«الربو» لدى الأطفال في الكويت.. أسبابه وطرق علاجه

نشر في 08-04-2018 | 11:01
آخر تحديث 08-04-2018 | 11:01
No Image Caption
تمتلئ المستشفيات والمراكز الصحية في البلاد في مواسم الحساسية والغبار والشتاء بالأطفال الذين يعانون نوبات الربو حاملين معاناتهم الموسمية بين أروقة العيادات والصيدليات.

ويعد الربو من أكثر أمراض الحساسية انتشارا في البلاد إذ تظهر إحصائيات وزارة الصحة في مايو 2016 أن نسبة الإصابة بالربو بين البالغين في البلاد تصل إلى 15 في المئة في حين تصل بين الأطفال إلى 18 في المئة.

وغالبا ما يحتاج مرضى الربو إلى علاج وقائي لمنع حدوث الأزمات إضافة إلى العلاج الذي يتم تناوله للتخفيف من أعراض الأزمة لدى حدوثها كما يتطلب هذان العلاجان توعية المريض وتدريبه على كيفية استخدام الأجهزة الخاصة بتناول الدواء وكمية الجرعات ومواعيدها.

وترتفع معدلات أزمات الربو في البلاد خلال موسمين أولهما موسم الرطوبة إذ تزداد حبوب اللقاح فضلا عن موسم العواصف الترابية غير أن هناك عوامل أخرى محفزة لنوبات الربو منها ما هو وراثي ومنها مرتبط بملوثات بيئية وغالبا ما تظهر أعراض نوبة الربو أكثر بين الأطفال.

في السياق قالت اختصاصية طب الأطفال في المستشفى الأميري التابع لوزارة الصحة الدكتورة دانة الحقان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد إن الربو مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين ما يسبب نوبات متكررة من ضيق في التنفس مصحوبا بصفير في الصدر وسعال وبلغم في بعض الأحيان.

وعن مسببات المرض أوضحت الحقان أن للربو أسبابا عدة منها عوامل وراثية إذ دلت بعض الدراسات على أن الطفل تزداد نسبة إصابته بالربو إذا كان الأبوان أو أحدهما أو أي فرد من أفراد العائلة مصابا بالربو أو الأكزيما أو الحساسية الأنفية علاوة على العوامل البيئية كتلوث البيئة المحيطة وتلوث الهواء بدخان المصانع وعوادم السيارات.

وذكرت أن العوامل البيئية لها تأثير رئيسي ومباشر على المرض إذ يساهم بازدياد وتكرار نوباته فنلاحظ في عيادات طوارئ الأطفال ازدياد عدد مرضى الربو في مواسم معينة ونطلق عليها (مواسم الحساسية) وهناك موسمان يبدأ أولهما في أكتوبر إلى يناير بسبب انتشار الأمراض الفيروسية والإنفلونزا يليه موسم آخر يبدأ في نهاية مارس إلى مايو حيث تكثر حبوب الطلع والغبار المثير للربو مما يزيد حدة النوبات وتكرارها.

وأضافت أن نوبات الربو تنتج جراء استنشاق المواد التي تثير الحساسية أو تهيج الجهاز التنفسي وهذه النوبات تختلف في شدتها وتكرارها من طفل لآخر موضحة أن الربو أحد أكثر الأمراض شيوعا بين الأطفال باختلاف مسمياته في اللهجة الكويتية المحلية مثل (التنك) أو حساسية صدر أو الربو وجميعها تدل على المرض نفسه.

ونصحت الحقان جميع مرضى الربو بالتطعيم ضد الإنفلونزا مع بداية الموسم الأول للحساسية في شهر أكتوبر وقاية لهم مشيرة إلى أن للأطعمة تأثيرا كبيرا على مرضى الربو من الأطفال يتباين من شخص لآخر.

وأوضحت في هذا الشأن أن حدة حساسية الصدر تزداد لدى الطفل الذي يعاني حساسية تجاه نوع معين من الطعام كالبيض أو المكسرات أو بعض الفواكه وغيرها مما يزيد من حدة الربو لديه عند تناوله لهذا النوع من الطعام.

