لبنان: عون يلغي زيارته لقطر في اللحظة الأخيرة

جريصاتي: بري ضمان ضروري لاستقرار التسوية الكبرى

نشر في 17-04-2018
آخر تحديث 17-04-2018 | 00:02
بري مستقبلاً جريصاتي في منزله أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
بري مستقبلاً جريصاتي في منزله أمس (الوكالة الوطنية للإعلام)
ألغى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون سفره، الذي كان مقرراً أمس، إلى قطر للمشاركة في حفل افتتاح المكتبة الوطنية "بسبب التطورات"، وفق ما جاء في البيان الرسمي الصادر عن قصر بعبدا، وكلف عون أحد أعضاء الوفد المرافق، وزير الثقافة غطاس خوري، تمثيله في المناسبة التي صرف النظر عنها في اللحظة الأخيرة.

وأثار قرار عون إلغاء الزيارة تساؤلات حول التوقيت، وهل له علاقة بمشاركته في القمة العربية في المملكة العربية السعودية والحفاوة التي استقبل بها من قبل المسؤولين هناك.

ونقل زوار عون، تقديره العميق "للسعودية ملكاً وأمراء وقيادات لما لقيه من حسن ضيافة خلال مشاركته في القمة العربية، التي انعقدت في الظهران، الأمر الذي يعطي دفعاً إلى الأمام في العلاقات بين البلدين بعد العثرات التي شهدتها أخيراً".

وكانت صحيفة "الأخبار" لفتت في عددها الصادر أمس، إلى أن "عون قال في دردشة مع الصحافيين على متن الطائرة التي أقلته ليلاً (الاحد) إلى بيروت، إن اللقاء مع الملك سلمان كان إيجابياً وممتازاً ومثمراً". وأضافت: "الرئيس عون أكد أن الملك سلمان أبلغه بأن الخليجيين سيعودون هذا الصيف بالتأكيد إلى لبنان".

في سياق منفصل، أتت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لقرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون الجمعة الماضي "لتزيد الطين بلة" إلى العلاقة المتأزّمة بينه وبين رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط. وبرز عمق الخلاف من خلال تصريح عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبوفاعور بقوله، إن "الدخول إلى البيوت يكون من أبوابها

لا من نوافذها"، في إشارة إلى تعمّد الحريري تنسيق زيارته إلى حاصبيا مع رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" الوزير طلال أرسلان وليس جنبلاط. وبدأت تتّسع الهوة بين الرجلين منذ انتهاء المفاوضات الانتخابية في دائرة البقاع الغربي-راشيا التي رست على استبعاد تيار "المستقبل" لمرشّح "الاشتراكي" النائب أنطوان سعد عن المقعد الأرثوذكسي في اللحظة الأخيرة واستبداله بمرشّح "المستقبل" غسان السكاف، وهو ما اعتبره جنبلاط في حينه عبر "تغريدة" "بأنه حلف المصالح والسلطة، حلف الإصلاح المزيّف".

في موازاة ذلك، وفي ظل التوتر العائد الى الأجواء بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، بفعل خطاب وزير الخارجية جبران باسيل في رميش، أمس الأول، وانتقاد رئيس مجلس النواب نبيه بري أداء الخارجية في شكل غير مباشر أيضاً، برزت زيارة قام بها أمس وزير العدل سليم جريصاتي إلى منزل بري في بلدة المصيلح في الجنوب، أمس. وإذ أوضح أن اللقاء حصل "بطلب مني"، قال جريصاتي، إن "الرئيس بري أشاد بخطاب رئيس الجمهورية في القمة العربية واعتبره نوعياً يخرج عن المألوف". وفي موقف تهدئة ومهادنة تجاه رئيس المجلس، أشار جريصاتي إلى أنني "أطلعت دولته على بعض الأمور السياسية في البلد وهو طبعاً على بينة منها، وتمت المصارحة في موضوعات كثيرة وكالعادة وجدت في دولة رئيس مجلس النواب الضمانة الضرورية اللازمة لاستقرار التسوية الكبرى في البلد، التي ترتكز على الاستقرار السياسي والأمني أولاً وعلى التفاهم العام رغم بعض التجاذبات الحاصلة في معركة الاستحقاق الانتخابي وكان اللقاء مميزاً كالعادة".

في موازاة ذلك، توقعت مصادر وزارية متابعة "ألا تتطرق جلسة مجلس الوزراء المتوقعة الخميس المقبل إلى ملف الكهرباء المقرر استكمال البحث فيه هذا الأسبوع لأنه من المواضيع المرجأة من جلسة الأسبوع الماضي". وقالت المصادر، إن "الرئيس عون بات ميالاً الى وجهة نظر الرئيس الحريري وطرحه القاضي بإرجاء هذا الملف المتفجر والساخن لما بعد الانتخابات النيابية والحكومة الجديدة التي ستنبثق منها".

back to top