ضربات أميركية وبريطانية وفرنسية على مواقع عسكرية في سوريا

نشر في 14-04-2018 | 12:29
آخر تحديث 14-04-2018 | 12:29
مقاتلة بريطانية تقلع من قاعدة عسكرية في قبرص
مقاتلة بريطانية تقلع من قاعدة عسكرية في قبرص
شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت ضربات عسكرية على أهداف للنظام السوري رداً على هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه في دوما قرب دمشق.

وفي الوقت الذي كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن من البيت البيض أن العملية جارية، كانت تتردد أصوات انفجارات متتالية في العاصمة السورية، وخرج السكان إلى شرفاتهم ليشاهدوا السماء وقد أضيئت في أماكن عدة، ويسمعوا أيضاً هدير الطائرات.

وأفاد شهود أن الانفجارات استمرت لحوالي 45 دقيقة في دمشق ومحيطها.

وقال الرئيس الأميركي في خطاب توجه به إلى الأمة من البيت الأبيض «أمرت القوات الأميركية المسلحة بتنفيذ ضربات محددة على أهداف مرتبطة بقدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيميائية»، موضحاً أن العملية مشتركة بين بلاده وفرنسا وبريطانيا.

وقال الجيش الروسي أنه لم يسقط ضحايا بين المدنيين أو العسكريين السوريين.

وسارعت دمشق وحليفتاها موسكو وطهران إلى إدانة العملية.

عدوان

ونددت وزارة الخارجية السورية بـ «العدوان البربري الغاشم»، مشيرة إلى أن «توقيت العدوان الذي يتزامن مع وصول بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا.. يهدف أساساً إلى إعاقة عمل البعثة واستباق نتائجها والضغط عليها في محاولة لعدم فضح أكاذيبهم وفبركاتهم».

وأعلن الإعلام الرسمي السوري أن «الدفاعات الجوية السورية تصدت للعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا».

وأكدت وزارة الدفاع الروسية من جهتها أن «أكثر من مئة صاروخ عابر وصاروخ جو أرض أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من البحر والجو على أهداف سورية عسكرية ومدنية»، مضيفة أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت «عدداً كبيراً» من هذه الصواريخ.

ودان الكرملين السبت «بأقصى درجات الحزم» الضربات الغربية على سوريا «حيث يساعد عسكريون روس الحكومة الشرعية في مكافحة الإرهاب».

وندد المرشد الأعلى الإيراني آيه الله علي خامنئي بشدة بالضربات التي شنّتها الدول الغربية على سوريا، ووصف الرئيس الأميركي ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بـ «المجرمين».

في دمشق، سارع السكان إلى التعبير عن تضامنهم مع الرئيس بشار الأسد، فتجمعوا بعد طلوع الشمس في ساحة الأمويين حاملين أعلاماً سورية، وأطلقوا أبواق سياراتهم التي تصاعدت منها أناشيد وأغان وطنية، فيما رفع بعضهم شارات النصر.

انتهاء

بعد أكثر من ساعة على خطاب ترامب، أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جو دانفورد انتهاء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد برنامج الأسلحة الكيميائية السوري.

وقال الجنرال دانفورد الذي كان موجوداً في مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إلى جانب وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أن لا خطط في الوقت الحالي لشن عملية عسكرية أخرى.

وتابع دانفورد إن حلفاء الولايات المتحدة حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا.

وقال ماتيس من جهته «من الواضح أن نظام الأسد لم يتلق الرسالة العام الماضي»، في إشارة إلى الضربة الأميركية التي نفذت في أبريل 2017 على قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا، رداً على هجوم كيميائي اتُهم النظام السوري به في شمال غرب البلاد.

وتابع ماتيس خلال مؤتمر صحافي «هذه المرة، ضربنا مع حلفائنا بشكل أقوى، وجهنا رسالة واضحة إلى الأسد ومعاونيه: يجب ألا يرتكبوا هجوماً آخر بالأسلحة الكيميائية لأنهم سيحاسبون».

ولم تسجل أي خسائر في صفوف القوات الاميركية، بحسب البنتاغون.

وذكر دانفورد أن القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية قصفت ثلاثة أهداف تتعلق ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، أحدها قرب دمشق والإثنان الآخران في حمص في وسط سوريا.

القوة

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن مراكز الأبحاث والمقرات العسكرية التي طالتها الضربات الغربية فجر السبت كانت خالية تماماً إلا من بضع عناصر حراسة، جراء تدابير احترازية اتخذها الجيش السوري مسبقاً.

في لندن، قالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في بيان «لم يكن هناك بديل عن استخدام القوة لمنع النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية»، مضيفة «بحثنا في كل الوسائل الدبلوماسية، لكن جهودنا تم إحباطها باستمرار».

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن العملية «توجت بالنجاح».

واتهمت رئيسة الوزراء البريطانية النظام السوري بأنه لجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية ضد «شعبه» بـ «أبشع وأفظع طريقة»، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ القرار بالتدخل العسكري من أجل «حماية الأشخاص الأبرياء في سوريا».

في باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الضربات الفرنسية «تقتصر على قدرات النظام السوري في إنتاج واستخدام الأسلحة الكيميائية».

وقال في بيان «لا يمكننا التساهل مع الاعتياد على استخدام الأسلحة الكيميائية».

وصدرت مواقف مؤيدة للضربات الغربية من اسرائيل التي اعتبرتها «مبررة، وتركيا التي وصفتها بـ «الرد المناسب»، وكندا، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، وألمانيا.

بينما دعت الأمم المتحدة كل الدول الأعضاء إلى «ضبط النفس».

وحشية

وكان ترامب ندد في خطابه بهجمات كيميائية «وحشية» شنها النظام السوري. ووجه تحذيراًإلى ايران وروسيا على خلفية صلاتهما بالنظام السوري، داعياً موسكو إلى الكف عن «السير في طريق مظلم»، وقد اعتبر أن روسيا «أخلت بوعودها» في ما يتعلق بأسلحة سوريا الكيميائية.

وتؤكد دمشق أنها دمرت ترسانتها في 2013 بموجب قرار أميركي روسي جنبها ضربة أميركية في ذلك الوقت إثر اتهامها بهجوم أودى بحياة المئات قرب دمشق.

في أبريل 2017، نفذت واشنطن ضربة عسكرية محدودة استهدفت قاعدة الشعيرات في وسط البلاد رداً على هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه في شمال غرب سوريا.

وقتل أكثر من أربعين شخصاً وأصيب 500 آخرون في مدينة دوما قبل أسبوع جراء قصف، قال مسعفون وأطباء إنه تم باستخدام سلاح كيميائي واتهموا قوات النظام بالوقوف خلفه، الأمر الذي نفته دمشق مع حليفتيها موسكو وطهران.

وصعد ترامب منذ ذلك الحين تهديداته ضد النظام، وأكّدت الولايات المتحدة الجمعة أنّ لديها «دليلاً» على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد السكان.

وتأتي العملية العسكرية الغربية في وقت يفترض أن تبدأ بعثة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وصلت إلى دمشق الجمعة عملها اليوم للتحقيق في التقارير عن الهجوم الكيميائي في دوما.

ودخلت قوات من الأمن الداخلي السوري قبل ظهر السبت إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، التي كانت آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا».

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن عملية إجلاء المقاتلين من المدينة انتهت.

ومن شأن العملية العسكرية الغربية أن تضفي مزيداً من التعقيدات على النزاع السوري المستمر منذ 2011 والذي أوقع أكثر من 350 ألف قتيل وتسبب نزوح الملايين.

back to top