلان عنها"، مؤكدا الاستمرار في التشاور، وفقا لتعليمات قادة الدول الثلاث بإعطاء مهلة شهر لإنهاء القضايا العالقة في مسار المفاوضات، وعلى الرغم من أن المهلة أعطيت في نهاية يناير، فإن شكري رأى أن مهلة بدأت في 5 أبريل الجاري وتنتهي في 5 مايو المقبل.
فشل مزمن
والفشل الأخير ليس الأول من نوعه، إذ أعلن وزير الري محمد عبدالعاطي رسميا تعثر مباحثات السد، بعدما اختتمت أعمال الاجتماع الثلاثي بين ممثلي دول النيل الأزرق (مصر وإثيوبيا والسودان)، بالقاهرة نوفمبر الماضي، دون التوصل إلى أي نتائج في شأن اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بدراسات فنية حول آثار السد على دولتي المصب (مصر والسودان)، والذي أعده المكتب الاستشاري الفرنسي، لكن أديس أبابا رفضته بسبب تأكيده صحة الهواجس المصرية.وتجمد المسار التفاوضي بين الدول الثلاث نحو شهرين شهدت العلاقات خلالها توترا واضحا، قبل أن يلتقي زعماء هذه الدول على هامش القمة الإفريقية في أديس أبابا يناير الماضي، والاتفاق على استئناف المسار التفاوضي مجددا، مع الاتفاق على الاحترام المتبادل لرغبة كل دولة في تحقيق التنمية لشعبها مع الحفاظ على إمداد دول المصب بالمياه، لكن تعثر المفاوضات مجددا أكد أنه لا حلول في الأفق.وعلمت "الجريدة" أن القاهرة بدأت في البحث عن الوسيلة المناسبة للرد على فشل مفاوضات سد "النهضة" الإثيوبي، ومضي أديس أبابا بخطى تسابق الريح للانتهاء من عملية إنشاء السد وفرض واقع يطيح بالحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، والمقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب، مما يشكل الهاجس الأكبر لما يزيد على 100 مليون مصري، إذ تبحث الدبلوماسية المصرية بين التلويح بنقل الأزمة إلى محافل دولية، ومحاولات استكمال المسار التفاوضي، الذي باتت أديس أبابا تتحكم في إيقاعه خلال جولات التفاوض السابقة.ورأى الخبير في الموارد المائية والشؤون الإفريقية، نادر نورالدين، أن المفاوضات صعبة وشاقة جدا بسبب تعنت إثيوبيا ومماطلتها لكسب الوقت حتى تُفرَض سياسة الأمر الواقع، وتبدأ في ملء بحيرة السد في يونيو المقبل.احتفالات
ومع احتفال مصر بيوم اليتيم في أول جمعة من أبريل كل عام، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبر "تويتر"، الجميع للاحتفال مع الأيتام والتخفيف عنهم بما يظهر طبيعة الشعب وقيمه من التضامن والتكامل والنبل.وفي حين أنهت وزارة الداخلية استعداداتها لتأمين احتفالات المسيحيين بعيد القيامة المجيد بإقامة قداس الصلاة في الكنائس مساء اليوم، ترأس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، صلوات "الجمعة الحزينة" في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وامتدت الصلاة من صباح أمس حتى وقت الغروب كما هو متبع في التقليد الكنسي، وتزينت الكنائس بالأعلام والرايات السوداء أمس، حزنا على تعذيب السيد المسيح وقتله بحسب الاعتقاد المسيحي.ويترأس بابا الأقباط قداس عيد القيامة في مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط القاهرة، مساء اليوم السبت، وذلك بحضور كبار رجال الدولة والقيادات الشعبية والتنفيذية وأعضاء في البرلمان ورؤساء أحزاب، وسط إجراءات تأمينية مشددة بدأت منذ أمس الجمعة لتأمين الكاتدرائية.«شم النسيم»
في غضون ذلك، أصدر وزير التنمية المحلية، اللواء أبوبكر الجندي، توجيهاته أمس لجميع المحافظين بالاستعداد لاستقبال عيد شم النسيم بعد غد الاثنين، بعد الانتهاء من الأعياد المسيحية، مطالبا بتوفير أجواء الاحتفالات وتشكيل فرق طوارئ لمواجهة أي عطل في المرافق أو الخدمات.وأضاف الجندي في بيان له أمس، أن المحافظات كثفت استعداداتها لاستقبال شم النسيم الذي يشهد عادة خروج ملايين المصريين إلى المتنزهات العامة، إذ تم تشغيل غرف عمليات لتلقي بلاغات المواطنين بشأن أية شكاوى، إضافة إلى تنظيم حملات تموينية على الأسواق لضبط السلع الفاسدة.