«High Light»: تربية سياسية
![د. حمود حطاب العنزي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/289_1682613874.jpg)
لذلك لا بد من الاهتمام بالتربية السياسية، لتتحول الديمقراطية الكويتية من شكلية إلى حقيقية، يشارك فيها الشعب مشاركة فاعلة من خلال تسلحه بالوعي السياسي المطلوب؛ والذي يسمح بوصول رجال دولة على مستوى تحديات العصر، وذوي رؤية بعيدة واضحة، وأصحاب همة عالية، تكون على مستوى تطلعات الأمة وآمالها وطموحاتها، رجال مؤمنين بقيم الديمقراطية ولديهم القدرة على مواجهة الاستجوابات؛ بحيث لا يبقى العمل السياسي تنازعاً على التسلط والنفوذ وتصارعاً طائفياً فئوياً لتختفي كل مظاهر التناحر ذات الأبعاد الفكرية والعنصرية التي لا تخدم إلا مصالح الدولة العميقة.ختاماً: إن مصلحة الفرد والمجتمع تكمن في تربية المواطن تربية سياسية؛ بما يساعد في بناء وعيه وتوسيع مدركاته، وزيادة اهتماماته بمشاكل مجتمعه وأمته العربية والإسلامية، وبالتالي تحصينه ضد التضليل والإغراءات المغرضة التي تؤثر في خياراته في الاستحقاقات السياسية؛ وهذا ما قصده بالفعل «أرسطو» عندما ربط بين الفعالية السياسية لدى الفرد والمواطنة ومن يستحقها، فذهب إلى أن المواطن هو من كانت له القدرة على المشاركة الفعالة في تيسير شؤون الدولة سياسياً وإدارياً وقضائياً. ودمتم بخير.