الرسام ألهب حماس الحضور والويس غنى بـ 3 لهجات

لم يهدأ جمهور صالة التزلج على مدار 4 ساعات، هي وقت الحفل الغنائي الساهر الذي أقيم مساء أمس الأول، وامتد حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وأحياه النجم العراقي حسام الرسام في أول ظهور له بالكويت، والفنان عبدالعزيز الويس.

سجل الحفل حضورا جماهيريا كامل العدد توافد على صالة التزلج، ليستمتع بأغنيات الويس، الذي حرص على التنويع في برنامجه، وبصوت الرسام الذي زلزل المسرح وألهب حماس الجمهور طوال الأمسية، فلم تخفت الأصوات عن ترديد الأغنيات، ولم تتوقف الأقدام عن الدبيب، أو الأيدي عن التلويح.

شهد الحفل حضورا فنيا تقدمه الشيخ دعيج الخليفة، والفنانة فاطمة الصفي، التي حضرت بالكواليس، فيما سجلت الأمسية أعلى نسبة "طرد" لبعض الخارجين عن القواعد والآداب العامة.

وفي العاشرة مساء، أطلَّت المذيعة ريم النجم، لتقدم وصلة الفنان عبدالعزيز الويس، لتكشف الإضاءة عن مسرح تألق تحت إضاءات خطفت الأبصار، وأضفت مسحة من الجمال، وكشفت عن العدد الكبير للجمهور الذي ملأ القاعة، وامتد على الجانبين، لتنسحب وتفسح المجال أمام إطلالة الفنان الكويتي الشاب عبدالعزيز الويس، فكان من الذكاء، بحيث اختار برنامجا متوازنا من الأغنيات التي طرحها خلال السنوات الخمس الماضية، فضلا عن أغنيتين؛ واحدة باللهجة المصرية (3 دقات) للمغني أبو، و"يا غايب" للفنان فضل شاكر.

استعداد جيد

واستهل عبدالعزيز وصلته التي تضمنت الغناء بثلاث لهجات، بأغنية "التقينا"، قبل أن يعرب عن سعادته بلقاء محبيه في هذا المساء، مؤكدا أنه استعد جيدا لتلبية جميع طلباتهم، وانطلق الفنان الشاب في وصلته، ليشدو بـ"لو"، ثم "كلمة حلوة"، واختار أن يخرج عن المألوف، ويشدو بأغنية الفنان أبو (3 دقات)، لتتعالى أصوات الحضور، ويسبقوه لترديد الكلمات.

ويعود الويس مجددا إلى أرشيفه، ويشدو بـ"أكثر شخص يحبك"، ومنها إلى "عندي انت"، ثم يغني عبدالعزيز "يا غياب"، وهي من أجمل أغنيات الفنان فضل شاكر، ويستمر في وصلته، ويكتسب ثقة أكبر بمضي الوقت، ويغني "استاهل أكثر"، ويتفاعل معه الجمهور في أغنية "متعود"، فيقدم لهم "شلون ما أحبه"، قبل أن يختتم بأغنيتين، هما: "وين ذاك اللي يبيني" و"خطوة" ليودع الجمهور.

ابتسامة وارتياح

دقائق مرَّت طويلة على محبي النجم العراقي، الذين بدأوا في الهتاف باسمه تارة، وترديد أغنياته تارة أخرى، خلال استعدادات فرقة حسام لظهوره، حتى أطلت المذيعة ريم النجم، لتقدم الرسام في أولى حفلاته بالكويت. لم يمهلها الجمهور، وتعالت الأصوات، وبددت أضواء الهواتف ظلام المسرح، ليخطو الرسام بثبات، ممسكا بهاتفه النقال، ليوثق لحظات استقبال معجبيه، مع ابتسامة ارتياح وامتنان وجدت طريقها إلى محياه، فردَّ التحية للجمهور بأحسن منها، وبدأ وصلته بأغنية "راح أكتب أحبك"، فيزلزل أركان المسرح بصوته القوي الذي يحمل عبق نهري دجلة والفرات، قبل أن يخاطب جمهوره، قائلا: "سعيد بوجودي في الكويت أمام هذا الحشد الكبير، وأتمنى أن ينال الحفل رضاكم".

مفاجأة الحفل

واختار الرسام بعناية مجموعة مميزة من الأغنيات، حيث مزج بين الموال وأخرى ذات الإيقاع السريع، ويشدو حسام بـ"لا تقول من أحبك عيب". واللافت أن النجم العراقي سرعان ما فطن إلى أن الحضور أغلبه من الشباب، فجنح للأغنيات ذات الطابع الرومانسي، فزاد من تفاعلهم وحماسهم بموال "من زعلك من بكاك".

وبمرور الوقت زادت حالة التوافق بين الرسام والحضور، فكانت وصلته أقرب إلى مباراة تبادل فيها الغناء مرة، وأفسح المجال أمامهم ليستمع إلى أغنياته بصوتهم، لاسيما في أغنية "حبيبتي منين منين"، قبل أن يتوقف عند مفاجأة الحفل، حيث كشف عن تعاون جديد اتضحت ملامحه قبل الحفل بساعات بينه والشيخ دعيج الخليفة، وقال: "هذه الورقة كتبها الشيخ دعيج بخط يده فجر أمس، والتقينا في السابعة صباحا لنضع اللمسات الأخيرة على هذه الأغنية، وهي (بلدي الثاني الكويت)، أتمنى أن تنال رضاكم"، وانطلق يشدو بالأغنية الوطنية التي أهداها للكويت.

ويمرُّ الوقت سريعا، ولا يهدأ الجمهور، بل ازداد حماسة وتفاعلا. وفيما يغني الرسام، لم ينسَ أن يفسح المجال أمام فرقته، ليستعرض العازفون مهاراتهم، ويختار حسام موال "حلاوة وطيب"، ثم ينتقي من أرشيفه "عمي شدعوة متكبرة"، ويكتب الرسام كلمة النهاية لحفله ممهورة بامتنان لجمهور آزره.

• استبعد المنظمون عدداً كبيراً من المراهقين الذين خرجوا عن القواعد المعمول بها في الحفلات الغنائية.

• خلال وصلة حسام الرسام سقطت السلسلة الحديدية التي كانت تمسك بإحدى السماعات دون حدوث أي أضرار أو إصابات، ما استدعى تدخل المنظمين لإخلاء تلك المنطقة، وترحيل الجمهور إلى أحد جانبي المسرح.

• من النقاط المضيئة في الحفل التنظيم الجيد، وسهولة الدخول والخروج، كذلك الحضور اللافت لرجال "الداخلية"، وحرصهم على تأمين الحفل.