انقسمت المحصلة الأسبوعية لأداء مؤشرات أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي بنهاية الأسبوع الثاني من الربع الثاني من هذا العام، وسجلت 4 أسواق تراجعات متفاوتة، وربحت 3 مؤشرات تصدرها مؤشر سوق قطر الذي نما بنسبة 1.4 في المئة ليسجل أفضل أداء، ورافقه مؤشرا سوقي المنامة ودبي بمكاسب أقل كانت على التوالي 0.7 في المئة و0.4 في المئة.

وخسر مؤشر "تاسي"، أكبر مؤشرات المنطقة، بنسبة 1.6 في المئة، وكانت الخسارة الأكبر خليجيا، بينما تراجع أبوظبي بنسبة 0.8 في المئة، واستقر مؤشرا مسقط والكويت بخسائر محدودة دون النصف نقطة مئوية بقليل.

Ad

تصريحات سياسية

تحركت أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي على وقع قرارات وتصريحات سياسية أغلبها صدر من الولايات المتحدة الأميركية وخصوصا من الرئيس الاميركي ترامب، وبشكل صادم للاسواق والمتابعين، وبعض القرارات أعلنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي واشهرها "تويتر".

وبعد أن استشعر العالم حربا تجارية منتصف الاسبوع الماضي تصاعدت على أثر فرض رسوم ضريبية على منتجات صينية من الولايات المتحدة، جاء الرد الصيني بالمثل، وفرض ضريبة على نحو 112 منتجا اميركيا، مما دعا التجارة العالمية إلى التدخل لحل النزاع الذي اربك الاسواق العالمية، وكذلك اسعار السلع والعملات، خصوصا الدولار والنفط والذهب.

وانتهى الاسبوع على شبه استقرار اقتصادي، لكن الرئيس الأميركي لم ينته، حيث أعلن أنه سيهاجم مراكز في سورية، وعلى غير ما أرادت روسيا لتبدأ حرب تصريحات سياسية أعادت الاسواق الى حالة القلق لتخسر بعض ما كسبته، وتنتهي الجولة الاسبوعية بالنسبة للسوق القطري على مكاسب قد يكون جزء منها بسبب تطورات سياسية إقليمية أو خليجية، وهي عقد قمة عربية في السعودية، سبق ان دعت قطر لها، مما قد يكون سببا في تخفيض حدة الازمة الخليجية التي دخلت شهرها العاشر.

سوق قطر

وبعد تذبذب مال الى اللون الاخضر استطاع مؤشر سوق قطر أن يصل الى مستوى 9 آلاف نقطة المهم، غير أنه لم يستطع الاقفال فوقه، وعاد في نهاية الاسبوع واكتفى بالاقفال عند مستوى 8918.48 نقطة مضيفا 125.57 نقطة تعادل 1.4 في المئة متصدرا الأداء الاسبوعي لاسواق دول مجلس التعاون الخليجي.

وارتد مؤشر سوق البحرين المالي بعد أن سجل خسارة كبيرة خلال الشهر الماضي وبداية هذا الشهر، وحقق نموا بنسبة 0.7 في المئة كمحصلة للاسبوع الماضي، تعادل 8.55 نقاط، ليصل الى مستوى 1291.45 نقطة، وكان محدود التذبذب خلال الاسبوع نسبيا مقارنة ببقية الاسواق المالية، سواء العالمية أو الخليجية التي سجلت مستويات تذبذب عالية نسبيا مقارنة بأداء الاسابيع الماضية من هذا العام.

وانضم مؤشر دبي، الذي يحاول جاهدا التماسك فوق مستويات 3 آلاف نقطة، الى المؤشرات الرابحة، حيث عانى كثيرا من تداعيات الحرب التجارية بين قطبي التجارة العالمية، الولايات المتحدة والصين، والتي تؤثر بشكل مباشر في أداء الاسواق المالية العالمية، وكذلك مؤشر سوق دبي الاقرب من بقية الاسواق المالية الخليجية الى الاسواق العالمية.

