قال المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) جيمس كومي في مذكراته، التي تصدر في 17 الجاري، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "كاذب محترف"، ويخضع المقربين منه لقواعد ولاء تذكر بالأسلوب، الذي يعتمده زعماء المافيا.

في هذا الكتاب الذي ينتظره الجميع بشغف ونشرت الصحف مقتطفات منه، يصف قائد الشرطة السابق ترامب بأنه مهووس بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه.

Ad

ويروي كومي أن الرئيس طلب منه التحقيق في معلومات، تبين لاحقا انها كاذبة، قالت إنه كان بصحبة مومسات روسيات في أحد فنادق موسكو في 2013.

وقال ترامب معلقا على علاقات جنسية مع مومسات تبولن على بعضهن نزولا عند طلبه "أخاف من الجراثيم. من غير الممكن ان أدع اشخاصا يتبولون على بعضهم البعض أمامي".

وكتب كومي بحسب مقتطفات نشرتها "واشنطن بوست": "رحتُ أضحك".

وخلال هذا الحديث في برج ترامب في يناير 2017 طلب ترامب من مدير FBI قتل هذه المعلومات التي كانت تضر بشخصه "إذا كان هناك احتمال واحد من مئة أن تأخذها زوجته ميلانيا على محمل الجد"، بحسب كومي.

وأضاف ان هذا التبادل مع الرئيس "جعلني أعود الى بداياتي في هذه المهنة عندما كنت مدعيا عاما في هذه الأوساط".

ووصف مشهدا جديرا بالمافيا "اعضاء صامتون يؤيدون كل شيء. زعيم يفعل ما يروق له. قطع وعود بالولاء. النظرة الى العالم على أساس أن الجميع أعداء لنا. أكاذيب لا حصر لها أكانت صغيرة أم كبيرة في خدمة قواعد ولاء تضع المنظمة فوق الاخلاقيات والحقيقة".

ويرى كومي ان "هذا الرئيس غير أخلاقي، وهو بعيد عن الحقيقة والقيم التي تقوم عليها المؤسسات الأميركية، وزعامته ترتكز الى الغرور والإخلاص له".

ومذكرات جيمس كومي بعنوان "ولاء أكبر: الحقيقة والاكاذيب والزعامة" (هاير لويالتي: تروث، لايز اند ليدرشيب) تستعيد السنوات العشرين من حياته المهنية كمدع عام نيويويرك، ثم مساعد وزير العدل في حكومة جورج دبليو بوش، ومدير FBI بين عامي 2013 و2017.

وأنشأ الحزب الجمهوري موقعا الكترونيا باسم "كومي الكاذب" (لاينغ كومي)، حيث تنشر سلسلة معلومات مسيئة بحق مدير FBI السابق.

وهاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر موقع «تويتر» أمس، جيمس كومي قائلا إن مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق «مسرب معلومات وكاذب» و«يجب محاكمته» على تسريب معلومات سرية. وكتب ترامب، في تغريدة عبر «تويتر» في وقت مبكر صباح أمس، «ظن الجميع في واشنطن فعليا أنه يجب إقالته بسبب العمل الرهيب الذي قام به، حتى تمت إقالته بالفعل. لقد سرب معلومات سرية، يجب محاكمته على تسريبها. لقد كذب على الكونغرس تحت القسم».

وتابع ترامب: «إنه ضعيف وكاذب بغيض، كان كما أثبت الزمن، مديرا بالغ السوء لمكتب التحقيقات الاتحادي. وسيتم تصنيف طريقة تعامله مع قضية هيلاري كلينتون المخادعة، والأحداث المحيطة بها، كواحدة من أسوأ (المهام غير المتقنة) في التاريخ. كان شرفا عظيما لي أن أقيل جيمس كومي!».

إلى ذلك، سعى مايكل كوهين محامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشخصي أمس لوقف دعوى تشهير أقامتها ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، بينما قال محاميها إنه يعتقد أن كوهين سيرفض الإدلاء بشهادته أمام المحكمة إن فشل مسعاه.

وأبلغ كوهين محكمة لوس انجلس الجزئية، أمس الأول، أنه ينوي طلب تعليق الدعوى القضائية التي أقامتها دانيالز ضده هو وترامب على أساس أن تحقيقا جنائيا يجري حاليا يتداخل مع الحقائق في هذه القضية، في إشارة إلى أن شهادته قد يستخدمها الادعاء لبناء قضية جنائية ذات صلة ضده.

وكوهين، الذي ينفى ارتكاب أي مخالفات، محور جدل يحيط بتقديم مبلغ قدره 130 ألف دولار للممثلة الإباحية واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد. وزعمت الممثلة أنها مارست الجنس مرة مع ترامب عام 2006، وتم تقديم هذا المبلغ لها قبيل الانتخابات الرئاسية في 2016 لتتكتم الأمر. وتقول إن نفي كوهين حدوث هذا يجعلها تبدو كاذبة، وهي تقاضيه الآن للتشهير بها.

وداهم مكتب التحقيقات الاتحادي مكتب كوهين ومنزله يوم الاثنين الماضي في إطار تحقيق في تلاعب مصرفي وضريبي محتمل، واحتمال انتهاك قانون الانتخابات بتقديم مبلغ نقدي لدانيالز.