وأشارت إلى أن هناك فحوصات خاصة يجب عملها لاختبار حساسية الطعام للمريض لتجنب مسببات ومهيجات الحساسية من الأطعمة.

وبينت أن هناك أطفالا يعانون أيضا الحساسية إزاء المواد الكيميائية وريش الطيور وفراء الحيوانات أو المواد الحافظة مما يؤدي الى زيادة نوبة الربو مشيرة الى التدخين السلبي لاسيما عندما يكون أحد الوالدين مدخنا فالطفل يستنشق الدخان مما يؤدي إلى تهيج وازدياد أزمات الربو لديه.

وأضافت أن معظم الأطفال يتعافون وتختفي أعراض الربو لديهم ما بين عمر 5 و 6 سنوات ويؤثر التزام الطفل بالأدوية الوقائية والمراجعات الدورية مع طبيب الأطفال على سرعة التعافي والشفاء كما يعتمد الامر على مسببات مرض الربو.

وقالت الحقان إن هناك مناطق جغرافية لديها نسب مرتفعة من حالات الربو أكثر من غيرها إذ تزداد نسبة إصابة الأطفال في المناطق المزدحمة والفقيرة بسبب ارتفاع نسبة الملوثات المحيطة بالطفل إضافة الى المناطق التي تزداد فيها أعداد المصانع والسكان واستخدام السيارات فعوادم السيارات تسبب تلوثا جويا.

وأضافت أن الهدف من علاج مرض الربو هو استقرار المرض وتقليل عدد النوبات الحادة للربو واستخدام أقل عدد من موسعات الشعب الهوائية قدر الإمكان ليمارس الطفل حياته الطبيعية دون أي معوقات مع استمرار ذهابه إلى المدرسة دون توقف أو غياب بسبب أزمة الربو.

وأشارت إلى أن هناك أدوية للتحكم بالربو على المدى الطويل يحددها الطبيب المعالج وتختلف من طفل لآخر وفقا لحدة الربو ونوعه إذا كان متوسطا أو شديدا مثل أنواع الكورتيزون المستنشق (البخاخ) او بودرة الليكوترين او الحبوب وغيرها.

وذكرت أن هناك أدوية لعلاج أزمات الربو الحادة التي تعمل على توسيع الشعب الهوائية وإرخاء العضلات داخل القصبات الهوائية منها البخاخات والإبر الوريدية التي تعمل على التخفيف من أعراض ضيق التنفس والسعال وصوت الصفير في الصدر أثناء الأزمة الحادة.

وأهابت بأولياء الأمور إعطاء الطفل المصاب بالربو الأدوية المخصصة قبل قيامه بأي أنشطة تتطلب مجهودا عاليا لاسيما ممارسة كرة القدم أو السباحة أوالركض فضلا عن توخي الحذر عند تغير حالة الجو ولا سيما في فصل الصيف حيث تتوالى موجات الغبار.

كما نصحت أولياء الأمور بمحاولة تجنب خروج أطفالهم إلا في حالات الضرورة القصوى مع ضرورة وضع القناع الواقي أو فوطه مبللة على الأنف والفم عند الخروج وإغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام واستخدام دواء الفنتولين عن بداية أزمة الربو المتمثلة بالسعال وضيق التنفس وضرورة الذهاب الى اقرب مستشفى عند تفاقم ازمة الربو.

وأوصت أولياء أمور الأطفال المصابين بالربو بالمتابعة المستمرة مع طبيب الأطفال لتجنب إصابتهم بنوبات حادة وضرورة تجنب التعرض للمواد المسببة للحساسية والربو مثل الأدخنة والعطور وضرورة تهوية الغرف ومسح الغبار بشكل منتظم علاوة على ضرورة ممارسة رياضة السباحة بشكل منتظم لزيادة سعة الرئتين وتحسين عملية التنفس.

back to top