نعمة أم نقمة؟
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
هذه البيئة تئن، فماذا عن حال الإنسان الكويتي بعد الثورة النفطية؟ أدى ظهور هذه الثروة المفاجئة إلى العديد من الإيجابيات وتسهيل الحياة، وأدى الرخاء المادي إلى قيام المؤسسات النظامية الحديثة كالتعليم والصحة والمسكن والسير بنا نحو التقدم، لكنه يبقى تمدناً كاذباً في الكثير من أوجهه،فالدول المتمدنة بحق كانت ثروتها نتاج قرون طويلة من العمل الجاد والإبداع في شتى المجالات كالعلوم والفنون والآداب والصناعة، يأتي ذلك مقابل غياب الثقافة الإنتاجية هنا والاكتفاء بدورنا كسوق استهلاكي لتلك الدول، وأدت سياسة دولة الرفاهية إلى خمول الفرد وكسله، وتم تعمد إتخامه بالثقافة الاستهلاكية والتفاهات كي يسهل تدجينه والتحكم فيه. تحققت مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية كنتيجة طبيعية في الدول المتقدمة، في حين مازلنا نصارع لتطبيقها، وذلك بسبب استمرار سيادة الأنظمة القبلية والطائفية العنصرية، والتي كانت في السابق وسيلة للبقاء وسط شح الموارد الطبيعية، أيضاً فقد انتشرت ثقافة القمع والتحريم كردة فعل على كل هذه التغييرات الفائقة السرعة، والتي حدثت دون نشر الوعي والمعرفة الكافيين. أما الأثر الأسوأ فهو طمع الكبير قبل الصغير بهذه الخيرات، وانتشار الفساد والاختلاسات المليونية في وضح النهار، وأصبحت أنظمتنا في تردٍّ بدلاً من تسخير هذه الثروات نحو التقدم.والآن نطرح السؤال مجدداً: هل النفط نعمة أم نقمة؟ أنتم من يحدد ذلك!● «أصل كل الشرور الفائض في السلطة والفائض في المال». (لينين).