في خطوة قد تعني على المدى المتوسط زيادة الضغوط الأميركية على إيران، قفز ملف شبه الجزيرة الكورية إلى الأولوية على الأجندة الدبلوماسية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي بدا أنه يراهن على إنجاز تاريخي كبير ينهي واحدة من أعقد الأزمات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تواجه فيها الأميركيون مع الروس والصينيين.

وشهدت التحضيرات للقمة التاريخية بين ترامب وزعيم النظام الشيوعي في كوريا الشمالية كيم جونغ أون تسارعاً مفاجئاً، أمس، مع تأكيد الرئيس الأميركي أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وزير الخارجية المعين مايك بومبيو، التقى الزعيم الكوري الشمالي، خلال زيارة سرية لبيونغ يانغ.

Ad

ومن منزله في فلوريدا، حيث يمضي يومين مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي يعد أيضاً طرفاً رئيسياً في الملف، أثار ترامب موجة تفاؤل، قائلاً عن اللقاء بين بومبيو وكيم: «كان سلساً جداً، وبُنيت علاقة جيدة. يجري العمل على تفاصيل القمة. نزع السلاح النووي سيكون أمراً عظيماً للعالم، وكذلك لكوريا الشمالية».

وتأتي المهمة السرية لبومبيو على وقع انفراج في العلاقات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية. وأعلنت سيول، أمس، أنها تدرس إمكان توقيع معاهدة سلام مع الشمال. وكانت المعارك في شبه الجزيرة الكورية انتهت في عام 1953 إثر اتفاق هدنة، من دون توقيع أي معاهدة، مما يعني أن الكوريتين لا تزالان في حالة حرب. وقد تشكل القمة الثالثة بين الكوريتين منذ نهاية الحرب والمقررة في 27 الجاري فرصة للتطرق إلى إصدار بيان رسمي يطوي صفحة النزاع.

وبعد اجتماع عمل بين الجانبين، أعلنت سيول أن اللحظات الرئيسية في القمة بين الكوريتين، وبينها المصافحة الأولى بين كيم ومون، سيبثها التلفزيون مباشرة على الهواء.

لكن أنظار العالم تتجه إلى القمة التي ترتسم ملامحها بين ترامب وكيم جونغ أون، والتي ستعقد بداية يونيو، أو ربما قبل ذلك، وفق ما أوضح الرئيس الأميركي.

وقال ترامب متحدثاً عن الإعدادات الجارية: «إنهم يحترموننا، ونحن نحترمهم. حان الوقت لكي نتحدث ونحل المشكلات. هناك فرصة حقيقية لحل مشكلة عالمية. هذه ليست مشكلة الولايات المتحدة واليابان أو بلد آخر، هذه مشكلة يواجهها العالم».