تمكنت القوات المسلحة المصرية، فجر أمس، من إحباط هجوم إرهابي على أحد معسكرات الجيش بمنطقة وسط سيناء، مما أسفر عن مقتل 8 من قوات الجيش و14 "إرهابيا"، ويعد هجوم أمس هو الأول من نوعه منذ إعلان القاهرة في 9 فبراير الماضي بدء قوات الجيش والشرطة العملية الشاملة "سيناء 2018"، لتطهير شبه الجزيرة من البؤر الإرهابية، التي يستغلها متطرفون في تنفيذ هجمات منذ منتصف عام 2013.وكشف المتحدث باسم القوات المسلحة، العقيد تامر الرفاعي، تفاصيل الهجوم في بيان رسمي، قائلا: "تمكنت القوات المسلحة اليوم (أمس) من إحباط عملية إرهابية كبرى، حيث حاولت مجموعة من العناصر الإرهابية مكونة من 14 فردا، منهم 4 أفراد يرتدون الأحزمة الناسفة ومسلحين جميعاً بالبنادق الآلية والرشاش المتوسط و"آر بي جي" اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء، مستغلة فترة وحالة الظلام التي تصاحب توقيت الفجر".
وتابع: "نتيجة ليقظة وانتباه عناصر الخدمة والحراسة البواسل، فقد تمكنوا من منعهم والاشتباك معهم بمختلف الأسلحة ووسائل النيران المتاحة، مما أدى إلى مقتل جميع العناصر الإرهابية"، لكن العناصر التي ترتدي الأحزمة الناسفة تمكنت من تفجير أنفسهم بمحيط المعسكر، مما أسفر عن مقتل 8 من أفراد القوات المسلحة، فضلا عن إصابة 15 آخرين بإصابات مختلفة نتيجة لتطاير الشظايا". وشدد المتحدث العسكري على أن "الإرهابيين يقومون بمحاولات يائسة لاستهداف عناصر الجيش رداً على جهود اقتلاع جذور الإرهاب من سيناء".وأصدرت القوات المسلحة البيان رقم 19 لـ "سيناء 2018"، أمس، لعرض نتائج مواجهة العناصر الإرهابية خلال الأيام القليلة الماضية، إذ أسفرت المواجهات عن مقتل 27 "إرهابيا"، وذلك بعد استهداف القوات الجوية أحد الأوكار بوسط سيناء، مما أسفر عن مقتل 6، كما تم القضاء على 9 "إرهابيين" آخرين شديدي الخطورة في مواجهات مع قوات الجيش، بينما نجحت قوات الشرطة في قتل 12 "إرهابيا" أثناء تبادل لإطلاق النار، كما تم إلقاء القبض على 114 من المشتبه فيهم.ونجحت قوات الجيش في اكتشاف وتدمير معسكر تدريب خاص بالإرهابيين يضم ميدان رماية وميدان موانع ونفقا ينتهي بقاعة محاضرات تحت الأرض وعددا من الملاجئ بها أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال، كما تم تدمير 150 ملجأ ووكرا ومخزنا، عثر بداخلها على كميات من الذخائر والوقود ومواد إعاشة وملابس عسكرية، فضلا عن اكتشاف وتدمير 30 عبوة ناسفة تمت زراعتها لاستهداف قوات المداهمة.
تأييد أوروبي
وتقلت مصر دعما أوروبيا في مواجهة الإرهاب، إذ أكد رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة، السفير إيفان سوركوش، وقوف الاتحاد مع مصر في حربها ضد الإرهاب، وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، إن الجيش المصري أحبط هجوما إرهابيا كبيرا في سيناء، معربا عن خالص التعازي لعائلات الجنود الذين قتلهم الإرهابيون وهم يدافعون عن وطنهم، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين.من جهته، أشاد مفتي الديار المصرية، شوقي علام، بالبطولات والتضحيات التي يقدمها رجال القوات المسلحة في سبيل الدفاع عن تراب الوطن وحماية مقدراته ومواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية بكل بسالة وفداء، حتى ينعم أبناء الوطن بالأمن والأمان، داعيا جموع الشعب إلى وحدة الصف والتكاتف ودعم القوات المسلحة والشرطة بكل قوة في حربهما ضد جماعات الضلال.تمديد «الطوارئ»
في غضون ذلك، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، قرارا جمهوريا بتمديد حالة الطوارئ المعلنة في جميع أنحاء البلاد مدة ثلاثة أشهر، اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح أمس، ونص القرار على أن تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وحفظ أرواح المواطنين، وينص القرار على المعاقبة بالسجن لكل من يخالف الأوامر الصادرة من رئيس الجمهورية.وينص الدستور المصري على إعلان حالة الطوارئ مدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد لمرة واحدة وبنفس المدة، وأعلنت مصر حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد في أبريل 2017، بعد تفجيرين استهدفا كنيستين في طنطا والإسكندرية، وتم تمديد الطوارئ لثلاثة أشهر بعدها، ولكي لا يقع النظام المصري في مخالفة دستورية، انتظر يومين بعد انتهاء تمديد حالة الطوارئ، وقرر إعلان حالة طوارئ جديدة في يناير الماضي، تم مدها لفترة أخرى أمس.المؤبد الثالث
في غضون ذلك، قضت محكمة النقض المصرية، أمس، برفض الطعن المقدم من المرشد العام لجماعة "الإخوان"، محمد بديع و17 من قيادات الجماعة، وقضت بتأييد الأحكام الصادرة من محكمة جنايات الجيزة الصادر ضدهم في 5 مايو 2017، بالمؤبد لمرشد الجماعة وأحكام تتراوح بين المؤبد والسجن المشدد 5 سنوات لبقية المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ "غرفة عمليات رابعة".وقرار محكمة النقض نهائي، ولا يمكن الطعن عليه، وبقرارها بتأييد حكم المؤبد على بديع، يكون الأخير قد حصل على المؤبد الثالث له بشكل نهائي، إذ سبق أن حصل في أكتوبر 2016، على أول حكم نهائي بالمؤبد في قضية قطع طريق قليوب الزراعي، كما حصل على حكم ثان بالمؤبد في نوفمبر 2017، في قضية أحداث العنف بالإسماعيلية، وهي قضايا تتعلق بأحداث عنف وقعت عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة في 3 يوليو 2013.