العراق... مخاوف ما قبل الانتخابات!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كل العراقيين العرب، ومعهم نسبة مرتفعة من مكونات الشعب العراقي الأخرى، ما عادوا يطيقون هذا الوضع الذي بدأ في بلدهم عام 2003، وبقي مستمراً بتصاعد هائل منذ ذلك الحين وحتى الآن، وهذا جعل نسبة عالية من العراقيين -سنة وشيعة وأكراداً وتركماناً وغيرهم- ينظرون إلى المرحلة السابقة ببعض العطف والتعاطف، لا حباً في حزب "البعث" ونظامه، ولكن لأنه كان يوفر لهم (على الأقل) الأمن والأمان، وإنْ بالقوة الزجرية والعصا الغليظة، وكان يقيهم كل هذا الفساد الذي طفح كيله، وسطوة الإيرانيين وأتباعهم وهيمنتهم على كل شيء في بلد من المفترض أنه يطفح عسلاً ولبناً، ولا يوجد فيه أي محتاج أو جائع.والحقيقة أنه غير مستغرب أن يكون هناك من بين العراقيين من "يترحمون" على الوضع السابق، رغم أنهم ربما كانوا من ضحاياه، فالناس عندما يعم الفساد ويكثر النهب والسلب والارتزاق وسطوة "الأجنبي" عليهم؛ يصبحون بحاجة إلى "المستبد العادل"، ولو لفترة محددة، يلتقطون خلالها أنفاسهم، ويقيناً أن الشعب العراقي بأغلبيته بعد معاناة الأعوام الخمسة عشر السابقة لم يعد يكترث بهذه الانتخابات، ولا بهذه "الديمقراطية"، وبات ينشد الخلاص حتى ولو بانقلاب عسكري يعيد له الأمن والأمان، وشيئاً من الاستقرار وبعض المساواة والإنصاف، ويخلصه من قاسم سليماني وكل هذه القيادات المعممة وغير المعممة التي هبطت عليهم بمظلات إيرانية في لحظة تاريخية مريضة.وهكذا، فإن عودة النظام السابق مستبعدة جداً، مع أن بعض الذين ما عادوا يطيقون هذه الأوضاع السائدة، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وأيضاً طائفياً ومذهبياً، باتوا "يترحمون" عليه. لكن، وبدل هذا فإن كل المؤشرات تدل على أن "تغييراً" معيناً لابد أنه قادم، فالعراقيون وبأكثرية من كل الطوائف والمذاهب والأعراق ما عادوا قادرين على الاستمرار بما هم عليه، والمشكلة هنا أن هناك مخاوف فعلية من أن هذه الانتخابات المقبلة قد تفرز ما هو أسوأ مما قبلها بألف مرة!