رصدت مصادر مالية تعاملات تتعلق بإفصاحات بعض الشركات التي أثارت تساؤلات لديهم، حيث يتم الإعلان عن أرقام وبيانات مختلفة ربما تكشف الأيام عن وجود أخطاء بهذا الملف في حال فعّلت كافة الأدوات الرقابية للتدقيق في مثل هكذا إفصاحات.وقالت مصادر لـ "الجريدة" إن ثمة إفصاحات يجب التدقيق فيها والتعامل معها رقابيا، حيث أعلنت مجموعة بيت التمويل الخليجي في إفصاح بسوق دبي المالي بتاريخ 18 ديسمبر 2017 استحواذها على عقارين في ضواحي شيكاغو بقيمة 150 مليون دولار، وذكر في الإفصاح كلمة "حوالي" 150 مليونا، ولم يذكر المبلغ بالضبط، مشيرة الى أن الإفصاح وصف العقارين بأنهما برجا مكاتب متوسطة الارتفاع مكتملا الخدمات ومؤجران، من دون ذكر نسبة الإشغال.
وبينت المصادر أن الإفصاح ذكر أن نسبة مشاركة المجموعة بالصفقة هي 93 في المئة بالمشاركة مع لينكولن للعقارات المختصة بإدارة العقارات وشركة كرست لايت كابيتال، ولم يذكر الإفصاح وجود رافعة مالية أو قرض في هذه الصفقة، ولكن فقط ذكر العائد النقدي للصفقة أنه يفوق 9 في المئة.وقالت إنه بعد البحث والاطلاع على إفصاحات الطرف البائع، لوحظ أن البائع في هذه الصفقة هو مجموعة بلاكستون عبر شركتهم المتخصصة بالاستثمار العقاري في أبراج المكاتب (اكويتي اوفيس)، حيث تم الإعلان عن هذه الصفقة في عدة وسائل إعلام أميركية أنه تم بيع العقارين بقيمة 129 مليون دولار لمصلحة تحالف يضم إحدى الشركات العقارية وأخرى مزدوجة الإدراج.
شفافية مطلقة
وقالت إن السوق الأميركي يتسم بالشفافية المطلقة في تسجيل العقارات وقيمها وتكلفة بنائها، أو إصلاحها أو تجديدها، وتوجد قواعد بيانات متاحة للجميع للاطلاع على تفاصيل الأصول العقارية، وخصوصا العقارات التجارية.واطلعت "الجريدة" على وثيقة من إحدى قواعد البيانات الأميركية تتضمن الطرفين البائع والمشتري، تذكر التالي: • البائع: بلاكستون غروب (اكويتي أوفيس).• المشتري: "لينكولن للعقارات" ومجموعة بيت التمويل الخليجي.• قيمة الصفقة: 129 مليون دولار.• الوسيط المعين من البائع ومرتب التمويل للمشتري: شركة إتش إف إف HFF• نسبة الإشغال: 84 في المئة.• التثمين: 135 مليون دولار.• منشأ التمويل originator: سيتي غروب.• قيمة القرض: 79.5 مليون دولار.• درجة الرهن: أولى.• سعر الفائدة: 4.4 في المئة (ولم نستدل إن كانت تمويلا إسلاميا).• مدة القرض: 60 شهرا.• العائد على القرض: 12 في المئة.• نسبة قيمة القرض الى العقار: 58.9 في المئة.معلومات غير دقيقة
واستنتجت المصادر من خلال الاطلاع على الإفصاحات المعلنة أنه قد تكون هناك معلومات غير دقيقة قدمت للمستثمرين وللسوق وللإعلام في الإفصاح الرسمي لشركة بيت التمويل الخليجي gfh.إلى ذلك، لفتت مصادر إلى أن هيئة الأسواق تشدد على تنظيف السوق من الممارسات غير الحميدة، وتحكم الرقابة والتدقيق، من خلال فريق الرقابة الذي يتابع إفصاحات السوق، إضافة إلى فريق يرصد الملاحظات يوميا ويحللها، مبينة أن هناك جملة عقوبات وغرامات تنتظر المخالفين خلال الأيام المقبلة.وبينت أن هناك عقوبات وغرامات كبيرة يتم توجيهها الى الشركات والقائمين على مثل هذه الصفقات في الأسواق العالمية، مثل حالة تم التدقيق فيها، والكشف عن وجود تعمد في إخفاء معلومات أو التربح عن طريق الحصول على عمولات كبيرة، ومن أهم هذه الملفات قضية الصندوق الماليزي.وتفيد المصادر بأن المسؤولية باتت ملقاة على عاتق مراقبي الحسابات والإدارة التنفيذية ومجلس إدارة الشركة، وعلى هذا الاعتبار يجب أن يقوم كل طرف بمسؤولياته.