تشهد الأجواء اللبنانية ارتفاعا تدريجيا في درجات الحرارة الانتخابية مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي في 6 مايو المقبل.

وأثار موقف الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، خلال الأيام الماضية، والذي اتهم فيه "دول الخليج العربي بالتواطؤ والتحريض في الضربة العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد مواقع تصنيع وتخزين الأسلحة الكيماوية وقواعد عسكرية معينة في سورية أخيرا"، استياء بالغا لدى الأوساط السياسية.

Ad

ورد رئيس الحكومة سعد الحريري على نصرالله، امس، دون أن يسميه، قائلا: "هناك من يلجأ للالتفاف على قواعد النأي بالنفس، ويستعمل المنابر للتهجم على الأشقاء العرب"، معتبرا ذلك "إساءة مباشرة لمصالح لبنان".

واضاف: "اخترنا طريق حماية البلد من تداعيات الحروب، فليس مقبولا للبنان أن يكون صندوق بريد لأحد، وليست مقبولة العودة الى نغمة المتاجرة بهوية بيروت".

وأكدت مصادر متابعة ان "ثمة اتفاقا ضمنيا بين القوى السياسية كلها، يتمثل في ضرورة إبقاء المناوشات مضبوطة تحت سقف الاستقرار السياسي"، مشيرة الى ان "أيا من الاطراف لا يريد كسر الخطوط الحمر".

وأضافت المصادر: "حزب الله حريص على المحافظة على قواعد الاشتباك التي تحكم اللعبة المحلية منذ عودة الرئيس الحريري عن استقالته، رغم التباين بالمواقف والتباعد في مقاربة العديد من المواضيع والملفات، ويحرص على عدم الذهاب نحو أي خطوات يمكن أن تزعزع أسس التسوية".

واردفت: "السخونة في المواقف ستبقى محصورة في إطار الإعداد للانتخابات، ولن تتوسع أو تخرج عن السيطرة في شكل يتهدد الاستقرار الداخلي".

إلى ذلك، تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سلسلة اتصالات خلال الأيام الاخيرة حول الضربات التي تعرضت لها سورية، من مسؤولين دوليين، وعلى رأسهم وزير الخارجية الأميركي بالوكالة جون ساليزن، ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستر بيرت، لشرح خلفيات ونتائج هذه الضربة.

وأكد باسيل، خلال الاتصالات، "موقف الخارجية اللبنانية التي ترفض التعرض لسيادة دولة عربية دون غطاء شرعي وقرار اممي، ورفض خرق الأجواء اللبنانية للاعتداء على دولة عربية، وكذلك رفض لبنان استخدام أي سلاح كيماوي أو سلاح دمار شامل من أي جهة كانت، وخصوصا أن إسرائيل تمتلكها".

في موازاة ذلك، أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ أن "البعض يعتقد أن ​ثورة الأرز​ ماتت، وهذا الاعتقاد خاطئ كليا، باعتبار أن هذه الثورة تأخذ استراحة المحارب في الوقت الحاضر، انطلاقا من الظروف الراهنة في منطقة ​الشرق الأوسط​، واستطرادا في لبنان، وهي كأي مناضل يحق له هذا الأمر إلا أننا من الذين اختاروا عدم أخذ هذه الاستراحة".

وأضاف جعجع، خلال استقباله وفودا شعبية، "لو أن الدولة تُدار بالشكل المطلوب لكان الناس هبوا جميعا لإنهاء مشكلة حزب الله، باعتبار انهم لن يقبلوا وجود أي شيء إلى جانبها يقوّض من صلاحياتها، أما وان الدولة تتم إدارتها بالشكل الحالي حيث المشاكل لا تحصى ولا تعد في البلاد، والدولة عاجزة عن حل اي منها، ان لجهة مشكلة السير أو النفايات أو الكهرباء، ما يجعل مشكلة وجود حزب الله في نظر الناس ليست الأولوية".