«بره الكادر»... محمد عبلة نحاتاً بعد مسيرة حافلة في التشكيل والتصوير
ينظم الفنان محمد عبلة معرضه الجديد «بره الكادر»، في قاعة غاليري مصر بمنطقة الزمالك بالقاهرة، ويضمّ 40 قطعة من أعمال النحت بخامة البرونز، تتناول موضوع الإنسان والطبيعة في تجليات مختلفة.
أثار معرض «بره الكادر»، الذي امتد بين 1 و14 أبريل الجاري، دهشة جمهور الفن التشكيلي، إذ يظهر فيه محمد عبلة لأول مرة بوصفه نحاتاً، بعد مسيرة حافلة من الرسم والتصوير والألوان امتدت نحو 60 عاماً.اختار عبلة عنوان «بره الكادر» لأنه لا يريد، حسب قوله، تصنيف أعماله ووضعها تحت إطار، مشيراً إلى أنها نحتية فحسب، و«أتمنى أن يراها الناس كمحاولة من الفنان للتعبير عن نفسه من زاوية مختلفة. كذلك أعبِّر عن حبي لخامة البرونز واحترامي خصوصيتها وإمكاناتها».
تمرّد الرسام
أوضح عبلة أن محاولات نحتية عدة سبقت المعرض ولكن توقفت منذ 25 عاماً، أنجز خلالها تمثال «سيزيف» الذي يحتلّ مكانه الآن في ميدان «فالسروده» في شمال ألمانيا. وتابع: «توقفت عن النحت من دون أسباب، واتجهت إلى رسم اللوحات حتى العام قبل الماضي حينما رسمت أعمالاً كثيرة حتى شعرت بملل من التعامل مع المسطحات، ورغبت في الاتجاه نحو المجسمات. بدأت بعض التجارب ووصلت إلى النتيجة المرغوبة. من ثم، انجذبت نحو هذا النوع من الفن الذي شعرت كأنه يخترق الفضاء بمتعة خاصة تختلف عن الرسم. بدأت رحلة لا أعرف مداها مع هذا العالم الرائع، وقد أنجزت طوال عام مزيجاً من اللعب والصبر والرغبة في امتلاك الفضاء وإحداث أثر فيه». وبالنسبة إلى التمثال عموماً، يقول عبلة، إنه «يحمل تاريخه الخاص ويبوح بأسرار الخامات، وما مرّ عليه من تفاعلات حرارة وطرق ونحت، فكل تمثال يفصح ويحكي عن تاريخه».تحمل القطع النحتية في المعرض اختزالاً فنياً وجمالياً وتشير إلى استحداث عبلة بعض الأساليب النحتية. عن ذلك قال: «حاولت الالتزام بأسلوب وطريقة النحاتين، ولكني تمرّدت ولم آخذ الأسلوب المتعارف عليه بجدية، فأدخلت خامات مع بعضها بعضاً لأظهر إمكانات الخامة نفسها وقوتها وطرائق استخدامها المختلفة والممكنة. وتستطيع القول إن القطع الفنية تقدِّم حالة من الاختزال الفني والجمال والتذوق اللوني».مسيرة
تشكِّل تجربة محمد عبلة إحدى التجارب التشكيلية التي تحمل درجة من الاستثناء والمغايرة، وتفتح بوابات الجدل وتحدث حراكاً فكرياً دائماً. أقام الفنان عشرات المعارض ويعمل مدرساً في جامعة سالزبورغ النمساوية، وهو ابتكر تجربة إبداعية جديدة في مجال الرسم في إطار ما يعرف بالفن التفاعلي. تعتمد الفكرة على رسم الأشخاص على ستار أو حاجز رقيق من البلاستيك أو الزجاج كطريقة جديدة للعلاج النفسي الجماعي.حصل عبلة على بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة قسم الرسم في جامعة الإسكندرية عام 1977، ودرس في كلية الفنون والصناعات (نحت) بزيورخ، سويسرا عام 1981.كذلك عمل مديراً لقاعة الفنون التشكيلية بالأوبرا، ثم أستاذاً زائراً للفنون بمدرسة أوربرو بالسويد، وترأس مجلس إدارة أتيليه القاهرة عام 2010.