روسيا... ودرس أفغانستان!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد بدأت الولايات المتحدة حربها الاقتصادية ضد روسيا التي، إضافة إلى مشكلة سورية، تواجه مشاكل كثيرة في القرم وأوكرانيا وبعض دول البلطيق، وهذا إضافة إلى مشاكلها الداخلية الكثيرة التي من المؤكد أنها ستزداد تفاقماً إذا "صدقت" حسابات الأميركيين، فالمثل يقول "عندما تقع البقرة يكثر السلاخون"، وحقيقة إن ليس كل فمعظم دول الاتحاد الروسي تنتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر، إذ إنها وجدت نفسها في "تبعية" أسوأ كثيراً من تبعيتها للاتحاد السوفياتي الذي كان نسخة أشد وطأة من النسخة القيصرية بالنسبة للقوميات غير الروسية... وبالنسبة للمسلمين على وجه التحديد.إن المؤكد أنه إذا انسحب الأميركيون عسكرياً من سورية فإن انسحابهم، إن هو حصل بالفعل، سيكون لحساب خطة بديلة والخطة البديلة، كما هو متوقع، هي المزيد من إغراق الروس في هذا المستنقع السوري، الذي باتوا يغرقون فيه كما غرقوا في المستنقع الأفغاني في عهد الاتحاد السوفياتي، الذي لم يكن عظيماً ولا هم يحزنون، والذي كانت "غزوته" الأفغانية بداية انهياره المأساوي، بعدما كان في فترة من الفترات قد أوصل نفوذه وصواريخه إلى كوبا على بعد خطوات قليلة من المجال الحيوي للإمبراطورية الأميركية.كان على فلاديمير بوتين، الذي كان أحد ضباط جهاز "كي جي بي" المرموقين، أن يستفيد من هذا الدرس السوفياتي المكلف، وعليه فإنه إذا كان يراهن على قاعدة "حميميم" فإن المفترض أنه يعرف أن أفغانستان كلها كانت قاعدة سوفياتية، ومع ذلك فعندما جاءت لحظة الحقيقة فإن القوات السوفياتية قد انسحبت من هذه الدولة الإسلامية تحت ضربات العديد من التنظيمات الجهادية وبدون أي مشاركة عسكرية أميركية مباشرة... والواضح أن هذا هو الذي تريده أميركا وتسعى إليه بالنسبة لسورية.