تبدأ شركة مصر للطيران الحكومية تسيير أولى رحلاتها إلى العاصمة الروسية موسكو اليوم، وذلك بعد استئناف مصر وروسيا، أمس، الرحلات الجوية المباشرة برحلة من موسكو إلى القاهرة، وصلت في ساعة متأخرة من مساء أمس، لتنتهي بذلك فترة تعليق حركة الملاحة الجوية بين البلدين استمرت لعامين ونصف العام، إثر سقوط طائرة روسية أقلعت من مطار شرم الشيخ في عام 2015، وهو ما أثر سلبا على مداخيل مصر من قطاع السياحة الحيوي للعملة الصعبة.وتنهي عودة الرحلات الروسية فترة توقف بعد إعلان موسكو وقف الطيران المدني إلى مصر في أعقاب تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها الـ 224 وأغلبهم من السياح الروس، في عملية إرهابية تبناها تنظيم «داعش».
وطلبت روسيا اشتراطات أمنية في المطارات المصرية، الأمر الذي استجابت له القاهرة، وأجرت تحديثا شاملا لمنظومة تأمين المطارات، ووقّع وزير الطيران المصري شريف فتحي، على اتفاق بعودة حركة الطيران في ديسمبر الماضي، ثم وقع الرئيس فلاديمير بوتين على مرسوم في 4 يناير الماضي باستئناف الطيران بين روسيا ومطار القاهرة الدولي.واستقبل قطاع السياحة المصرية خبر عودة السياحة الروسية بترحيب شديد، وهو ما عبّر عنه نقيب السياحيين، باسم حلقة، قائلا لـ «الجريدة»: «الروس هم العمود الفقري للسياحة في مصر، إذ يشكلون أكثر من ثلث السياح الذين يزورونها سنويا، كما أنهم يشكلون نحو 60 في المئة من زائري مدينتي الغردقة وشرم الشيخ، فلا شك أن عودة السياحة الروسية ستمثل انتعاشة حقيقية للقطاع الذي تعرض لهزات عنيفة منذ 2011، ونأمل أن يعقب القرار الروسي قرار آخر عن عودة حركة الطيران المباشر إلى شرم والغردقة».من جانبه، قال المرشد السياحي، أحمد محروس، إن «السياحة في مصر تعني السياحة الروسية، لأن الروس أهم شعب يزور البلاد، ومنذ مطلع الألفية والسياحة الروسية رقم واحد في أهم المنتجعات المصرية، لذا فعودة الروس تعني إعطاء قبلة الحياة لقطاع السياحة المصري، فمن المتوقع أن يزور مصر ما لا يقل عن 3 ملايين روسي».ويشكل الروس نحو 35 في المئة من عدد السياح الذين يزورون مصر، إذ سجلوا في عام 2013، نحو 2.5 مليون سائح، شكلوا نحو 35 في المئة من إجمالي السياح الأجانب، يدفعون 40 في المئة من إجمالي دخل القاهرة من السياحة، الذي يقدر بنحو 8 مليارات دولار، لذا تترقب الحكومة المصرية عودة السياح الروس لضخ عملة صعبة تخفف الضغوط على الجنيه أمام الدولار.
مباحثات ثنائية
في غضون ذلك، وفي حين يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره البرتغالي مارسيلو دي سوزا، في القاهرة اليوم، أجرى السيسي جولة مباحثات مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، محمد بن زايد، في القاهرة أمس الأول، لمناقشة المستجدات التي تمر بها المنطقة العربية، فضلا عن سبل تعزيز التعاون المشترك.وأكد السيسي في المباحثات التي عقدها مع بن زايد في قصر الاتحادية الرئاسي، بعد استقباله في مطار القاهرة الدولي، أن العلاقات بين مصر والإمارات تمثل نموذجا مثاليا للتعاون الاستراتيجي البناء بين الدول العربية، مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين.من جهته، وجه بن زايد التهنئة إلى الرئيس المصري بمناسبة فوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في مارس الماضي، لافتا إلى أن النتائج تعكس الثقة الشعبية الكبيرة في السيسي، معربا عن حرص الإمارات على الاستمرار في تطوير وتعزيز آليات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين.وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن المباحثات الثنائية تناولت آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، في ضوء تفاقم الأزمات بالمنطقة وتعقيد التحديات التي تواجه الدول العربية، حيث أكد السيسي وبن زايد حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور المكثف بينهما، ومع الدول العربية الشقيقة للتصدي لما تواجهه الأمة من تحديات وأزمات، والتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية.وأعرب الجانبان عن دعمهما لجهود التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تعانيها المنطقة، وشددا على أولوية دعم سيادة الدولة الوطنية على أراضيها، والحفاظ على وحدتها وتماسك مؤسساتها وحماية مقدرات شعوبها، فضلا عن مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، إذ توافقت رؤى الجانبين حول أهمية المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي وتعزيز العمل العربي المشترك، بهدف منع التنظيمات الإرهابية من الحصول على السلاح والتمويل، فضلا عن منحهم الغطاء السياسي والإعلامي.سفر شكري
وفي إطار العلاقات العربية - العربية، يتوجه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، صباح اليوم، إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للدورة العادية التاسعة والعشرين للقمة العربية، المقرر عقدها بمدينة الدمام، وقال المتحدث باسم «الخارجية» المصرية، أحمد أبوزيد، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب سيتناول عددا من الملفات المهمة على ضوء التطورات والتحديات المتنامية التي تشهدها المنطقة العربية، خاصة التصعيد الخطير للأوضاع في سورية.صندوق سيادي
إلى ذلك، قالت وزيرة التخطيط، هالة السعيد، إن مجلس الوزراء وافق في اجتماعه الأسبوعي أمس، على مشروع قانون لإنشاء صندوق سيادي باسم «صندوق مصر» برأسمال 200 مليار جنيه، بهدف استغلال أصول الدولة غير المستغلة، والعمل على فك التشابكات بين الهيئات الحكومية المختلفة.في الأثناء، وافقت لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان المصري، أمس، على مشروع قانون «الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر والمناطق الحدودية»، تمهيدا لإحالته إلى الجلسة العامة للبرلمان لإقراره بصورة نهائية.