يستعد ملايين المصريين للخروج إلى الحدائق والمتنزهات العامة غداً، للاحتفال بـ"شم النسيم" أقدم الأعياد المكرسة للربيع في العالم، إذ يعود إلى العصور المصرية القديمة، قبل ما يزيد على 5 آلاف سنة.

ويتميز العيد، الذي يحتفل به المصريون جميعاً على اختلاف الانتماءات الدينية، بطقوس فرعونية متوارثة تبدأ بتلوين البيض صباحاً والتهام أنواع السمك المملح كالرنجة والملوحة والفسيخ على الغداء، مع استهلاك كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات طوال اليوم.

Ad

واحتشد العشرات أمام باعة الفسيخ في الأحياء القديمة في القاهرة، خصوصاً في أحياء شبرا وباب اللوق حيث يوجد أشهر باعة الأسماك المملحة في العاصمة المصرية، في حين تكثف وزارة التموين والتجارة الداخلية، الأسواق، إذ تم تشكيل غرف عمليات لتلقي بلاغات المواطنين بشأن أي شكاوى، إضافة إلى تنظيم حملات تموينية على الأسواق لضبط السلع الفاسدة، فضلاً عن متابعة أسعار الأسماك المملحة، إذ يدور سعر كيلو الفسيخ حول 150 جنيهاً، "الدولار بـ 17.65 جنيهاً"، وكيلو الملوحة 140 جنيهاً، وكيلو الرنجة بين 40 و60 جنيهاً.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة والسكان الاستنفار استعداداً لـ"شم النسيم"، إذ أعلن وزير الصحة، أحمد راضي، أمس، وضع خطة طوارئ شاملة لتأمين الاحتفالات، تشمل رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات ومديريات الشؤون الصحية ومنع الإجازات بالمستشفيات خصوصاً القريبة من الطرق السريعة بالمحافظات، وتجهيز فرق الانتشار السريع من أطباء الرعاية الحرجة والعاجلة، ودعمهم بالأدوية والمستلزمات والتجهيزات.

وأشار راضي إلى أنه تم الدفع بـ 2134 سيارة إسعاف، وتوزيعها على أماكن التجمعات العامة والمتنزهات والحدائق والطرق والمحاور الرئيسية بجميع المحافظات، حيث تم الدفع بـ 595 سيارة إسعاف في إقليم القاهرة الكبرى، و307 سيارات بإقليم الإسكندرية، و504 سيارات بإقليم الدلتا، و579 سيارة بإقليم القناة، و917 في صعيد مصر.

في الأثناء، وفي حين تتعالى بعض الدعوات السلفية بتحريم الاحتفال بـ"شم النسيم"، أعادت دار الإفتاء المصرية، نشر فتوى لها أصدرتها العام الماضي، عبر موقعها الإلكتروني وصفحتها الرسمية على "فيسبوك" أمس الأول، للتأكيد على أن "شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقد ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعاً في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع، بأمور مباحة شرعاً".