52 فناناً تشكيلياً ينتصرون لقضايا المرأة
المعرض قدَّم 80 عملاً فنياً في غاليري «ذا هب»
ينتصر مجموعة من الفنانين والفنانات لقضايا «بنات حواء»، عبر تنظيم معرض تشكيلي يهدف إلى التوعية بحملة إلغاء المادة 153 من قانون الجزاء الكويتي.
للسنة الرابعة على التوالي، استضافت حملة إلغاء المادة 153، والتي يشرف عليها عدد من الشخصيات النسائية البارزة في المجتمع الكويتي، معرضها الفني السنوي (Abolish Article 153) في غاليري "ذا هب"، بحضور جمع كبير من الفنانين والمهتمين.ويأتي المعرض لرفع مستوى الوعي حول المادة 153 المختلف عليها، والتي تمنح الرجال السلطة على أفراد العائلة من النساء، إذ تنص المادة المعنية من قانون الجزاء الكويتي، على إعطاء الرجل الأحقية في قتل محارمه، ويعامل على أنها جنحة يعاقب عليها القانون بعقوبة أقصاها 3 سنوات، أو غرامة مالية. كما يقام المعرض للترويج لأعمال الفنانين الشباب والمشهورين، وتوفير منصة فريدة لعرض مواهبهم بأعمال أُعدت خصيصا لدعم القضية. وضم المعرض تشكيلة من الأعمال الفنية المتنوعة من لوحات ومنحوتات نفذها مجموعة من الفنانين الشباب من الكويت والخليج والعالم العربي، من أجل تعزيز الحملة التوعوية لدى شرائح المجتمع الكويتي.
صدى واسع
وبهذه المناسبة، قالت منظمة المعرض الفنانة أميرة بهبهاني، إن المعرض يقام سنويا لدعم حملة إلغاء المادة 153، مبينة أنه شارك هذا العام 52 فنانا بأكثر من 80 عملا فنيا تنوَّعت أساليبهم والتكوينات الفنية. وأوضحت بهبهاني أن المعرض حقق صدى واسعا ونجاحا طوال فترة إقامته، لافتة إلى أنه "عاما بعد عام نقوم بعرض أعمال جديدة، وهناك مشاركات مختلفة لكثير من الدول".ومن المشاركات، كان هناك عمل للفنان محمد عمران بعنوان "وجوه غريبة"، وأوضح أنه لطالما كان جسد الإنسان مصدر وحي لأعماله، سواء في النحت أو الرسم، حيث يحمل رسائل سياسية واجتماعية في أغلب الأحيان. وأضاف أنه اختصر الأجساد في العملين اللذين يعرضهما، و"لم يتبق غير الوجوه. وكانت وجوه عديدة ذكورية على الأغلب تصطف بجانب بعضها، بعفوية أحيانا، وبانتظام أحيانا أخرى، تحتل فضاء اللوحة دون ترك مساحة، ولو ضيقة، لحضور أنثوي، وتريد تلك الوجوه بنظراتها الفارغة أن تقول إن هذا العالم للرجال".عنف الصمت
الفنانة سهيلة النجدي شاركت بعمل بعنوان "عنف الصمت"، وأوضحت من خلال عملها أن "العنف ضد المرأة يأخذ أشكالا متنوعة؛ الجسدي واللفظي والمعنوي والاقتصادي، وهناك عنف الصمت، الذي يمارسه الكثير من الرجال في محيطهم الأسري، وهذا العنف يجعل المرأة تعاني الاضطهاد، وعدم الإحساس بالأمان والاستقرار، وعدم الاتزان النفسي".وفي عمل التشكيلية ثريا البقصمي (جرح في ذاكرة أنثى) عكست الواقع المؤلم الذي تعيشه المرأة، لافتة إلى أن "إساءة الرجل لها تبقى كالجرح المفتوح، وكما يقال إذا كُسر إناء حتى لو أعدت لصقه عشرات المرات، فإنه لن يعود كما كان. إن اضطهاد المرأة يصعب غفرانه ونسيانه، وهو جريمة في حق كل أنثى".تجربة خاصة
بدورها، عبَّرت الفنانة فاطمة أبودومة عن سعادتها بالمشاركة، وعن فخرها بأن تكون جزءا من حملة إلغاء المادة 153، مشيرة أنها المشاركة الثالثة لها في المعرض، لافتة إلى أنها في هذه المرة عرضت عملا يتضمن أربع قصص عن النساء يغلب عليها الحزن والوحدة. من جهتها، أفادت زينب قبازرد بأنها المشاركة الثانية لها في المعرض، بعمل بعنوان "The wall, the barrier"، يجسِّد علاقة الرجل بالمرأة، وأنه ضد حريتها. فيما ذكرت أماني الثويني، أنها مستمرة بمشاركتها ودعمها للحملة، من خلال أعمالها الفنية، مبينة أنها شاركت بعملين في هذا المعرض.بينما قال الفنان التشكيلي غيلان الصفدي، الذي جاء عمله بعنوان "نساء – 2017"، إن "تكنيك العمل تجربة خاصة مقاربة بين الحفر والتصوير. العمل يظهر النساء في حالاتها كافة؛ من حزن، فرح، وحدة، وعشق. ورغم أن العمل يظهر مجموعة نساء، لكن كل واحدة لها أحلامها وعزلتها وقصتها".