يمضي المشهد اللبناني مع محطة جديدة منتصف أبريل الجاري في الرياض مع مشاركة رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري في القمة العربية، بما تعنيه على مستوى تحسين العلاقات بين البلدين، بعدما استعادت الجزء الأوفر من عافيتها في انتظار اكتمال آخر حلقاتها برفع الحظر الخليجي عن عودة السياح إلى بيروت. وقبل أقل من أسبوع على توجهه إلى الرياض وجه الرئيس عون رسائل إيجابية إلى المملكة معتبراً أن «مساهمة المملكة العربية السعودية في مؤتمر سيدر إشارة الى التقارب بين البلدين»، لافتاً الى أن «المملكة هي دولة صديقة للبنان، وأن ما حصل بين البلدين منذ فترة كان عرضياً». وعن الهبة التي وعدت المملكة بتقديمها الى الجيش اللبناني والبالغة قيمتها ثلاثة مليارات دولار ولم يتم دفعها وعما إذا كان مصير المليار الذي اعلنت عنه الرياض في مؤتمر «سيدر» سيلقى المصير نفسه، قال الرئيس عون في لقاء مطول مع برنامج «إنترناسيونال» الفرنسي الذي يبث عبر محطة «تي في 5 موند» الفرنسية بالتعاون مع «إذاعة راديو فرانس إنترناسيونال» وصحيفة «لوموند» الفرنسية، أمس، «سننتظر ما سيحصل في شأنها، لأنها كانت وعداً لإعادة النظر بالاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً. وأنا على ثقة أكبر بالعلاقة مع السعودية حالياً، لانها عادت إلى طبيعتها». كما أكّد الرئيس عون أنه لا يعتقد أن «اللبنانيين يعيشون مرحلة خوف من عودة الحرب»، مشيراً إلى أن «هناك قلقاً من أن تأتي الحرب من الخارج وليس من الداخل».
واعتبر أن الرئيس السوري بشار الأسد «هو حالياً الرئيس الشرعي لبلاده، وعلينا التعامل مع الحكومة الموجودة ولا خيار آخر لدينا، والعلاقات اللبنانية-السورية محدودة حالياً».وأكد أن «حزب الله ليس حليفاً ثقيلاً، وأفراده لبنانيون يعيشون في قراهم على الحدود مع إسرائيل للدفاع عنها وعن لبنان، ولم يهاجموا أبداً إسرائيل بل حرروا جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي».وعن وضع القدس اعتبر أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة إليها، «يشكل بداية للتخلي عن هذه المدينة، وقد أعطى القدس هدية إلى الإسرائيليين مع العلم أنه لا يملك الحق بذلك».قي موازاة ذلك، برز، أمس، بيان توجه به ترامب للبنان قال فيه إنه «بلد يواجه تحديات لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك التدفق غير المسبوق للاجئين، والأثر المدمر لإيران وحزب الله، ولكن، كما نرى من نجاح مؤتمر سيدر، فإن لبنان هو أيضاً بلد يتمتع بإمكانيات هائلة وله كثير من الأصدقاء»، مضيفاً: «لبنان، تحت قيادة رئيس الوزراء سعد الحريري، يعالج هذه القضايا الملحة». وأشار ترامب إلى أن «لبنان قد أقر للسنة الثانية على التوالي الموازنة العامة، وزاد عدد قواته في جنوب البلاد، وهزم مؤيدي جماعة داعش الإرهابية المحظورة، لافتاً إلى أنه «ستجري قريباً انتخابات برلمانية تاريخية، ما يدل على تعزيز الأمن فيه». وختم: «الولايات المتحدة فخورة بعلاقاتها مع لبنان وتدعم حكومته».في سياق منفصل، باشر الجيش الاسرائيلي، أمس، ببناء جدار الفصل عند الحدود مقابل طريق عام كفركلا – العديسة وسط مراقبة من الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» مستخدماً حفارات ورافعات لتثبيت الجدار الأسمنتي.
دوليات
عون: علاقة الرياض إلى طبيعتها... والقدس أُهديت لإسرائيل
09-04-2018