يعود النشاط السياسي إلى بيروت، اليوم، بعد انقضاء عطلة الفصح المسيحي، حسب التقويم الشرقي، وانتهاء مؤتمر «سيدر» الذي استضافته فرنسا، الجمعة، حيث شكل مادة سجال داخلي وسط تباينات في قراءة نتائجه وانعكاساتها محلياً؛

ففي حين أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «قيمة القروض والهبات التي نتجت عن مؤتمر سيدر ستساعد بلا شك على النهوض الاقتصادي للبنان»، سارع الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، أمس الأول، الى الاعلان، في تحذير للحكومة، أن «الحزب سيتصدى في السياسة والشارع لأي ضرائب جديدة قد تفرض»، مضيفاً: «لا أحد يضع علينا ديونا ليحل مشاكل شخصية، ولا أحد يأكل رأس الشعب اللبناني ليقول له إنه من خلال هذه الديون سيغير الوضع في لبنان». وفيما بدا أنه تحذير مبطن للجيش الذي حصل على مساعدات كبيرة من الدول المانحة، خلال المؤتمر، كان لافتاً استرجاع نصرالله محطات من العلاقة بين الحزب والجيش اللبناني، واتخاذ بعض الحكومات قرارات «لا تتلاءم ورؤية الحزب حيال دور الجيش والمناطق الواجب الانتشار فيها».

Ad

واعتبر أن «هناك رهاناً على صدام بين الحزب والأجهزة الأمنية اللبنانية»، مضيفا أن «هذا الرهان حصل مرّات عدة سابقاً، في 2000 و2005 وفي 5 مايو 2008».

وقال نصرالله: «الخطير أيضاً أنه عام 2006 هناك من عمل على توجيه الجيش نحو قتال المقاومة ورئيس الحكومة. في ذلك الوقت، أصدر قراراً للجيش اللبناني لتوقيف أي شاحنة أسلحة للمقاومة»، مشيرا الى أنه «تم معالجة هذه الأمور بين الجيش والمقاومة، بعد أن كان رئيس الحكومة يصر على مصادرة شاحنات السلاح».

السنيورة

وردّ رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على نصرالله بالقول إنّ «الحقيقة فاتت السيد نصرالله مرة جديدة، وخانته الذاكرة، ونحن نذكره ببيان قيادة الجيش اللبناني الصادر آنذاك في 12 اغسطس 2006، وكان العدوان الاسرائيلي لا يزال مستمراً على لبنان، والذي جاء في نصه: تؤكد قيادة الجيش أنها لم تتلق أمرا من رئيس الحكومة بمصادرة سلاح المقاومة الذي ينقل الى الجنوب».

جعجع

إلى ذلك، التقى رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، في معراب، أمس، وزير الثقافة غطاس خوري، موفداً من رئيس الحكومة سعد الحريري. وعرض المجتمعون المستجدات السياسيّة والانتخابيّة.

وأكدت مصادر سياسية متابعة، لـ»الجريدة»، أمس، أن «اللقاء هو استكمال للقاء الحريري - جعجع الذي عقد الاسبوع الماضي في فندق فينيسيا، على هامش احتفال تدشين جادة الملك سلمان في بيروت، واعلان الحريري انه مستعد للقاء جعجع في اي لحظة». وأضافت ان «الاتصالات بين الطرفين انطلقت مجددا للاعداد لاجتماع بين الحريري وجعجع»، مرجحة حصول اللقاء «بعد الانتخابات النيابية المقبلة لا قبلها».

جنبلاط

في موازاة ذلك، ردّ رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط على رسالة وزير المهجّرين طلال ارسلان، من دون أن يسمّيه، إذ غرّد على «تويتر»، أمس، قائلا: «لا داعي للدخول في مساجلة مع أمير الوعظ والبلاغة والحكم. اما وإنني على مشارف الخروج من المسرح فأتمنى له التوفيق مع هذه الكوكبة من الدرر السندسية والقامات النرجسية. أنتم، كما قال جبران، في النور المظلم، ونحن في العتمة المنيرة».