أعلن الوكيل المساعد لقطاع التنمية التربوية والأنشطة الطلابية فيصل المقصيد مبادرة أطلقها رئيس النادي العلمي طلال الخرافي، وهي مشروع إنشاء أندية تخصصية للطلاب في مختلف المناطق التعليمية، تتضمن دراسة مواد مثل علوم الطيران وميكانيكا السيارات واللحيم والبحث العلمي والمختبرات والروبوت.

وبين المقصيد، في حوار مع «الجريدة»، أن المشروع يأتي بالتعاون مع وزارة التربية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، مضيفا ان القطاع يسعى إلى إعادة الحياة إلى المكتبات المدرسية، من خلال عدة مشاريع، على رأسها المكتبة الإلكترونية، وتحديث مصادر التعلم.

Ad

وأشار إلى أن قرار إغلاق القناة الفضائية التربوية جاء نتيجة عدم جدواها آنذاك، لكننا ندرس حاليا إمكانية عودتها بحلة جديدة، وبآليات عمل متطورة وحديثة تواكب القنوات العالمية، بحيث يتم من خلالها القضاء على الدروس الخصوصية. ولفت إلى «وجود تعاون وثيق مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية في خدمة أبنائنا الطلبة، وتعزيز دور المنظومة التعليمية»، مؤكدا أهمية تنويع الأنشطة داخل المدارس حتى لا يمل الطالب من طول اليوم الدراسي. ولفت المقصيد إلى أن القطاع يعاني عجزا في عدد الباحثين النفسيين والاجتماعيين نتيجة عزوف الكوادر الوطنية عن الانخراط في هذه المهنة التي تعتبر من أهم الأدوار داخل المدارس. وأعرب عن أمله أن «تراعي الجهات المختصة ظروف العمل بالمدارس، وتعطي الوزارة فرصة مدة سنتين لإحلال الباحثين الوافدين، إلى حين توفير الكوادر الوطنية التي تحل محلهم، وإلا فستفرغ مدارسنا»، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

* بداية، ما طبيعة عمل قطاع التنمية التربوية والأنشطة الطلابية؟

- القطاع يعمل على مساندة بقية قطاعات التربية في تعزيز المنظومة التعليمية وتقديم أفضل الخدمات التعليمية والتربوية لأبنائنا الطلاب، حيث تتبع القطاع مجموعة من الإدارات هي العلاقات العامة والاعلام، والخدمة النفسية والاجتماعية، والتقنيات التربوية، والمكتبات، والانشطة الطلابية.

اضافة إلى توجيه عام الكشافة وتوجيه عام المرشدات والزهرات، والتي تعمل جميعا وفق آلية واضحة في خدمة المنظومة التربوية كل في مجاله، وقمنا في الفترة الاخيرة بتنويع الانشطة والبرامج خلال الفترتين الصباحية والمسائية.

وتم استثمار هذه الأمور لاستغلال أوقات فراغ الطلبة وتنمية مهاراتهم في مختلف المجالات، وتم التركيز على كل هذه الانشطة حسب ميول ومواهب أبنائنا الطلبة، من خلال التنسيق مع مديري الأنشطة في المناطق التعليمية، أو من خلال التعاون مع التواجيه الفنية للمواد الدراسية.

تعاون خارجي

* هل هناك جهات خارجية تتعاون معكم في مجال عمل القطاع؟

- بكل تأكيد هناك تعاون وثيق مع كل مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك الجهات والمؤسسات الحكومية في خدمة أبنائنا الطلبة، حيث نعمل بالتعاون مع المؤسسات الحكومية، مثل الهيئة العامة للرياضة، من خلال مشروع عيالنا املنا، وكذلك هيئة الشباب مثل برنامج "مثمر".

وكذلك هناك تعاون مع وزارة الدولة لشؤون الشباب ووزارة الاعلام ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي لدينا معها الكثير من البرامج، إضافة إلى وجود مشاريع تعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فضلا عن شراكتنا مع القطاع الخاص، مثل البنوك وغيرها، لدعم برامج وزارة التربية من خلال هذه الانشطة.

الأنشطة والبرامج

* ما الذي تستند إليه الانشطة التي تقدمونها للطلاب في المدارس؟

- لدينا نحو 900 مدرسة في الكويت، وكلها يتم تزويدها بالانشطة والبرامج، ونحن نؤمن بأهمية تنويع مصادر التعليم داخل المدرسة، فهناك مناهج ويوم دراسي طويل على الطالب، ولهذا علينا الاهتمام بمجال الانشطة فهي العامل المساند لهذه المناهج في تعزيز وترسيخ ما يطرح في المدارس من قيم ومبادئ ومفاهيم، من خلال تنويع مصادر الانشطة التي تخدم المنهج في النهاية، وهناك دول عديدة تعتمد في التدريس وايصال المعلومة للطالب على الانشطة.

