كما عوَّدت جمهورها في كل عام، يُعد مهرجان "أيام الشارقة التراثية" بقلب الشارقة في نسخته الـ16، حدثا موسميا سنويا، وزاخرا بالفعاليات والبرامج الجاذبة والأنشطة التراثية، المملوءة بالنشاط والمعرفة والترفيه، حيث تجاوز البُعد المحلي الثقافي في التركيز على التراث؛ ثقافيا وفكريا وإنسانيا.

وتتخلل المهرجان العديد من البرامج الثقافية والفكرية والأنشطة والمهن التراثية، ليتعرف الجمهور من خلالها على مختلف عناصر ومكونات التراث في دول عربية وأجنبية عدة.

Ad

ويتزامن انطلاق الدورة مع "عام زايد"، الذي تحتفي خلاله الإمارات بمؤسسها، وإنجازاته الكثيرة على مختلف الصُعد.

معرض زايد

ويجسِّد معرض "زايد"، الذي يخلد الذكرى المئوية لميلاد القائد المؤسس الشيخ زايد آل نهيان، إنجازاته، ودوره الإنساني والاجتماعي والقيادي، من خلال عرض 16 صورة، تشكل أهم المحطات الرئيسة في حُكمه، حيث يضم المعرض، إضافة إلى الصور؛ التسجيلات الصوتية والمرئية باللغتين العربية والإنكليزية.

ضيف شرف

في كل عام تحتفي "أيام الشارقة التراثية" بدولة كضيف شرف، وفي هذا العام جاء اختيار التشيك، للاحتفال بها وبمنتوجها الثقافي والتراثي. ويتضمن برنامج التشيك العديد من الفعاليات، منها: معرض للرسم والزجاج التشيكي، والفن التشيكي المعاصر، تحت إشراف كبار الفنانين التشيكيين المعروفين عالميا.

وبالنسبة للعروض المسرحية والأدائية الخاصة بالدمى، سيقوم بتأديتها مسرح الفا. وفي الجناح التشيكي، نجد المقهى الأدبي، الذي سيتم فيه تقديم الأدب التشيكي، من خلال مكتبة فاتسلاف هافل، كما تعرض في المقهى أيضا أعمال لنادي القلم التشيكي، إلى جانب صور ومشاهد من التشيك.

ووفقاً للمنسق العام للجناح التشيكي، رشيد خليل، فإن مشاركة التشيك في أيام الشارقة التراثية مميزة ولافتة، خصوصا أن فيها زهرة من كل بستان، فجولة يومية بالمطبخ التشيكي يمكن للزائر التعرف على بعض الحلويات التقليدية العريقة، مثل: التردنليك، والبسكويت التقليدي، أو سلطة الملفوف، وغيرها.

كما يضم الجناح التشكيلي نماذج وصورا عن لعبة الهوكي الشهيرة، إضافة إلى الميدالية الذهبية التي حصلت عليها التشيك عام 1998.

مشاركة قوية للسعودية

سجلت السعودية في الفعاليات مشاركة قوية وبارزة تتميز بالغنى والتنوع في الأنشطة والفعاليات، وهو ما يعكس أصالة التراث السعودي وقدمه وثراءه، حيث شاركت بمعرض "ماضٍ وذكريات من تراث السعودية والإمارات" للفنان التشكيلي السعودي عبدالعزيز المبرزي. كما تتميز المشاركة السعودية بتقديم عروض من الفن الشعبي السعودي.

معرض صقلية

وتضمن المعرض صورا فوتوغرافية التقطتها تيزيانا بلانكو كشاهد قوي على البصمات التي تركها العرب في جزيرة صقلية، وبما يعطي قيمة جماعية وبُعدا حقيقيا للفن في القرون الوسطى، عبر ربط الماضي بالحاضر.

ومن الصور التي احتوها المعرض؛ بركة مياه جابيا، والتي كانت تستخدم في ري بساتين البرتقال. ويظهر في صورة أخرى جسر أميراجليو في العاصمة باليرمو، والذي تم تشييده عام 1132م، ويمثل نموذجا للفن المعماري المدني. كما تلفت صورة قلعة سيقاتل ديانا، ذات المطار العصري، أنظار زوار المعرض.

مركز التراث العربي

على جدار في ساحة القرية التراثية تصطف لوحات لخرائط وأعلام عدد من الدول العربية. وتعد تلك اللوحات من مشاركات مركز التراث العربي للمرة الثانية في أيام الشارقة التراثية، حيث تشمل المشاركة جداريتين؛ الأولى خارجية، وتبدو فيها الدول العربية المدرج تراثها غير المادي في قوائم "يونسكو".

أما الجدارية الداخلية، فتحتوي على عرض إضافي لعناصر أكثر تحديدا من روائع التراث العربي، مثل: العرضة النجدية المعروفة في السعودية، والتهدين، وهو أحد الفنون الشعرية المشهورة في موريتانيا.

وعن مشاركة السودان، هناك أربعة أكشاك متجاورة، أحدها خاص بالحلي، والثاني بالأقمشة، والثالث بالعطور، وآخرها الجلود.

18 جهة حكومية

وضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ16، تشارك 18 جهة حكومية من يومها الأول حتى 21 الجاري، حيث تسعى الدوائر المشاركة إلى عرض أنشطتها وفعالياتها وبرامجها المتنوعة التي تجذب جمهور وزوار وعشاق التراث.