أعاد وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، الحديث عن تجديد الخطاب الديني إلى الواجهة بحديثه عن ضرورة القيام بقراءة جديدة للتراث الإسلامي والثقافة الإسلامية لتتم الاستفادة من قيم التسامح في مواجهة أفكار التشدد والغلو والتطرف، وهي الدعوة التي تعد امتداداً لدعوات متكررة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تجديد الخطاب الديني لمواجهة أفكار الإرهاب والتشدد.

وشدد جمعة، خلال احتفال "الأوقاف" بذكرى الإسراء والمعراج في مسجد الحسين وسط القاهرة أمس الأول، على ضرورة فهم الدين الإسلامي بشكل صحيح، لأنه دين الرحمة والبعد عن المشقة، ووجه وزير الأوقاف التحية إلى السيسي على عزيمته في مواجهة الإرهاب ودفعه بقوة في إتاحة تجديد الخطاب الديني.

Ad

وعلمت "الجريدة" أن وزارة الأوقاف بصدد خطة متكاملة لمواجهة الأفكار المتشددة، على أن تنطلق بالتوازي مع بداية شهر رمضان المعظم، إذ تنظم الوزارة 22 ألف ملتقى فكري على مدار أيام شهر الصيام في العاصمة والمحافظات المصرية، وسيتم التركيز خلال الملتقيات على مناقشة القضايا الدينية التي تهم المجتمع في إطار التركيز على نشر صحيح الدين والفكر الوسطي المعتدل للتأكيد على سماحة الدين الإسلامي.

وقالت وزارة الأوقاف في بيان رسمي، إنها انتهت من إعداد كتاب للأئمة والدعاة بعنوان "حديث الروح"، يتناول أكثر من 50 موضوعاً في القضايا المعاصرة ليكون عوناً لدعاة الأوقاف في اللقاءات والدروس الدينية التي يعقدونها، على أن يتم توزيع الكتيب قبيل شهر رمضان، وتركز موضوعات الكتاب على القيم السمحة للدين وتفنيد المفاهيم المغلوطة التي تروج لها بعض القوى الظلامية، فضلاً عن التأكيد على قيم التعايش مع الآخر.

من جهته، قال عضو مجمع البحوث الإسلامية محمد الشحات الجندي، لـ"الجريدة"، إن هناك خطة متكاملة بين أركان المؤسسة الدينية في مصر، الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، من أجل مكافحة الأفكار المتطرفة ونشر الوسطية.

ولفت الجندي إلى أن الأزهر بدأ عملية تنقية المناهج في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر من بعض الآراء التي تتسم بالتشدد وتبتعد عن وسطية الإسلام، وتم الانتهاء من تنقية مناهج المرحلتين الإعدادية والثانوية، كما يتم تبسيط المناهج من ناحية اللغة لكي تكون أقرب لروح العصر.