قبيل اجتماع حاسم يعقده مجلس الأمن القومي الأميركي، بشأن سورية، في أول يوم عمل لمستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون، قال الرئيس دونالد ترامب إنه سيتخذ قراراً للرد على هجوم دوما الكيماوي، خلال 48 ساعة على الأكثر. وبينما ذكر ترامب أن إدارته تنتظر تحديد ما إذا كان نظام الرئيس بشار الأسد وحده المسؤول عن الهجوم أم أن إيران وروسيا متورطتان كذلك، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قد يكون نفسه المسؤول»، حذر سيد الكرملين من أي «استفزازات وتكهنات».
وفي تطور من شأنه تهديد القاعدة الروسية البحرية في طرطوس، علمت «الجريدة»، من مصادرها، أن الرد الأميركي المحتمل قد يتضمن إنزالاً بحرياً على البحر المتوسط، مشيرة إلى أن حاملة الطائرات «جورح دبليو بوش»، التي غادرت ميناء حيفا قبل أيام، لا تزال موجودة في البحر الأبيض، وقد يكون لها دور في هذا السيناريو. في موازاة ذلك، شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز «F35» غارة فجر أمس على قاعدة تيفور الجوية، التي تضم مركز تحكم إيرانياً للطائرات المسيّرة، في ريف حمص.وكشف مصدر رفيع، لـ«الجريدة»، أن إسرائيل، لم تخبر، للمرة الأولى، روسيا بالضربة، موضحاً أن «الهاتف الأحمر» بين القدس وقاعدة حميميم الجوية الروسية لم يُرفع خلال الهجوم أو بعده.
وأكد المصدر أن بعض الطائرات، التي سُمِع هديرها في لبنان كانت للتمويه والاستكشاف، نافياً صحة إعلان وزارة الدفاع الروسية تدمير 5 من أصل 8 صواريخ موجهة أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية، إذ لم يطلق أي صاروخ روسي أو سوري باتجاه الطائرات المغيرة أو باتجاه الصواريخ.وذكر أن إسرائيل استغلت إعلان واشنطن ودول أوروبية استعدادها لتكبيد الأسد ثمناً باهظاً رداً على هجوم دوما الكيماوي، لكنها أبلغت واشنطن بالعملية قبل تنفيذها.ولفت إلى أن الغارة الإسرائيلية مجرد بداية لما أسماه «العهد الجديد» من السياسة الإسرائيلية في الأزمة السورية، بعدما باتت تل أبيب مقتنعة بأن الرئيس الأسد يجب أن يذهب؛ لأنه يشكل خطراً على وجود إسرائيل، وتحوّل إلى رأس حربة للمشروع الإيراني. وفي طهران، أكد مصدر، لـ«الجريدة»، مقتل 7 إيرانيين في الغارة التي أوقعت 14 قتيلاً على الأقل، موضحاً أن القتلى جميعهم ينتمون إلى «الحرس الثوري»، وهم عقيد ورائد وضابطان في هندسة الحرب الإلكترونية، و3 متطوعين.