* ما مجالات التعاون بين التربية والتعليم العالي؟

- لدينا تعاون في مجال تثقيف الطلاب المقبلين على الدراسة الاكاديمية، حيث وقعنا وثيقة تعاون مع التعليم العالي، بحيث يتم تثقيف الطلاب بالمرحلة الثانوية، من خلال عقد ندوات للطلبة في المدارس لتعريفهم على نظام البعثات التي توفرها وزارة التعليم العالي حتى يكون الطالب على دراية بالمواد والتخصصات التي يمكن أن يستفيد منها، وكذلك تعريفهم بالدول، وكيفية المعيشة وآلية التقديم والشروط الواجب توافرها.

معوقات العمل

* ما أبرز معوقات العمل في قطاعكم؟

- لدينا عجز كبير في عدد الباحثين الاجتماعيين والنفسيين، والذين لهم دور كبير في معالجة ظواهر العنف والشغب، وهناك عزوف كبير من جانب الكوادر الوطنية لعدم وجود حوافز تشجعهم على الانخراط في هذه المهنة، إضافة إلى وجود عزوف كبير من الطلبة عن دراسة هذا التخصص.

وبالتالي هناك نقص في المخرجات، لذلك تم التواصل مع الاخوة النواب في اللجنة التعليمية الذين ابدوا تعاونا كبيرا ومشكورا في مجال وضع كوادر خاصة بالمهنة للباحثين، وتغيير التصنيف الوظيفي لهم، ونحن نسعى جاهدين إلى توفير الكوادر البشرية في هذه المهنة التي نعتبرها مهمة جدا، ولا يمكن للمدرسة أن تسير بشكل جيد في ظل عدم وجود اختصاصيين نفسيين واجتماعيين.

ونأمل من الجهات المختصة مراعاة ظروف العمل في المدارس واعطاء الوزارة فرصة لمدة سنتين بتأجيل سياسة الاحلال فيما يخص الباحثين، لحين توفير الكوادر الوطنية التي تحل محل الباحثين الوافدين.

* هناك طلاب ذوو سلوك سيئ في المدارس، فما إجراءاتكم تجاههم؟

- الطالب ذو السلوك السيئ جزء من المجتمع، وواجب علينا معالجته والسعي لإصلاحه قدر الإمكان، ولدينا فريق طوارئ بالتعاون مع وزارتي الداخلية والصحة، للعمل على معالجة السلوكيات السيئة في المدارس، حيث يسعى الجميع لاحتواء الطالب وتعديل سلوكه، لأننا جميعا نرغب في إصلاح الاعوجاج لا معاقبة الطالب، فالهدف الأساسي تحسين مخرجات التعليم وتعزيز النشء، والاستفادة منهم بما يعود على الوطن بالنفع.

* ما إجراءاتكم تجاه الطلاب الذين يتعاطون أو يتاجرون بالمخدرات؟

- لدينا تعاون مع وزارة الداخلية في رصد حالات التعاطي والمتاجرة بالمخدرات والحبوب والمؤثرات العقلية في المدارس، وهناك خط ساخن معهم في هذا المجال، ونستخدم آليات واضحة ولوائح للتعامل مع الطالب من هذه النوعية، التي قد تصل إلى حد فصله من المدرسة، ولكن تسبقها محاولات إصلاحه ومعالجته من خلال المتخصصين في الخدمة النفسية والصحة النفسية بوزارة الصحة، لكننا في النهاية نضطر إلى اتخاذ إجراءات بحقه حتى لا تنتشر هذه الظواهر السلبية بين أقرانه من الطلبة، وهنا يكون علينا واجب حماية بقية الطلبة من سلوكياته بفصله عنهم.

* ماذا لديكم من برامج لتعزيز ثقافة القراءة لدى الطلاب؟

- هناك مشاريع كثيرة لتعزيز القراءة لدى طلبتنا من خلال تفعيل دور المكتبات بالمدارس، وهناك برنامج تحدي القراءة على مستوى الوطن العربي، الذي اعطى دافعا للطلبة والمكتبات التي عادت لها الحياة مرة أخرى، حيث تشارك الوزارة من خلال طلبتها في هذه المسابقة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ حقق طلبتنا مراكز متقدمة كثيرة خلال السنوات التي شاركنا فيها، اضافة إلى أننا بصدد اطلاق تطبيق ذكي "ابليكيشن" لإدارة المكتبات، إذ يتم وضع كل محتوى العناوين والمصادر على موقع الكتروني مرتبط بالتطبيق يخدم الطالب والجمهور على مدار الساعة، فنحن نؤمن بأهمية مواكبة التطور التكنولوجي والحداثة لإنشاء مكتبة الكترونية، مع المحافظة على المكتبات التقليدية لخدمة الطرفين، فالمكتبة لم تعد مجرد وضع كتب على الأرفف إنما علم ومصدر بحث ومصدر للثقافة والتوعية من خلال الأنشطة التي يتم عملها داخلها، فنحن نريد أن تحدث هجرة عكسية باتجاه المكتبات والقراءة بعد أن كانت مهجورة.

