ظل الحال على ما هو عليه في الصراع على المركز الثاني في دوري ڤيڤا للدرجة الممتازة، وذلك بفوز المتنافسين السالمية والقادسية ليرتفع رصيد كل منهما إلى 30 نقطة، وحافظت نتائج المواجهات المباشرة على الأفضلية لمصلحة السماوي، في حين ابتعد كاظمة عن المركز السابع، ليبقى الصراع ثلاثيا بين (العربي، والنصر، والجهراء)، وذلك بعد انتهاء الجولة التاسعة عشرة من منافسات البطولة.يذكر أن الكويت حسم اللقب لمصلحته في الجولة السابعة عشرة، في حين هبط التضامن إلى دوري الدرجة الأولى في الجولة التالية، علما بأن الفريق الذي سيحتل المركز السابع سيخوض مباراة فاصلة مع صاحب المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى، وسيشارك الفائز بنتيجتها في الدوري الممتاز.
ولعل أبرز ما في هذه الجولة هي الأهداف الغزيرة التي أحرزتها الفرق الثمانية، والتي بلغت 25 هدفا بمعدل 6.25 أهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل رائع، واللافت للنظر أن جميع الفرق تمكنت من هز شباك المنافسين، وهي أفضل جولة في البطولة تهديفاً، ويكفي أن لقاء القادسية والجهراء "الغريب" شهد إحراز 9 أهداف!"الجريدة" تلقي من خلال هذا التقرير الضوء على أبرز السلبيات والإيجابيات في المباريات الأربع لهذه الجولة.
قمة وقاع
كان من المنطقي أن يحقق الكويت، الذي نجح في الحفاظ على لقبه للموسم الثاني على التوالي، الفوز بخمسة أهداف لهدفين على التضامن الهابط لدوري الدرجة الأولى في ظل الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الأبيض.ولعل أبرز الإيجابيات بالنسبة للأبيض تتمثل في مشاركة عدد كبير من اللاعبين الاحتياطيين في ظل غياب الأساسيين لأسباب متفاوتة، ومنهم حسين حاكم والايفواري جمعة سعيد وفهد حمود، وذلك تحسبا لاستمرار غياب بعض اللاعبين في المباراة المقبلة أمام القادسية، وعلى أي حال جاءت المباراة مفيدة للجهاز الفني للأبيض للوقوف على مستوى بعض اللاعبين.في المقابل، تأثر لاعبو التضامن كثيرا بالهبوط، ومع ذلك كانوا أكثر من ند للكويت، لا سيما في التوقيت الذي نجحوا فيه في تقليص الفارق إلى هدف واحد، حينما كانت النتيجة تقدم الأبيض بثلاثة أهداف لهدفين.أخطاء متكررة
يبدو أن العربي لا يتعلم من أخطائه، فالفريق خسر ثلاث نقاط ثمينة على يد السالمية، أدخلته في صراع المركز السابع. وأصبحت الأخطاء الدفاعية المتكررة وعدم التمركز الجيد سمة ملازمة للأخضر إلى جانب العقم الهجومي على الرغم من الفرص المتعددة التي تسنح للفريق، وهي أخطاء لم يستطع الجهاز الفني بقيادة "الجنرال" محمد إبراهيم تصحيحها وتلافيها!على الجانب الآخر، استعاد السالمية عافيته كثيرا وقدم مباراة جيدة استحق عليها الفوز، وأكد الثنائي فهد الرشيدي والسوري المخضرم فراس الخطيب أهمية امتلاك الفريق لرأس حربة صريح في الهدفين اللذين أحرزهما وحسما النقاط الثلاث لمصلحة فريقهما.اختلاف واضح
"شتان بين مستوى كاظمة الذي قدمه في مباراة رائعة التهم خلالها النصر بأربعة أهداف مقابل هدفين على غرار ما قدمه أمام السالمية في الجولة السابقة، وبين المستوى الذي قدمه في مباريات كثيرة في الدورين الأول والثاني، ليؤكد البرتقالي، الذي صال وجال أمام العنابي، أنه بمنزلة لغز كبير سواء في المستويات الرائعة أو الهزيلة التي يقدمها!ولعل أبرز ما يميز كاظمة وجود العديد من مفاتيح اللعب التي ترهق المدافعين وهم ناصر فرج، ومشاري العازمي، والرائع عمر الحبيتر الذي يقدم مستوى استثنائيا مع الفريق يستحق عليه التقدير والتحية.أما النصر، فشتان أيضا بين ما يحققه الفريق من نتائج في الموسم الجاري وما قدمه خلال الموسم الماضي، فالاختلاف واضح وكبير، على الرغم من أن الجهاز الفني واللاعبين ظلوا كما هم دون تغيير.ويمكن القول إن لاعبي النصر افتقدوا الحافز للاستمرار في التألق واحتلال مركز متقدم، وهو الأمر الذي يفرض إعدادهم نفسيا بشكل جيد، والمتابع لمواجهة الفريق مع كاظمة سيقف على حالة عدم التركيز التي أصابت اللاعبين في الأهداف الثلاثة التي أحرزها فرج والحبيتر والعازمي، والتي جاءت من أخطاء كارثية لحارس المرمى وخط الدفاع.مباراة غريبة
