«الموسيقى الكويتية والأوركسترا» اختتمت «حديث الاثنين»
حلقة قدمها الصالحي بمشاركة البلوشي وحلاوة والقلاف وشبكوه وحسين والملا
سلط عدد من الموسيقيين الكويتيين الضوء على تجربتهم في حفلي أوركسترا بوخارست الفيلهارمونية في «حديث الاثنين».
أقيمت آخر الحلقات النقاشية لحديث الاثنين، تحت عنوان «الموسيقى الكويتية والأوركسترا الغربية»، ضمن النصف الثاني من الموسم الثقافي الأول لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول في القاعة المستديرة، وكانت تدور حول تجربة تقديم مقطوعات كويتية ضمن فرقة موسيقية أوركسترالية.استهل مقدم الحلقة النقاشية، د. أحمد الصالحي، الحوار قائلا: «تعتبر الموسيقى الكويتية، مثل بقية الموسيقى في الوطن العربي، من نوع الأحادي (مونوفونيك ميوزك)، أي إن اللحن يحتوي على خط موسيقي واحد، وتمثل صوتا موسيقيا فرديا، في حين أن الموسيقى الغربية التي تقدمها الأوركسترا وغيرها تعتمد على تعدد الأصوات (بوليفونيك ميوزك)، أي النغمة أو الجملة الموسيقية التي تقدم تحتوي في نفس اللحظة على عدد من النغمات المتآلفة مع بعضها البعض، بحيث تسمع كأنها صوت واحد، لكنها في الحقيقة عبارة عن عدة أصوات، وقد تم تشكيل الأوركسترا الغربية لخدمة هذه الفكرة وإبرازها، لذلك تضم أسامي محددة من الآلات الموسيقية، مثل آلات النفخ النحاسية والإيقاع».
محور الإشكالية
وحول إشكالية استخدام الأوركسترا الغربية لعزف الموسيقى الكويتية، قال د.الصالحي: «الإشكالية تكمن في أن الموسيقى الكويتية أحادية الصوت، أما في الأوركسترا فهي متعددة الأصوات، لذلك قدم عدد من المؤلفين الكويتيين قطعا موسيقية ذات طابع كويتي وبطريقة تناسب الأوركسترا الغربية، ومنهم الراحل علي زكريا الأنصاري، ود. سليمان الديكان، ود. عامر جعفر، ود. رشيد البغيلي».وأشار د. الصالحي إلى أن أوركسترا بوخارست فيلهارمونيك قدمت حفلات كلاسيكية في 30 و31 مارس الماضي، تضمنت جزءا مخصصا لمؤلفين كويتيين، بنوعين من التأليف، الأول هو التأليف الموسيقي الكامل الجديد المبني على قواعد موسيقية غربية بحتة، في حين أن النوع الثاني قائم على بناء موسيقى جديدة، عبر تناول أغنية كويتية كأساس موسيقي للقطعة وتطويرها أو توزيعها وتناولها بطريقة أوركسترالية معاصرة».ثم تحدث الموسيقيون الكويتيون الذين شاركوا بمقطوعات في حفلي أوركسترا بوخارست الفيلهارمونية، وكانت البداية مع المؤلف الموسيقي أحمد القلاف الحاصل على ماجستير في التأليف الموسيقي من جامعة ساوثهامتن البريطانية، الذي قال عن تجربته في «آه يا روح روحي»، وهو لحن خماري قديم متوارث، اشتهرت به الفنانة المعتزلة عالية حسين: «أعجبني العمل وجملته الموسيقية في «آه روح روحي»، لأن فيها نوعا من التعبير عن التفاؤل، واستطعت توظيف هذا اللحن الطويل والبطيء داخل الأوركسترا، وبتوافق مع المقام الموسيقي، لأنه كان مناسباً للطريقة الموسيقية الغربية».سامرية «البوشيه»
بدوره، قال أستاذ آلة الكلارنيت في المعهد العالي للفنون الموسيقية الفنان مشعل حسين: «قدمت قطعة موسيقية مبنية على سامرية (البوشية)، ولحنها يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، وقسمت هذه المقطوعة إلى إيقاعات مختلفة، وتنويعات على الثيمة الأساسية للعمل، خاصة أن السامري معروف بجملته القصيرة ولحنه مكرر، والجديد تقديم ميزان أسرع هو (5 / 8) المختلف عن الإيقاع الأصلي (الفالص)، الذي يوازي السامري لدينا (3 / 4)».مقطوعة «بحره»
من جانبه، قال المؤلف الموسيقي المتخصص بالأسلوب الشرقي، د. بسام البلوشي، الحاصل على الدكتوراه في آلة القانون: «ألفت (بحره) على قالب سماعي شرقي - مقام كرد، بنغمات عريضة ليس له علاقة بالموسيقى الغربية، بالتعاون مع أحمد القلاف في التوزيع الموسيقي للعمل، ليكون مناسبا للأوركسترا الفيلهارمونية، حيث لا يحتوي على ربع تون الخاص بنا».بدوره، قال المؤلف الموسيقي يوسف حلاوة عن عمله كونشيرتو العود: «قمت بتأليف كونشيرتو العود، وهو صعب جداً في العزف، فهو كقالب يبين إمكانات الآلة في منتصف القطعة، وهذا ما يتطلب وجود عازف ماهر، فالتقيت بالفنان عازف العود عبدالله الملا، الذي رحب بالفكرة، ثم كتبته للفرقة الأوركسترالية». أما العازف عبدالله الملا، فقد بيّن أن «العزف على خشبة المسرح الوطني بمركز جابر الثقافي حلم وتحقق، ولله الحمد نال العمل نصيبه من النجاح، وأعجب بأدائي مايسترو أوركسترا بوخارست الفيلهارمونية هوريا أندريسكو، وقال لي عزفك ممتاز».من جهته، قال أستاذ مادة التأليف في المعهد العالي للفنون الموسيقية، المؤلف الموسيقي عبدالعزيز شبكوه، عن مشاركته بمقطوعة موسيقية معاصرة مبنية بنسبة 20 في المئة على «حلفت عمري» للملحن يوسف المهنا: «لي 15 سنة في مجال التأليف الموسيقي، ولأول مرة أتعامل مع لحن كويتي، وعالجته بالأسلوب الأوركسترالي، مع 90 عازفاً محترفاً، الذين قدموا أداء رائعا».
جديدي في «البوشية» تقديم ميزان إيقاعي أسرع من الأصلي مشعل حسين