باختصار، هدفنا إحياء المكتبات وتحوليها إلى الإلكترونية وتنويع مصادرها، ولهذا خاطبنا قطاع المنشآت التربوية ليتم أخذ رأي إدارة المكتبات في الأماكن التي تخصص للمكتبة في كل المدارس الجديدة أو التي تخضع للترميم من حيث المساحة والتصميم والتأثيث، بحيث تكون المكتبات الجديدة في هذه المدارس متوافقة مع خطط الإدارة في تطوير المكتبات، وهنا أود الإشارة إلى إمكانية اضافة "كافيهات" في المكتبات لطلبة الثانوية، لتشجيعهم على العودة إلى القراءة والثقافة.

* ماذا عن تعاونكم مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي؟

- هناك تعاون وثيق مع هذه الجهات، وهناك مبادرة من النادي العلمي طرحها رئيس مجلس الإدارة طلال الخرافي تهدف إلى توحيد الجهود وعمل شراكة فعلية مع التربية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، والتي نأمل أن ترى النور مع بداية العام الدراسي المقبل 2018/2019، حيث يتم انشاء ناد متخصص في كل منطقة تعليمية تدرس فيه علوم الطيران، وميكانيكا السيارات واللحام، وكذلك المختبرات والكيمياء والروبوت بالتعاون مع تواجيه المواد الدراسية المعنية، لتتوحد الجهود لإبراز مواهب طلبتنا، وتأتي هذه التوجهات متوافقة مع توجه "التربية" في تنويع مسارات التعليم الثانوية.

* القناة الفضائية التربوية أغلقت، فما الأسباب؟ وهل هناك نية لعودتها؟

- قرار إغلاق القناة الفضائية التربوية جاء نتيجة عدم جدواها آنذاك، حيث كانت تعمل وفق آلية قديمة نوعا ما، إضافة إلى وجود مصاريف واعباء مالية كبيرة دون تحقيق المردود المطلوب منها، لكننا ندرس حاليا إمكانية عودتها بحلة جديدة، وبآليات عمل متطورة وحديثة تواكب القنوات العالمية، بحيث يتم من خلالها القضاء على الدروس الخصوصية، وتوفير مادة علمية للطالب لا تخلو من التشويق والإثارة والمتعة، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بالجهات الخارجية والشراكة معها في عملية توفير المردود المادي، الذي يمكن من خلاله تشغيل القناة دون تحمل أعباء مالية كبيرة على الوزارة.

إن التلفزيون التعليمي يقوم بدور مميز، وهناك طاقات بشرية تم توظيفها بالشكل الصحيح، ينزلون الميدان لتغطية الأحداث التربوية، ونحن نعمل حاليا على دراسة امكانية اطلاق القناة الفضائية مرة اخرى، ولكن بطرق حديثة، بحيث يتم افتتاح اكاديمية للاعلام بالتعاون مع وزارة الإعلام لتدريب الكوادر والمهتمين، لتكون لدينا قناة فضائية ثقافية علمية تربوية على غرار القنوات العالمية تتضمن الإعلان التجاري، والتي نأمل أن تساهم في القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، وهناك مؤشرات ايجابية بمجهودات فردية تتمثل بدروس تقوية للمدارس على مواقع "يوتيوب".

تعزيز دور المكتبات في المدارس

كشف المقصيد أن هناك الكثير من التعاميم والكتب التي ترمي إلى تعزيز دور المكتبات في المدارس، إضافة إلى توفير العديد من الكتب وتحديث الأثاث والمرافق بالمكتبات، وهناك أيضاً تعاون وشراكة مع جمعية المكتبات بإقامة ورش وندوات لتعزيز الوعي بأهمية المكتبات والقراءة من خلال التعاون مع المناطق التعليمية في هذا الجانب والاستعانة بمدربين متخصصين في هذا المجال، كما سنعمل خلال الفترة المقبلة على سد النقص في توجيه المكتبات خلال الفترة المقبلة، وسيتم اعلان الترشح لهذه الوظيفة في أقرب فرصة، لاسيما بعد صدور قرار من مدير الإدارة أحمد الماجدي.

العلاقات العامة ومسؤولية تسويق مشاريع الوزارة

اعتبر المقصيد أن إدارة العلاقات العامة والإعلام التربوي تقع عليها مسؤولية كبيرة في مجال التسويق لمشاريع الوزارة، ومواكبة الأحداث والفعاليات التي تنظم، اضافة إلى توعية المجتمع بالقضايا التربوية والتعليمية، لذلك تم تطوير قدرات هذه الإدارة بحيث يتم العمل من خلال الإعلام التقليدي كالصحف والتلفزيونات، وكذلك من خلال الإعلام الإلكتروني مثل المواقع الإلكترونية و«السوشيال ميديا»، حيث تم توفير كل التجهيزات والكاميرات والأجهزة الحديثة لعمل هذه الأمور، إذ تتم تغطية الأحداث بعدة طرق.