واستفاد مؤشر دبي من حالة الاستقرار النسبي التي سيطرت على تصريحات الحرب التجارية منتصف الاسبوع قبل عاصفة تصريحات ترامب السياسية والاجواء الجيوسياسية الملبدة بالغيوم والتي انتهت اليها تداولات الاسبوع، لينتهي مؤشر دبي المالي الى مكاسب بنسبة 0.4 في المئة تعادل 11.03 نقطة مقفلا على مستوى 3094.4 نقطة.

جني الأرباح

بعد مكاسب كبيرة خلال هذا العام تعد الاكثر عالميا وصلت الى 10 في المئة، ولامس بها مؤشر "تاسي" مستوى 8 آلاف نقطة للمرة الاولى منذ 34 شهرا، عاد واقفل على مستوى 7824.12 نقطة، بعد عمليات جني ارباح كبيرة كانت بأعذار متفرقة، اقتصادية وسياسية.

وانتهى مؤشر "تاسي" على خسارة بنسبة 1.6 في المئة حاذفا 129.24 نقطة ومتراجعا عن طموحه بكسر مستوى 8 آلاف نقطة، وقد يكون لاحقا بعد أن تجاوزت أسعار النفط مستوى 72 دولارا لبرميل برنت ويعانق نايمكس الاميركي مستوى 67 دولارا للبرميل وللمرة الاولى منذ 4 سنوات تقريبا.

مسقط وأبوظبي

تراجع مؤشر ابوظبي بنسبة 0.8 في المئة، تساوي 35.54 نقطة، ليقفل على مستوى 4653.03 نقطة، بعد أن حقق مكاسب جيدة خلال الأسبوعين الماضيين، وبسبب إعلانات بعض مكوناته عن توزيعات جيدة وأرباح سنوية ذات نمو، خصوصا قطاع البنوك في أبوظبي، وحان الوقت لجني الارباح، وكانت الضغوط اقتصادية وسياسية كبيرة خلال الاسبوع الماضي انتهت به الى خسارة وسط.

وسجل مؤشر سوق مسقط خسارة جديدة هي نصف نقطة مئوية تعادل 22.35 نقطة، ليبتعد اكثر عن مستويات مهمة له، ويقفل على مستوى 4776.55 نقطة، ولم تستطع أسعار النفط التي سجلت مستويات قياسية خلال اربع سنوات تقريبا دعم مؤشر مسقط الذي تأثر بنتائج شركاته السنوية، وقد تكون تقديرات نتائج الربع الاول كحال النتائج السنوية الماضية.

تذبذب وسيولة

وتراجعت مؤشرات بورصة الكويت الثلاثة بنهاية الاسبوع الثاني من انطلاقتها، إذ خسر المؤشر العام 0.4 في المئة تعادل نحو 19 نقطة ليقفل على مستوى 4801.86 نقطة، وخسر مؤشر السوق الاول 0.6 في المئة تساوي 27.87 نقطة، ليستقر حول مستوى 4765.63 نقطة، وكان مؤشر السوق الرئيسي افضل حالا بعد ان سجل عشر نقطة مئوية فقط تعادل 3.52 نقاط ليقفل على مستوى 4864.35 نقطة.

وعلى العكس من مؤشرات السوق الرئيسية جاءت حركة التداولات متدرجة بالارتفاع لتنمو السيولة بنسبة 7.6 في المئة، بينما نمت حركة التداولات قياسا على الاسبوع السابق بنسبة كبيرة بلغت 55 في المئة، وكذلك زاد عدد الصفقات بنسبة 11 في المئة، بعد ان تحركت مضاربات على عدة اسهم صغيرة، بينما تذبذب اداء الاسهم القيادية لتسجل البورصة افضل نشاط لها منذ نحو شهر واكثر بانتظار اسبوع جديد وقصير مكون من اربع جلسات فقط تبدأ الاثنين.