كرنفالات شعبية في مصر احتفاءً باليوم العالمي للتراث

انطلاقاً من أهمية التراث باعتباره الذاكرة الحية للمجتمعات وأحد الركائز الأساسية للحفاظ على الهوية، بما يضمه من كنوز أصيلة تمتد جذورها في أعماق الماضي، كشفت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم تفاصيل الفعاليات احتفالاً باليوم العالمي للتراث، تحت إشراف رئيس جهاز التنسيق الحضاري، محمد أبو سعدة.

الوزيرة المصرية أكّدت أن وزارتها نجحت في توحيد جهود عدد من مؤسسات الدولة الوطنية المعنية بالتراث للخروج بأجندة احتفالية تقام بالتعاون مع كل من محافظة القاهرة، واللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية، والمكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو في القاهرة، إلى جانب مؤسسات أخرى تعمل على حماية التراث الثقافي المصري.

وأشارت الوزيرة في تصريحات إعلامية إلى أن الاحتفالات المصرية باليوم العالمي للتراث أدرجت على الموقع الرسمي للمجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية، مع 35 دولة أخرى، وتشهد رفع علم صُمِّم خصوصاً لهذه المناسبة في مختلف الأماكن في القاهرة وبقية المحافظات المصرية، وتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لإلقاء كلمات تبرز أهمية الحفاظ على التراث في المدارس الحكومية والخاصة والدولية كافة.

وذكرت مصادر من وزارة الثقافة لـ«الجريدة» أن 40 فعالية متنوعة تجمع عناصر متعددة في التراث ستحتضنها مختلف الأقاليم والمحافظات المصرية، تنطلق مساء اليوم الأربعاء 18 أبريل وتستمر على مدار سبعة أيام متتالية.

منتدى التراث

تبدأ فعاليات اليوم الأول من شارع «الشريفين» في وسط العاصمة المصرية، تزامناً مع افتتاح الشارع بعد إخضاعه لعملية تطوير وتحويله إلى شارع للفن وملتقى للإبداع. كذلك يُفتتح معرض في «ممر كوداك» في شارع عدلي، لمختارات من الصور الفوتوغرافية النادرة لمصر في أواخر القرن التاسع عشر، للفنان الفرنسي إيميل بيشار، بعنوان «عيون ترصد.. تراث يبقى»، إلى جانب مجموعة صور فوتوغرافية أخرى من نتاج مسابقة «تراثي». ويتناول معرض «مآذن وأجراس تعلو في سماء مصر» نماذج من فن العمارة الإسلامي والقبطي في قصر «الأمير طاز»، فضلاً عن تدشين منتدى التراث الأول بعنوان «التراث.. القيمة والتنمية» داخل مقر الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

مهرجان الطبول

يشارك صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية في فعاليات اليوم العالمي للتراث، من خلال تنظيم معرض «أيادٍ مصرية» للمنتجات الحرفية والتقليدية، وآخر للصور الفوتوغرافية بعنوان «المولد»، مع عروض للفرقة القومية للفنون الشعبية والبهلوان وخيال الظل في ساحة الهناجر الملاصقة لدار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلى كرنفال في شارع المعز التاريخي، على هامش المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية.

في السياق ذاته، تنظِّم الهيئة العامة لقصور الثقافة 19 فعالية في مختلف محافظات مصر، من بينها قافلة سيوة الثقافية، وكرنفال الأقصر للفنون التراثية في ساحة أبو الحجاج، وورش عمل للحكي والفنون الشعبية في محافظات القاهرة والجيزة والبحر الأحمر وأسوان والأقصر وسوهاج ومطروح والسويس والقليوبية، وكرنفال القاهرة التاريخية «مسرح الشارع» في شارع المعز، وكرنفال شارع الألفي للفنون التراثية، وزيارات إلى المتحف الريفي في قصر «الحرف البيئية» في محافظة القليوبية، وكرنفال للفنون الشعبية على خشبة المسرح الروماني في منطقة الجمالية وسط القاهرة.

السيرة الهلالية

من جانبه، يفتح قطاع الفنون التشكيلية أبواب المتاحف القومية والفنية للجمهور مجاناً، مع تقديم عدد من الأنشطة المتنوعة، من بينها عروض السيرة الهلالية والتحطيب في متحف الأبنودي في محافظة قنا بصعيد مصر، وورش فنية تراثية في مركز محمود سعيد ومتحفي أحمد شوقي والزعيم جمال عبد الناصر.

كذلك تطلق أكاديمية الفنون مسابقة مفتوحة للجمهور وورشاً تدريبية للفنون الشعبية والتحطيب، إلى جانب إقامة معرض للمأكولات الشعبية في ساحة الأكاديمية.

ويقيم المجلس الأعلى للثقافة، من خلال لجنة الفنون الشعبية والتراث غير المادي، ورشة عمل بعنوان «الملامح المصرية للواحات الشعبية» في بيت ثقافة الباويطي في منطقة الواحات البحرية.

يحتفل العالم باليوم العالمي للتراث سنوياً في 18 أبريل، وهو يوم حدّده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS)، واعتمده المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، في دورته الثانية والعشرين عام 1983، ليصبح مناسبة سنوية، تهدف إلى التعريف والتوعية بأهمية التراث والترويج له في مختلف دول العالم، من خلال مفردات التراث الثرية.