أول العمود: مجرد أن يتم تداول مصطلح "تقاعد مُبكر" فهو تشويه لصورة الإنسان الكويتي ووصفه بالبلادة والكسل والاتكال على الآخر.
***حول حملة إدارة الإعلام الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الخاصة بالحجاب، أود طرح النقاط التالية:أولا، تأتي هذه الحملة بعد خطبة الجمعة العاصفة التي كالت التُّهم جُزافا ودون تثبت من حالات سفور النساء والإلحاد بين الشباب، وكيف لمثل هذه الظواهر أن تهتك طهارة المجتمع وتخدش تقاليده، وهو من القول المرسل وغير المسند بدليل أو بحث.ثانيا، كانت الخطبة قد شقت المجتمع إلى فريقين، ووصلت الحال بالبعض إلى اللجوء إلى القضاء للشكوى ضد تحريض الوزارة على النساء غير المحجبات، فهل هذا هو الهدف من الإرشاد الديني؟ثالثا، وهذه الملاحظة لا يمكن التغاضي عنها، وهي مهنية بحتة، وتتلخص في أن القائمين على الحملة لا يمتثلون- عمدا أم جهلا لا نعلم- لأصول الدعاية الإعلامية، بمعنى أنهم اختاروا مظهر "الحجاب" من بين أكثر من شكل تظهر به نساء الكويت خارج البيت، فهناك غير المحجبة، والمنقبة، والمحجبة بغير القماش الأسود الذي اعتمده أصحاب الحملة، ولباس آخر محتشم بـ"العباءة واللفة"، وهن غالبية بين النساء المتقدمات في السن، والسؤال هنا: لماذا المتحجبة بالذات هي التي يجب أن تكون قدوة في الشكل الخارجي؟ إضافة إلى ذلك انكشاف الجهل بأصول المهنة، وهو قيام حساب إدارة الإعلام الديني بإعادة تغريدات من يؤيدها في الرأي من عامة المغردين، وفي ذلك- وفي العرف الإعلامي- أن هناك شبهة تنفيع مادي لهؤلاء المغردين حتى لو لم يكن ذلك صحيحا، وهذه المسألة يجب التوقف حولها ومساءلة القائمين على الحملة، وتنبيههم لأخطائهم لأنهم يمثلون الدولة.رابعا، وكما يقال، إن الأعمال بخواتيمها، وهنا نقول لوزارة الأوقاف، ماذا جنيتم من وراء هذا الشكل الذي اخترتموه للحملة غير إثارة الناس وتفريقهم وتمييزهم بحسب ملابسهم؟ وهل أنتم تنوون مراجعة أساليب حملاتكم الإعلامية بالتركيز على القيم والمثل أكثر من الشكل والمظهر؟ بالمختصر هل تنوون الاستعانة بخبراء في الدعاية الإعلامية بدلا من الهُواة والمتحزبين الذين فرقوا الناس أكثر مما يجمعونهم؟أتمنى أن تلتفتوا إلى المصلحة العامة، فالكويت بلد متنوع اجتماعيا ودينيا، وهذا التنوع يفرض حتما أن يكون الحديث عن الخلق أولا قبل "أي اللباس أصح؟".
مقالات
«به تحلو حياتي»... أخطاء الحملة
15-04-2018