بين حين وآخر، يهددنا مسؤول أو آخر بفرض ضريبة أو ضرائب... ولم يشرح لنا أحد كمواطنين عاديين لماذا؟ أو أين ستذهب هذه الضريبة؟! لذلك لابد من استعراض الجانب التاريخي للضريبة، فأول ضريبة في التاريخ كانت على يد الفراعنة في مصر، وبدأت بزيوت الطبخ لندرتها، ثم تطور الأمر أيام الإمبراطورية الإغريقية، إذ فرضت الضرائب لتمويل الحرب، وهم أول من أعادوا دفع الضريبة لمن دفعها في حالة الاستيلاء على ثروات الدول الأخرى وتوزيعها.ثم أتت الإمبراطورية الرومانية، وبدأت بضريبة الواردات والصادرات، وبعد ذلك توسعت الضرائب، وأصبحت كما هي الحال في حاضرنا، لتكون الحكومة قادرة على الصرف على الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، وغيرها من الخدمات، لذلك بالإمكان تعميم المفهوم؛ ليصبح أن أي قصور في ثروة البلد يجب أن تغطيه الضريبة، وخصوصاً ضريبة الدخل التي تتفاوت بين المواطنين.
لابد من تلك المقدمة كي نستفهم كشعب: هل ثروة البلد حالياً بحاجة إلى الدعم من المواطنين؟ وإن كان الأمر كذلك، فالحكومة مجبرة أن تطلع المواطن على كمية الثروة الموجودة حالياً، ولماذا يتحمل المواطن أي نقصان بها من أجل الإبقاء على الخدمات العامة؟ وهل نقصت هذه الثروة لأن تكلفة الخدمات عالية؟ ولماذا هي أعلى من أي بلد آخر؟والجواب ليس بسهل؛ لأننا لا نعرف كمية الثروة التي نملكها كشعب، وكل ما نسمعه بين حين وآخر أن هناك عجزاً في الميزانية سواء ارتفع برميل النفط أو انخفض، ولذلك نريد كشف الميزانية الحقيقية للدولة، وكم هو الفائض منها، وكم هو النقص إن كان هناك نقص. حينذاك فقط ستقنعون المواطن بالضريبة، وليس لهؤلاء المواطنين إلا الاسترشاد بباني الديمقراطية الكويتية المغفور له الشيخ عبدالله السالم، رحمة الله عليه، حين قال: "إن ثروة الكويت ملك للشعب وأنا حارسها". أي أن الحكومات المتعاقبة مهمتها حراسة ثروة الشعب. وعليه نريد أن نفهم... ليش الضريبة؟ ونبي نفهم الفلسفة وراء فرض الضريبة؟! أم أن ثروات البلد تبددت، وهناك من قاموا "بفسفستها" وجاء الوقت لفرض الضرائب على الشعب؟
أخر كلام
الله بالنور : كيف توصلوا إلى هذا القرار؟
11-04-2018