خرج ملايين المصريين إلى المتنزهات والحدائق العامة، أمس، للاحتفال بـ «شم النسيم»، المسمى عيد الربيع.

وفي مشهد مبهج، حافظ المصريون عليه منذ آلاف السنين، خرجت الأسر المصرية للترويح عن النفس في يوم عطلة رسمية، وكاستراحة محارب بدا وكأن المواطن البسيط يبحث عن فسحة من الوقت يتخفف فيها من أعباء الحياة اليومية وتدبير تكاليف المعيشة، وسط أزمة اقتصادية خانقة مصحوبة بارتفاع قياسي في الأسعار.

Ad

ودفعت وزارة الداخلية المصرية بتعزيزات أمنية وفرق التدخل السريع إلى الميادين والشوارع الرئيسة بالقاهرة والمحافظات، لتأمين الاحتفال، وقال مصدر أمني لـ «الجريدة»، إن حالة الاستنفار معلنة منذ فترة، وتم إلغاء إجازات رجال الشرطة على مدار فترة طويلة، إذ بدأت حالة الاستنفار منذ مارس الماضي لتأمين الانتخابات الرئاسية التي أعقبها احتفالات المسيحيين المصريين بأسبوع الآلام الذي انتهى أمس الأول بعيد القيامة المجيد، ثم الانتهاء بشم النسيم أمس.

وحرص كثير من الأسر المصرية على الاحتفال بـ «النسيم»، الذي يعد أكبر عيد قومي، وسط الطبيعة فتوجهوا إلى الحدائق العامة منذ الساعات الأولى من صباح أمس، ويتميز العيد بطابعه المصري الأصيل، فتعد طقوس الاحتفال به هي الأقدم على وجه الأرض، إذ تعود إلى العصر الفرعوني قبل نحو 5 آلاف عام، ويحرص المصريون على تناول البيض والأسماك المملحة والفاكهة والخضراوات طوال اليوم.

عودة السياحة

وتزامن رواج السياحة الداخلية في مصر مع قرب وصول أولى الرحلات الروسية إلى مطار القاهرة بعد يومين، لإنهاء فترة حظر استمرت لما يزيد على العامين بعد سقوط طائرة روسية في سيناء المصرية خلال أكتوبر 2015، إذ يفترض أن تبدأ المطارات الروسية في تسيير رحلات إلى مطار القاهرة الدولي بداية من 14 الجاري، فيما يفترض أن تبدأ شركة «مصر للطيران» في تسيير رحلاتها إلى المطارات الروسية بداية من بعد غد الخميس.

وعزز من المؤشرات الإيجابية لاستعادة قطاع السياحة المصري زخمه، ما قاله سفير أوكرانيا بالقاهرة، هنيادي لاتي، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أمس الأول بأن شركة الخطوط الدولية الأوكرانية (ماو) بدأت في تشغيل رحلات طيران مباشر بين القاهرة وكييف 4 أيام أسبوعيا.

الانتخابات العمالية

في سياق آخر، قال وزير القوى العاملة، محمد سعفان، إنه سيتم إجراء الانتخابات النقابية العمالية في النصف الثاني من شهر مايو المقبل، مشددا خلال كلمته بمؤتمر العمل العربي في دورته الـ45 المنعقدة بالقاهرة أمس، على أن الحكومة المصرية حريصة على تطوير التشريعات العمالية، بما في ذلك إصدار قانون المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم النقابي، وفي هذا الإطار انتهت الوزارة من وضع مشروع قانون عمل جديد يحقق الأمان الوظيفي واستقرار علاقات العمل، فضلا عن تلافي سلبيات قانون العمل الحالي، وتم تقديم مشروع القانون الجديد إلى البرلمان تمهيدا لإقراره.

وتابع سعفان في كلمته: «نحرص على أن تخرج القوانين الجديدة المنظمة للعمل بفلسفة جديدة ترتكز على إحداث التوازن في الحقوق والالتزامات بين طرفي العمل، صاحب العمل والعامل، بما يؤدي في النهاية إلى دفع عجلة الإنتاج في إطار إصدار الحكومة المصرية لقانون الاستثمار الذي يوفر الحوافز والحماية من القرارات التعسفية والحد من البيروقراطية».

وأشار إلى أن الحكومة تبذل كل ما في وسعها من أجل خفض معدلات البطالة لتصل إلى المعدلات العالمية الآمنة، إذ تبلغ نسب البطالة حالية نحو 11 في المئة، لذا تعمل الوزارة على تركيز جهودها على منظومة التدريب المهني من خلال تطوير مراكز التدريب التابعة للوزارة.

مثلث ماسبيرو

في غضون ذلك، قال محافظ القاهرة، عاطف عبدالحميد، أمس، إنه سيتم الانتهاء من أعمال الهدم في منطقة مثلث ماسبيرو الواقعة بقلب القاهرة والمطلة على كورنيش النيل، خلال أسبوعين على الأكثر، في إطار خطة عاجلة للإسراع بأعمال إزالة المنطقة، والمعطلة على مدار أكثر من 15 عاما، في إطار خطة المحافظة لإعادة تطوير المنطقة الحيوية بما يليق بمواطنيها، مؤكدا أن منطقة ماسبيرو ستتحول من منطقة عشوائية إلى منطقة حضارية متميزة في أقرب وقت.

علاوات المعاشات

من جانبها، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، أمس الأول، بوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري الصادر الشهر الماضي، بإضافة نسبة 80 في المئة من قيمة العلاوات الخمس إلى الأجر المتغير لأصحاب المعاشات، فيما صرح رئيس الاتحاد العام لأصحاب المعاشات، البدري فرغلي، بأنه مستمر في المسار القضائي حتى الحصول على حكم نهائي.

ويجمد قرار محكمة الأمور المستعجلة القرار التاريخي لمحكمة القضاء الإداري، بإلزام الدولة بإضافة نسبة 80 في المئة من قيمة آخر خمس علاوات حصل عليها الموظف قبل بلوغه سن الستين وإحالته إلى المعاش، إلى الأجر المتغير لأصحاب المعاشات.