تقدم الدورة الراهنة من مهرجان «بايبود» في بيروت، الذي تنظمه «مقامات بيت الرقص»، وهي شبكة تعاون للرقص العربي المعاصر، منصة للفرق الإيطالية بالشراكة مع السفارة الإيطالية في لبنان ووزارة التراث الثقافي والفعاليات السياحية الإيطالية والمركز الثقافي الإيطالي في بيروت.

تشمل العروض الإيطالية: Jessica & Me (71 أبريل)، يتمحور حول حياة راقصة تؤديه كريستيانا مورغانتي. Trigger، مشروع مبتكر يحمل توقيع مصمّمة الرقص أنا-ماريا أجمون (18 أبريل)، وفي اليوم نفسه تقدم الراقصة سيلفيا غريبودي (مولودة في مدينة تورين في شمال ايطاليا)، منفردة، أمسية منوعة.

Ad

تشهد أمسية 19 أبريل عرضين: الأول لمصمّم الرقص، والراقص، والمخرج السينمائي جاكوبو جينّا بعنوان Choreographing Rappers، والثاني لأحد مؤسسي الرقص الإيطالي المعاصر روبيرتو كاستيلو.

يتميز برنامج «بايبود» 2018 بمحاضرات وورش عمل، إلى جانب معرض للمصوّرة الفوتوغرافية اللبنانية مريام بولس.

على هامش المهرجان، يعقد لقاء في بيروت، لمديري شبكة APAP المؤلفة من مجموعة من المهرجانات الأوروبية من بينها «مقامات» بيت الرقص.

كذلك يقدّم «بايبود» 2018 جائزة «إنجازات مدى الحياة» (16 أبريل) لرائدة الرقص في لبنان جورجيت جبارة، الشخصية التي أدت دوراً جوهرياً في تأسيس الرقص في لبنان وتطويره، والمناضلة التي لم تسمح لأيّ ظرف بالحؤول دون تحقيق حلمها.

«نحن النساء»

افتتح المشروع التعاوني «نحن النساء» المهرجان، أحيته مؤسسة «سول بيكو» (Sol Picó) المحترفة والمتخصصة بالرقص المعاصر ومقرها برشلونة. تحتضن بيكو، التي تشتهر بإنتاج أعمال نابضة وجريئة، مزيجاً غنياً من أنواع الرقص وتدعو الجمهور إلى المشاركة. استكشفت «سول بيكو»، بأدائها، دور المرأة وسط البُنية الاجتماعية الحالية، ما جعلها حدثاً مثالياً لإطلاق النسخة الرابعة عشرة من «بايبود»، إذ تؤدي التحية دعماً لمصمّمات الرقص.

تبني Sol Picó الجسور بين العوالم المتناقضة التي تتطابق على ما يبدو مع عناصر لا يمكن التوفيق بينها. معها، لا يمكن توقّع شيء، وتتخطّى ما يمكن التأقلم معه بين القوّة، والدقة، والحيوية والفكاهة. لا يقدّم العرض أجوبة بل يطرح أسئلة من خلال الأحاسيس ويقرّبنا إلى تجربة الحياة.

بين 13 و15 أبريل، أقيمت الدورة السابعة من «ملتقى ليمون» بالتعاون مع «بايبود» بهدف الترويج للرقص المعاصر من أنحاء العالم العربي، وهي توفر فسحة لتلاقي المواهب العربية باستضافتها أكثر من 20 راقصاً من دول المنطقة. حضر هذه الدورة أكثر من 40 مديراً لمهرجانات عالمية ومنظمي برامج رقص.

أبرز العروض

من أبرز العوض المشاركة في المهرجان:

• IBM 1401 دليل للمستخدم (إيسلندا) يتمحور حول قصّة أوّل كمبيوتر وصل إلى آيسلندا عام 1964. يمزج العرض حركات راقصة مع ديكور مسرحي وموسيقى تعكس مواضيع التكنولوجيا القديمة/المتروكة، والتنشئة، والذكاء الإنساني والصناعي. يستخدم العرض الرقص على شكل طاقة خارقة وغامضة، تشبه إلى حدّ بعيد الكهرباء، ويستكشف الحركات الميكانيكية والعضوية في الوقت ذاته، ويضعها جنباً إلى جنب سعياً إلى إيجاد رابط بينها.

• «ترانيم» لفرقة مقامات (لبنان): قبل أن تبدأ الأوركسترا بالعزف، يجب أن تتم دوزنة الآلات الموسيقية في ما بينها. يستكشف عرض «ترانيم» دوزنة الآلات الموسيقية هذه لتترجم حركة الجسد. ويظهر أربعة راقصين في مساحة واحدة، يندمجون في رحلة من التواصل في فهم التردد الذي يربطهم بشكل خفي وغيبي.

• تقدم سارة جبر (مصر) عرضاً يتمحور حول الغربة: جئنا إلى هنا كالأغراب حاملين معنا أفكارنا الثقيلة، وأجسامنا الخفيفة، جئنا إلى هنا لتشكيل هذا المكان ولنجعل هذا المكان يشكل حضورنا، كان هذا المكان فارغاً ولكنه الآن امتلأ بذكرياتنا.

• «هروب» ليزن عويدات (فلسطين)، يتمحور حول رجل يحاول مغادرة بلاده والذهاب إلى مكان آخر بحثاً عن بداية جديدة، مكان جديد يمكّنه من تكوين نفسه من دون أكاذيب وخوف من عدم قبول الآخر، لكنّه يكتشف في هذه الرحلة أنّ الهروب ليس عملاً شجاعاً، وأنّ عليه، بداية، قبول نفسه، وأنّ الجنّة التي يبحث عنها ليست موجودة إلّا في أحلامه.

تجارب جديدة

حول فعاليات المهرجان، أوضحت المديرة الفنية لـ{بايبود» ميا حبيس: «يتماشى القرار بالاحتفاء بمصممات الرقص ومناصرتهنّ مع الجهود العالمية الرامية إلى الاحتفال بمنجزات النساء، في ظل تسليط الضوء على التحديات التي تواجههن».

بدوره اعتبر مؤسس «مقامات» ومديرها الفني عمر راجح أن «الرقص، كسواه من قطاعات الفنون، يتمتع بقدرة على إحداث تغيير وتطوير، عبر التطرق إلى مواضيع من شأنها تشجيع المجتمع على إعادة مساءلة نفسه».

أضاف: «يعتمد أملنا الوحيد على الثقافة والعمل الفني والفنانين، الذين يستكشفون آفاقاً جديدة ويعرضون رؤى وأفكاراً وأحلاماً».

تابع: «نواجه كل عام تحدي الاستمرار والتجديد لتقديم أعمال جديدة وتجارب، من دون المساومة على سُمعتنا ومستوانا، لنكون على مستوى توقعات المهرجان وتطلعات الجمهور في آن».