«الصحة»: 2000 حالة مصاب بـ «باركنسون» نوفر لهم كل العلاجات الممكنة

نشر في 10-04-2018 | 12:33
آخر تحديث 10-04-2018 | 12:33
جاسم الهاشل
جاسم الهاشل
يعتبر مرض الشلل الرعاشي «باركنسون» أحد أشهر أمراض الأعصاب انتشاراً بين المتقدمين في السن مما يتسبب بإصابتهم بارتعاش اليدين والرجفة وجمود بملامح الوجه وبطء الحركة فضلاً عن وجود أعراض غير حركية مثل القلق والاكتئاب والامساك المزمن ونقص بحاسة الشم.

والكويت كغيرها من الدول دقت ناقوس الخطر ورفعت شعار تعزيز التوعية بهذا المرض مشاركة العالم الاحتفال باليوم العالمي لمرض «باركنسون» الذي تحتفل به منظمة الصحة العالمية ودول العالم في 11 أبريل من كل عام احياءً لمولد الطبيب الإنجليزي «جيمس باركنسون» الذي وصف المرض بكتابه الشهير «شاكينغ بالسي» عام 1817.

واعتبرت وزارة الصحة الكويتية هذا المرض من عوامل الخطورة التي تسعى إلى مواجهة تحدياته لتزايد أعداد المصابين به إلى حوالي 2000 حالة حتى عام 2015 وفق مؤشرات الوزارة.

وعلى الرغم من عدم وجود برنامج احصائي دقيق لحصر عدد المصابين بالمرض إلا أن الوزارة حصرت الأعداد التقريبية من خلال جميع عيادات ووحدات كبار السن والمستشفيات العاملة بالكويت بهدف التسهيل على مقدمي الرعاية الصحية تقدير حجم المشكلة والعمل على معالجتها.

ويندرج «باركنسون» ضمن الأمراض المزمنة غير المعدية التي قامت الوزارة بوضع برامج وخطط لمكافحتها خاصة في ظل تزايد معدلات الإصابة يوماً بعد يوم إذ أدت زيادة التوعية المجتمعية إلى اكتشاف الأمراض بوقت مبكر من خلال التشخيص المبكر ومنها «باركنسون».

وأظهرت الأبحاث العلمية أنه لا يوجد سبب قاطع يؤدي إلى حدوث المرض سوى وجود نقص بإفراز مادة «دوبامين» إذ أن الضمور المتطور لخلايا معينة بالدماغ تسمى «سبستانيا نيجرا» أو الخلايا السوداء يؤدي إلى نقص افراز مادة الـ «دوبامين» في المخ وكذلك هناك عوامل وراثية وأخرى بيئية تسهم بحدوث ذلك النقص والضمور في منطقة المادة السوداء.

ورغم توفير الأدوية إلا أنها تعتبر عوامل مساعدة لتخفيف أعراض المرض من خلال تعويض النقص بمادة «دوبامين» أو لعلاج الأعراض غير الحركية ويعتبر دواء «ليفودوبا» أول دواء تم انتاجه لعلاج مرض «باركنسون».

وفي هذا الصدد، أكد رئيس قسم الأعصاب بمستشفى ابن سينا التابع لوزارة الصحة الدكتور جاسم الهاشل في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء أن المستشفى وفرت جميع أنواع العلاجات الدوائية لمرضى «باركنسون» ومنها المتطورة مثل العلاج «بالحث العميق للدماغ» الذي يتم عن طريق زرع بطارية تقوم بعمل حث كهربائي لافراز مادة الدوبامين بالمخ.

وقال الهاشل الذي يشغل أيضاً منصب رئيس رابطة «الباركنسون» الكويتية أن المستشفى وفرت حديثاً العلاج عن طريق المضخات مثل مضختي «دودوبا» و«ابومورفين»، مبيناً أن الأولى تضخ الدواء عن طريق أنبوب مثبت بالإمعاء دون أي تدخل من المرضى والثانية تضخ الدواء عن طريق إبرة تؤخذ تحت الجلد.

وأوضح أن العمل بمضخة «دودوبا» بدأ قبل خمسة أشهر وهناك ثلاثة مرضى يتم علاجهم بتلك المضخة أما مضخة «ابومورفين» فبدأ العمل بها أواخر عام 2016 وهناك أربع حالات تعالج بهذا النوع من المضخات.

وشدد الهاشل على ضرورة قيام المرضى بممارسة الرياضة بانتظام وأخذ الأدوية بمواعيدها بالإضافة إلى استمرار متابعة الحالة مع أخصائي الأعصاب لاستكمال البرنامج العلاجي المتكامل والمكون من العلاج الطبيعي والتخاطب والتغذية.

وذكر أن قسم الطب النووي بالمستشفى وفر بعض أنواع الأشعة المتخصصة بتشخيص «باركنسون» لعيادات الأعصاب، مشيراً إلى أن هذه الأشعة لم تكن متوافرة في الكويت حتى عام 2015 حيث كان يتم إرسال المرضى للعلاج بالخارج لعمل تلك الأشعة قبل توفيرها.

وأضاف أن عدد المرضى الذين أجري لهم ذلك الفحص بلغ نحو 65 حالة، موضحاً أن عدد المترددين على عيادات «باركنسون والحركات اللاإرادية» بالمستشفى بلغ حوالي 500 سنوياً.

وطالب بضرورة انشاء برنامج وطني لحصر الحالات المصابة بالباركنسون حتى يسهل التعامل مع المرضى وتحديد نسب المرض.

وأوضح الهاشل أن الأطباء الزائرين ضمن برنامج وزارة الصحة لعيادات الأعصاب بمستشفى ابن سينا عاينوا 75 حالة مرضية العام الماضي مقارنة مع 60 حالة لعام 2016.

وذكر أنه تم اجراء عمليات تبديل بطارية «الحث العميق للدماغ» لـ 20 حالة مرضية منذ عام 2014 وأربع عمليات خلال عامي 2015 و2016 وجار الإعداد لاجراء ثلاث عمليات خلال الأشهر المقبلة بالتعاون مع قسم جراحة الأعصاب بالمستشفى.

وبين أن معدل الإصابة بمرض الباركنسون عالمياً يتراوح ما بين 7 إلى 10 ملايين شخص وهناك 60 ألف حالة جديدة يتم تشخيصها سنوياً بهذا المرض، مضيفاً أن متوسط عمر المريض عند تشخيصه بالمرض يبدأ عند سن 60 عاماً إلا أن 4 في المئة من الحالات التي تم تشخيصها تراوحت أعمارهم ما بين 40 و50 عاماً.

back to top