رياح وأوتاد: إخفاقات مجلس الأمة
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
ومن ناحية أخرى لم يتصدَّ المجلس للكثير من مشكلات البلاد، وأهمها إقبال مئات الآلاف من الشباب إلى سوق العمل خلال سنوات قليلة، وقضية الإصلاح الاقتصادي وتحرير الأراضي، ومكافحة السيطرة والاحتكار، وتطبيق القوانين المجمدة، وعدم الاعتماد على مصدر وحيد للدخل، وسوء الإدارة وغير ذلك مما ستواجهه البلاد من أزمات خطيرة في فترة وجيزة قادمة. وأسباب هذا الإخفاق كثيرة أهمها الصراع الذي نشأ أثناء معركة الرئاسة وبعدها، بالإضافة إلى قلة الخبرة والكفاءة، وتعارض الأهداف والمنطلقات بين النواب، وإلى إغراء الناخبين بوعود ليس في استطاعتهم تحقيقها. وفي رأيي كان على الأعضاء قلب صفحة الرئاسة بعد انتخاب الرئيس ونائبه، ووضع أولويات يمكن تحقيقها، والعمل بكل وسائلهم وأدواتهم البرلمانية لاكتشاف الفساد والهدر ومكافحتهما، فهذان الموضوعان يمكن جمع كلمة النواب عليهما إذا أحسن العمل فيهما، واللجوء إلى الشريعة الإسلامية في التشريع كما نص الدستور سواء بفرض التكاليف والرسوم على الأغنياء أو في موضوع الحريات، والتسلّح بالفهم الدستوري السليم عند اقتراح أو إقرار أي قانون جديد، وذلك بالعودة إلى المختصين المشهود لهم بالعلم والأمانة، كما كان عليهم انتظار حكم محكمة التمييز في قضية سجن النواب. الشاهد أن هذا تحليل لمجريات عمل المجلس قرابة دورتين تشريعيتين أخذ بالاعتبار ظاهر أعماله، أما إذا كانت هناك صراعات أو ولاءات أو صفقات سياسية لا نعلمها وراء هذا الإخفاق، وأن في الفخ ما هو أكبر من الطير، فالله أعلم بها والأيام كفيلة بجلائها.