أما مباراة القادسية والجهراء فتدخل في إطار المباريات الغريبة التي تحتاج أحداثها إلى تفسير عميق! فمثلا لم يجد مهاجمو الأصفر صعوبة تذكر في اختراق دفاع المنافس في الأهداف الأربعة الأولى التي أحرزت في 15 دقيقة فقط!وعاب الأصفر عدم جدية لاعبيه في إحراز مزيد من الأهداف، لذلك كان من البديهي أن يصابوا بحالة غريبة من التراخي، وهو الأمر الذي كلفهم 3 أهداف، لكنهم سريعا ما عادوا إلى صوابهم ليحرزوا هدفين.الأصفر بات محيرا للغاية، فمستواه يختلف من مباراة إلى أخرى بل في المباراة ذاتها، ومن المؤكد أن الجهاز الفني يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، لأنه غير قادر على فك طلاسم المستوى.على الجانب الآخر، يعيش الجهراء حالة سيئة جدا، لا تتماشى مع ما قدمه من مستويات أو نتائج في الدور الأول، لذلك فوجوده في المركز السابع أمر منطقي للغاية، ولا يعد مفاجأة للمقربين من الفريق.احتمالات «الثاني والسابع»
مازال الصراع بين السالمية والقادسية قائما على مركز الوصافة، واللافت هنا هو مواجهة السالمية لفريقين يسعيان إلى الهروب من المركز السابع، وهما النصر والجهراء، في حين أن القادسية سيواجه فريقين ليس لهما ناقة أو جمل في المنافسة، حيث يلتقي مع الكويت والتضامن، فالأول حسم اللقب لمصلحته، والثاني هبط لدوري الدرجة الأولى.أما الصراع على المركز السابع فيبدو على أشده، فنظريا الصراع محتدم بين العربي (24 نقطة)، والنصر (23 نقطة)، والجهراء (22 نقطة)، ويعد الأخير الأقل حظا في الفرق الثلاثة، وذلك بسبب المستوى الهزيل الذي يقدمه في الآونة الأخيرة، كما أنه سيلعب مع كاظمة والسالمية، وكلتا المواجهتين صعبة للغاية!وثمة مباراة تمثل عنق الزجاجة بالنسبة إلى طرفيها، تلك التي ستجمع النصر مع العربي، فالفائز سيضمن رسميا الابتعاد عن المركز السابع، بينما الخاسر سيكون مصيره مجهولا، لكون المباراة في الجولة الأخيرة، علما بأن العنابي سيواجه السماوي في الجولة قبل الأخيرة، والأخضر سيواجه التضامن، وهي مباراة سهلة نسبيا، لكنها غير مأمونة العواقب.أرقام
• انتهت المباريات الأربع بالفوز، ولعبت الأرض مع أصحابها في مباراتين، في حين خسر أصحابها الأرض مثلهما.• لم تشهد المباريات الأربع بطاقات حمراء، بينما تم إشهار 19 بطاقة صفراء، كان النصيب الأوفر منها لمباراتي القادسية والجهراء، والكويت والتضامن بواقع 6 بطاقات لكل منهما.• ركلتا جزاء احتسبهما الحكام في المباريات الأربع، الأولى كانت من نصيب الجهراء ونفذها الكاميروني رونالد بنجاح، والثانية للقادسية وانبرى لها بدر المطوع بنجاح أيضا.• واصل لاعب التضامن فيصل عجب تصدره لقائمة الهدافين برصيد 15 هدفا، وتبعه في المركز الثاني لاعب الكويت يعقوب الطراروة وله 12 هدفا، ثم محترف السالمية السوري فراس الخطيب في المركز الثالث بـ11 هدفا، ثم محترف النصر البرازيلي توريس بالمركز الرابع وله 9 أهداف، أحرز منها 6 بقميص الجهراء، و3 بقميص فريقه الحالي، وجاء لاعب السالمية فهد الرشيدي في خامساً وله 8 أهداف، ثم محترف القادسية الايفواري لاسانا ديابي في المركز السادس بـ7 أهداف.لقطات
• سيطر الإحباط على جماهير العربي بعد الخسارة أمام السالمية، ونال مدرب الفريق محمد إبراهيم انتقادات بالجملة، لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته عن اللاعبين.• أثار غياب مدرب السالمية عبدالعزيز حمادة عن فريقه في مواجهة العربي علامات استفهام كثيرة، إلا أن القائمين على الفريق أوضحوا سبب الغياب، إذ كان المدرب يحتفل في نفس الوقت بعقد قران نجلته.• بدا مدرب التضامن غاضبا بعد الخسارة التي تعرض لها فريقه أمام الكويت، ورفض التصريح بعد المباراة، مما أثار حفيظة وسائل الإعلام، لاسيما أن الفريق ودع مسابقة الدوري الممتاز في الجولة الماضية (18).• حالة من الغضب اجتاحت مسؤولي النصر وأعضاء الجهازين الفني والإداري بعد الخسارة أمام كاظمة، خصوصا أنها أزّمت موقف الفريق تماماً، وجعلته يدخل بقوة في صراع الهروب من المركز السابع.• على الجانب الآخر، سيطر على مسؤولي كاظمة شعور بالسعادة الغامرة بعد الفوز على النصر، ودخول فريقهم المربع الذهبي.• خرج لاعب العربي عبدالله الشمالي عن النص، حينما ألقى بقميصه على الأرض، اعتراضاً على تغييره خلال المباراة من قبل الجهاز الفني.