لأسباب عدة، عادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خطوة إلى الوراء، فيما يخص شن ضربة عسكرية على النظام السوري، رداً على استخدامه السلاح الكيماوي في دوما 7 الجاري.

وبعد أن بدا في الأيام الأخيرة أن واشنطن تتجه إلى رد سريع، عادت الأمور إلى التريث، في خطوة سمحت للمحور الذي يضم روسيا والنظام السوري وإيران بالتقاط الأنفاس، بعد أيام من التوتر الشديد.

Ad

ورغم الخطوة الأميركية «إلى الوراء»، المتمثلة في الامتناع عن شن ضربة سريعة، لا تزال المصادر تتحدث عن «خطوتين إلى الإمام»، ستتمثلان إما بضربة عسكرية مؤلمة للنظام السوري، أو بثمن سياسي كبير وواضح، من دون تحرك عسكري، تضمنه موسكو.

في هذه الأثناء، تمسكت واشنطن وفرنسا وبريطانيا، خلال جلسة لمجلس الأمن دعت إليها روسيا وعقدت أمس، بضرورة التحرك لردع دمشق عن استخدام الكيماوي، بينما حاولت موسكو إلقاء المسؤولية على الغرب، متمسكة بصوابية سياساتها، في محاولة لإعادة الأمور إلى ما قبل 7 أبريل موعد هجوم دوما الكيماوي، عندما كان حليفها الرئيس بشار الأسد يحقق انتصارات متتالية، والأمور تسير باتجاه مصلحته بشكل كبير.

وفي اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، حذّر بوتين بأن «أي عمل متهور وخطير ويشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة قد تكون له تداعيات لا يمكن توقعها».

وفيما بدا أنه محاولة لتخويف الدول الأوروبية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «أي مقامرات عسكرية بشأن سورية ستؤدي إلى موجات هجرة جديدة إلى ​أوروبا​».

وأعرب لافروف عن أمله أن تلجأ واشنطن للقنوات الدبلوماسية في التعامل مع روسيا، «من دون تهديدات وإنذارات».

وبانتظار وصول حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري إس ترومان»، برفقة مجموعة بحرية ضاربة، إلى البحر الأبيض المتوسط، قال نائب رئيس جهاز مراقبة الملاحة الجوية في قبرص هاريز أنطونياديس إن بريطانيا أرسلت، أمس، طلباً لقبرص بحجز جزء من مجالها الجوي وتكريسه للطائرات البريطانية.

وأفادت مواقع مقربة من النظام السوري​ بأن «القوات​ الأميركية مع مقاتلي قسد، دفعت بتعزيزات كبيرة على خطوط التماس مع ​الجيش السوري​ والقوات الرديفة له، من بلدة خشام بريف ​دير الزور​ الجنوبي الشرقي حتى بلدة الحسينية بريف ​دير الزور​ الشمالي الشرقي».