عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن غضبه الشديد بعد مداهمة عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) مكتب محاميه الشخصي، مايكل كوهين، الذي دفع أموالا لممثلة إباحية لقاء سكوتها عن علاقة سابقة مع ترامب.

وقال ترامب بحضور كبار القادة العسكريين الأميركيين الذين اجتمعوا في البيت الأبيض للبحث في الملف السوري "إنه عار! إنه عار حقيقي! إنه هجوم على بلدنا". وتابع: "نتحدث عن سورية، نتحدث عن أمور جدية، وأواجه هذا الاضطهاد (...) منذ أكثر من 12 شهرا، ويمكن القول انه بدأ منذ اليوم الذي فزت فيه بترشيح" الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.

Ad

ودهم عناصر من "FBI" مكتب كوهين، في نيويورك وصادروا منه وثائق.

ودان ستيفن راين، محامي كوهين، عملية الدهم "غير اللائقة وغير المجدية" التي كانت نتيجتها "مصادرة غير مفيدة لوثائق سرية بين محام وموكله"، مشيرا الى أن عملية التفتيش هذه جرت "جزئيا" بأمر من المدعي الخاص روبرت مولر الذي يحقق في التدخل الروسي المفترض في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وحصل ممثلو الادعاء الاتحادي على مذكرة التفتيش، بعد تلقيهم طلب الإحالة من مولر، وفقا لمحامي كوهين.

وقال راين، في بيان، إن العملاء استولوا على اتصالات سرية بين كوهين وعملائه، بما في ذلك ترامب. وأضاف أن كوهين سلّم بالفعل آلاف الوثائق إلى محققين في "الكونغرس" يبحثون في مسألة التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية عام 2016.

ومايكل كوهين مدافع وفيّ عن ترامب، وكان لسنوات محامي "منظمة ترامب" المجموعة النيويوركية التي يملكها الملياردير ويديرها أقرباؤه حاليا. كما كان أحد المتحدثين باسم حملته الانتخابية.

وأكدت وسائل الإعلام الأميركية أن الوثائق التي تمت مصادرتها مرتبطة بملف "ستورمي دانيالز" ممثلة الأفلام الاباحية.

وتؤكد دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، أنها أقامت علاقة مع قطب العقارات في 2006، وكان حينها متزوجا من زوجته الحالية ميلانيا.

واعترف كوهين في يناير بأنه دفع 130 الف دولار للممثلة في إطار اتفاق يقضي بالسرية، قبل أيام من الاقتراع الرئاسي. وأكد أن هذا المبلغ جاء من حساباته الخاصة وليس من أموال الحملة.

وأكد ترامب الاسبوع الماضي انه ليس على علم بدفع هذه الأموال. وكانت ستورمي لجأت أخيرا الى القضاء لإلغاء اتفاق السرية، مشيرة الى أن ترامب لم يوقعه.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مصدر قريب من القضية انه يشتبه في تورط كوهين في احتيال مصرفي وبانتهاك القواعد المتعلقة بتمويل الانتخابات.

من جهته، قال مايكل افيناتي، إنه يحيي "شجاعة وقوة موكلتي ستورمي دانيالز وعائلتها في الأسابيع الستة الاخيرة". وأضاف: "نحتاج الى أشخاص خارجين عن المألوف لتحمل تهديدات الموت والمشاكل والهجمات الشخصية".

وأكد النائب الديمقراطي آدم شيف عضو لجنة مجلس النواب للاستخبارات ان "التفويض بتفتيش مكتب كوهين طلبه مدّع عينه الرئيس، ووافق عليه قاض. هذا ليس اضطهادا، هذا هو القانون".

وبمعزل عن عملية التفتيش، عبّر ترامب عن استيائه الشديد ايضا من التحقيق الذي يجريه روبرت مولر، واتهم فيه عددا من أفراد فريق حملته الانتخابية.

ويحاول هذا التحقيق الذي فتح في مايو 2017 التأكد من وجود رابط محتمل بين فريق حملة ترامب وموسكو. وهي تهدف ايضا الى تحديد ما إذا كان الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة عرقل عمل القضاء.

وقال ترامب "انهم الاشخاص الأكثر انحيازا"، مكررا بذلك اتهامات صدرت عن البيت الأبيض وعن بعض البرلمانيين الجمهوريين ضد فريق المدعي الخاص.

وصرح الرئيس الأميركي "انهم لا يسعون الى التحقيق حول هيلاري كلينتون، والأمور الرهيبة التي فعلتها وكل الجرائم التي ارتكبت"، من دون أن يضيف أي تفاصيل.

وتؤكد صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن ثلاثة مصادر قريبة من الملف، أن مولر يدقق في مبلغ 150 ألف دولار دفعه رجل أعمال أوكراني في قطاع الفولاذ الى "مؤسسة ترامب" من أجل تخصيص 20 دقيقة ليتحدث فيها عبر الفيديو في مؤتمر في كييف في سبتمبر 2015.

وقال ترامب إن "وزير العدل (جيف سيشنز) ارتكب خطأ كبيرا عندما انسحب"، مشيرا الى قرار سيشنز الذي كان حليفه منذ بداية السباق الى البيت الابيض، ويأخذ عليه عدم مواصلته التحقيق في التدخل الروسي.

وأكد ترامب: "سنرى ما سيحدث (...)، كثيرون قالوا لي يجب أن تقوم بإقالته"، في إشارة الى مولر.

ورد آدم شيف "بينما يتحدث ترامب عن استبعاد مولر، يجب على كل الأعضاء (في الكونغرس) رفع صوتهم أو وقف تقصيرهم في ولائهم للدستور".

وأعلن البيت الأبيض أمس استقالة، توماس بوسرت، مستشار الأمن الداخلي لترامب.