اختتمت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية فعاليات مهرجان "رواد فن الرسم... 1950 حتى 1970"، الذي افتتحته الشيخة شيماء العبدالله المبارك، نيابة عن الشاعرة

د. سعاد الصباح. ويأتي المهرجان في سياق احتفال الجمعية بمرور أكثر من نصف قرن على تأسيسها، عبر الاحتفاء برواد الفنون التشكيلية في الكويت، الذين قدموا أعمالا فنية لا تزال ملهمة للأجيال المتلاحقة من الفنانين التشكيليين.

Ad

وتضمن حفل الافتتاح معرضا احتوى على بعض من أعمال الفنانين الرواد في الفنون التشكيلية، وذلك من أجل التعرف عن كثب على تجاربهم الثرية.

وبهذه المناسبة، قال رئيس الجمعية عبدالرسول سلمان في كلمته: "أكثر من نصف قرن من التشكيل الكويتي نسجت إيقاعه ورهن مواهبه وأعلامه الجمعية التي تحتفل هذا العام بمرور 50 عاما على تأسيسها".

وأضاف: "قبل 10 سنوات من التأسيس، وتحديدا في عام 1958، كانت الانطلاقة الأولى للفن التشكيلي بشكل رسمي، فقد شهدت قاعات ثانوية الشويخ أول معرض يقام تزامنا مع المؤتمر الرابع لأدباء العرب بعنوان مسابقة البطولة العربية، بمشاركة أول دفعة من الموهوبين، الذين كانوا ضمن الدارسين الذين أسسوا الحركة التشكيلية، ودعوا إلى الاهتمام برعاية الحركة التشكيلية، فافتتاح المرسم الحر عام 1959، وإقامة معرض الربيع عام 1960، الذي استمر حتى 1968 وهو إشهار الجمعية".

وتابع: "وفي هذا المعرض يعاد تسليط الضوء على ذاكرة القرن العشرين في التصوير الكويتي بإقامة معرض رواد الفن التشكيلي الكويتي في فن التصوير، في مراحل الستينيات من القرن العشرين بلوحات مطبوعة على (كانفس)، ليستلهم مسيرة الفن التشكيلي في الكويت، وذاكرته الممتدة بين عام 1960 و1970، مركزا على الحركة التشكيلية وأساليبها المستمرة والتعريف بشخوصها وتجاربها الفنية التي ارتبطت بمراحل الستينيات، أبرز التحديات والصراعات التي خاضها المجتمع والوسط الثقافي في الكويت، لصناعة الهوية الخاصة التي تشكل أهمها خلال الستينيات والسبعينيات باعتبارهما حقبتين محوريتين شهدتا صعود العديد من الحركات الحداثية، التي شكلت انعطافا جذريا في المشهد الفني، وساعدت على ازدهار مجالات الإنتاج الفني والثقافة كافة.

وأوضح سلمان أن رواد الجيل الأول في الحركة التشكيلية التي تمرنت أكثر من 50 عاما ضمن مدارس فنية متنوعة بين الواقعية والتجريدية والتسجيلية بأساليب مختلفة عبّر خلالها كل فنان عن تراثه وبيئته.

أصدقاء اللون والفكر

وفي كلمتها المطبوعة، قالت الشاعرة د. سعاد الصباح: "يا أصدقاء اللون والفكرة والحلم الجميل/ أيها المبحرون في عالم اللون والجمال/ لقاء جديد يجمعني بكم في سلسلة احتفالات جمعية الفنون التشكيلية، التي تشرفت أن أكون راعية لها قريبة منها، وجزءا في تفاصيلها، وها قد مرت خمسون عاما على تأسيس هذا البيت الدافئ، الذي وجدت فيه الطيور المحلقة ملاذا آمنا لأعشاشها".

وأضافت: "الفن مثل الحب، يبحث دوما عن مكان آمن لكي يعيش فيه، وينمو ويطلق شموسه وأقماره، كي تضيء العالم وتنبه السائرين وتؤنس الحائرين، وفي هذا الضجيج السياسي والاجتماعي والإلكتروني والركض العالمي نحو كل شيء، نبحث عن شرفة هادئة تطل على شاطئكم النقي غير المزدحم بالأيدي التي تكسر كل حلم وتلوث كل جمال".

واستطرت قائلة: "تظل اللوحة التي تصنع من الريشة قارب سفر... ومن الفكرة طوق نجاة، ومن الحبر بحرا وشمسا وأغنية - التي أنتجها الفنان الكويتي على مدى نصف قرن مضى- سجل تاريخ إنسان هذه الأرض... تتحدث عن حلمه وألمه وشغفه وتميزه، ولتبقى الكويت رمز تقدم وإبداع وتميز". وختمت: "كنت أتلهف للحضور في هذه المناسبة الغالية على قلبي، وانتظرت اليوم، ولكن أقدار الله كتبت أن أفقد أخي، وأحرم من لقائكم، فلله الحمد على كل حال".