التعاطي مع مجزرة باستخفاف
لو كانت القوات التي أطلقت النار على المتظاهرين تابعة لأي حكومة أخرى غير حليفة للولايات المتحدة، لما تجاهل السياسيون والمحللون الأميركيون على الأرجح الأدلة التي تبرهن ارتكاب مجزرة ضد المتظاهرين الفلسطينيين العزّل الأسبوع الماضي، كنا سنسمع مطالبات بفتح تحقيق، وفرض عقوبات، وربما أكثر من ذلك.
![أميركان كونسرفاتيف](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1591210440714529700/1591210455000/1280x960.jpg)
يذكر إريك غولدستين، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة "مراقبة حقوق الإنسان": "ما كان الجنود الإسرائيليون يستخدمون القوة المفرطة فحسب، بل عملوا أيضاً وفق أوامر ضمنت إلى حد كبير التصدي للتظاهرات الفلسطينية برد عسكري دموي، فكانت النتيجة وقوع عدد من الوفيات والإصابات المتوقعة بين متظاهرين في الجانب الآخر من الحدود لم يشكّلوا أي خطر محدق يهدد الحياة". "الأشخاص المعتادون"، على حد تعبير ميد، الذين نددوا بعملية إطلاق نار غير مشروعة قتلت 18 شخصاً وجرحت أكثر من 700 آخرين، ناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان وصفوا سلوك القوات الحكومية الإجرامي، أما "المدافعون المعتادون" فهم مَن يزعمون أن إطلاق النار على متظاهرين عزّل يُعتبر بطريقة ما رداً ملائماً، ولا شك أن هذه كلها "مسألة عادية" بالنسبة إلى المحللين الأكثر إفلاساً أخلاقياً.لو كانت القوات التي أطلقت النار على المتظاهرين تابعة لأي حكومة أخرى غير حليفة للولايات المتحدة، لما تجاهل السياسيون والمحللون الأميركيون على الأرجح الأدلة التي تبرهن ارتكاب مجزرة ضد أشخاص عزّل، كنا سنسمع مطالبات بفتح تحقيق، وفرض عقوبات، وربما أكثر من ذلك. ولكن بدلاً من ذلك ساهمت الولايات المتحدة في تعطيل أي تحقيق دولي وقدّمت كالمعتاد غطاء دبلوماسياً للحكومة المسؤولة.* دانيال لاريسون* «أميركان كونسيرفاتيف»