تعلم ركوب الدراجات الهوائية
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
كيف يمكن حل هذه المعادلة الصعبة، قطاع عام غير منتج ويغلب عليه الفساد، وقطاع خاص تابع للأول بفساده وعلله، لا يمكنه استيعاب الشباب القادمين لسوق العمل في مثل الظروف الحالية.تقدم الدراسة السابقة (الثابت والمتحول) بعض التصورات لحل المعضلة، مثل "رفع المستوى التعليمي وتنويع مؤهلات المواطنين..."، وتضرب الدراسة بمثل تعليم ركوب الدراجة الهوائية، فهذه لا يمكن تعلمها بالكتب والدراسات النظرية، وإنما بالتجربة عبر الممارسة العملية، وتقترح الدراسة أيضاً "رفع تكلفة الأيدي العاملة الأجنبية عن طريق فرض الرسوم، وإلغاء نظام الكفالة المتبع حالياً، والسماح للعامل الأجنبي باختيار عمله..." ومن اقتراحات الدراسة كذلك "... التخلص من مواصفات الأوليغاركية في السوق، وتشابك المال والسلطة، عن طريق فتح باب المنافسة على تقديم السلع والخدمات أمام الجميع..."؛ كذلك تقترح الدراسة "... النظر في استخدام الضرائب (مثلاً على أرباح الشركات) مع سياسة التوطين وغيرها، لتحفيز وتغيير هيكلة بعض مؤسسات القطاع الخاص، فمعظم دول العالم تعتمد على الضرائب، منخفضة أو عالية، لإصلاح اختلالات الأسواق الاقتصادية وسوق العمل".كلها اقتراحات وتصورات معقولة ورائعة، ينقصها فقط لكي توضع على المحك العملي، إرادة سياسية واعية وحازمة لدى السلطة، وتكون هذه مستعدة لتحمل تكلفتها السياسية في دول العائلة والعشيرة التي رفعت وكرست شعار "من صادها عشى عياله". أولى الخطوات هي القضاء على الفساد، وهذا لا يكون من دون إصلاح سياسي يسبق أو يتعاصر مع الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة، في حالتنا، حتى الآن، لم يحدث شيء غير إطلاق التصريحات والوعود بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاح دون نتائج حقيقية، فالجماعة هم الجماعة وهذا سيفوه وهذه خلاجينه، هو يملك "الرولز رايز" ويمد قدمه مستريحاً خلف السائق، فكيف له أن يتعلم ويعلم ركوب الدراجة...!