حملة لإعادة الحيوية إلى «العتبة» أقدم ميادين القاهرة الخديوية

نشر في 17-04-2018
آخر تحديث 17-04-2018 | 00:00
رجل أمن يتابع إزالة تعديات على الطريق العام في العتبة وسط القاهرة أمس
رجل أمن يتابع إزالة تعديات على الطريق العام في العتبة وسط القاهرة أمس
العتبة الخضراء أو الزرقاء أو ميدان الأزبكية، مهما تعددت الأسماء فأنت أمام أقدم ميادين القاهرة الخديوية، الذي يعود عمره إلى أكثر من قرن ونصف القرن، مر بالكثير من لحظات الألق وسنوات أفول، قبل أن يستعيد بعض حيويته بعد حملة للسلطات المصرية لإزالة إشغالات الباعة الجائلين، الذين بات الميدان بالنسبة إليهم المقصد المفضل لبيع بضائعهم الرخيصة.

وشنت مديرية أمن القاهرة حملة أمنية، أمس الأول، لتطهير ميدان العتبة من الباعة، تنفيذاً لتوجيهات وزير الداخلية مجدي عبدالغفار باستعادة الوجه الحضاري للميدان ذائع الصيت، والذي يعتبر قلب القاهرة القديمة التجاري، وتم خلال الحملة رفع الإشغالات الخاصة بالباعة الجائلين والمقاهي والأسواق العشوائية وإخلاء الشوارع، لتيسير حركة السيارات والمشاة.

وتعتمد محافظة القاهرة خطة ضخمة لاستعادة الوجه الحضاري لمنطقة وسط العاصمة المصرية المعروفة بـ»وسط البلد»، وذلك عبر إعادة طلاء البنايات ذات الطراز المعماري الأوروبي، واستعادة المظهر الحضاري لميادين القاهرة الخديوية، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى العقد السابع من القرن التاسع عشر، عندما أراد خديو مصر إسماعيل باشا بناء باريس صغيرة على ضفاف النيل، فبدأ في بناء القاهرة الخديوية ذات الطراز الأوروبي المميز بجوار المدينة القديمة المبنية على الطراز الإسلامي.

وفي الفراغ بين القاهرتين ظهر ميدان العتبة على أطلال ميدان الأزبكية القديم، واعتبر الميدان على الفور نقطة التماس بين أحياء «أولاد الذوات» والارستقراطية المصرية والأجنبية وبين أحياء أولاد البلد من قاطني الأحياء الشعبية بالقاهرة الفاطمية، فهو يطل على شارع الأزهر بما يحمله الاسم من عبق، ويقترب عبر ميدان الأوبرا من شوارع القاهرة الخديوية الرئيسية، شارع فؤاد - 26 يوليو، وشارع عدلي، وشارع إبراهيم باشا- الجمهورية الذي يصل إلى قصر عابدين.

وتحول ميدان العتبة إلى المركز التجاري للمدينة لعقود، لكنه تميز بالمباني التاريخية المهمة التي تزين الميدان الفسيح، وضم ميدان العتبة في لحظات ألقه مبنى الأوبرا الخديوية، ومسرح الأزبكية، المسرح القومي فيما بعد، وأقدم مبنى مصلحة المطافئ، وقسم الأزبكية، ومصلحة البريد المصري. لكن هذه المنشآت التاريخية لم تستطع دفع عدوان الباعة الجائلين على الميدان الذي سقط في العقود الأخيرة بالعشوائية التي باتت تضرب القاهرة، خصوصا أن الميدان محاط بمجموعة من المناطق التجارية مثل شارع عبدالعزيز لتجارة الأجهزة الكهربائية، ومنطقة الرويعي لبيع مستلزمات المنازل، غير أن محافظة القاهرة تبدو عازمة على إعطاء قبلة حياة لأقدم ميادينها.

back to top