أكّد المدير التنفيذي لـ«منتدى الإسكندرية للإعلام» أحمد عصمت أن الإدارة كانت حريصة على تمثيل معظم الدول العربية في الحضور رغم مواجهتها صعوبات أحياناً في إنهاء تأشيرات الدخول للوافدين من بعض الدول، مشيراً إلى أن مشاركة أكبر عدد في الدورة السادسة من المغرب العربي.وأوضح عصمت أن تجربة «مقهى الشباب للتبادل المعرفي» التي تم فيها تبادل الخبرات والمعارف جاءت استجابة لطلبات المشاركين بالمنتدى في السنوات السابقة، مشيراً إلى أن الجلسات شهدت تفاعلاً وحرصاً على المشاركة من الشباب المشاركين بالمنتدى.
أستاذ الإعلام في الجامعة الأميركية بالقاهرة د. حسين أمين عرض خلال الجلسة الافتتاحية كيفية تعامل الدول المختلفة مع الأخبار المفبركة، مؤكداً ضرورة السعي إلى الحد منها، والسماح للجمهور بتقديم بلاغات عن الأخبار المزيفة التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يتوافر في إيطاليا وألمانيا، وإن كانت الأخيرة اتخذت إجراءات أكثر صرامة في التعامل مع هذا الأمر عبر إلزام شبكات التواصل ومحركات البحث بالرد على استفسارات المتابعين لها حول مصداقية الأخبار ومصدرها، وفي حال تعذر الوصول إلى الناشر تُغرّم الشبكات.كذلك عرض أمين التحركات التي تقوم بها فرنسا وبريطانيا خلال الفترة الراهنة من أجل صياغة تشريعات قانونية قادرة على التعامل مع الأخبار الكاذبة للحدّ من انتشارها وتجنب أي تأثيرات سلبية لها في الانتخابات، تحديداً بعد الأزمة التي شهدتها الانتخابات الأميريكة الأخيرة.وتناول رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «المصري» إيهاب الزلاقي نماذج عدة تحذِّر من خطورة الأخبار المفبركة في القريب العاجل، خصوصاً أنها لم تعد تقتصر على معلومة خاطئة تُنشر عبر مواقع مجهولة أو شبكات التواصل، مؤكداً أن ثمة برامج لتركيب الأصوات باحترافية عالية وبمجانية كاملة على الإنترنت، بما يمهِّد لخروج أخبار كاذبة من خلال الفبركة الصوتية، كذلك نوعيات آخرى من البرامج يمكن تعديل رد الفعل خلال الحديث بما يظهره بموقف وكأنه معارض لما يقوله.وتوقّع الزلاقي أن تكون المشاكل المقبلة في هذا السياق أسوأ بكثير مما شهدته السنوات السابقة، مشيراً إلى أن الانتخابات المصرية الأخيرة شهدت فبركة تصريحات للمرشح موسى مصطفى موسى ونسبها إلى مواقع أخبارية شهيرة من دون وجود رابط حقيقي لها، وللأسف لاقت تفاعلاً لأن الجمهور كان أكثر ميلاً إلى تصديقها.الزلاقي شدّد على أن التعامل مع الأخبار الكاذبة ومواجهتها بوضع قوائم سوداء مثلاً، لا يمكن أن يتحقق بحملات توعوية عبر التلفزيون ونشر أسماء المسؤولين وتكرارها، لأن هذا النوع من الحملات يأتي بنتائج عكسية، مشيراً إلى أن طريقة مواجهة الأخبار الكاذبة يجب أن تتم عبر منصاتها نفسها.
ضرورة المواجهة
مدير المعهد السويدي بالإسكندرية بيتر ويدرود، أكّد ضرورة مواجهة الأخبار الكاذبة سواء عبر المواقع الإلكترونية أو منصات مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً على أن لدى الإعلام القدرة على تحقيق تنمية المجتمع عبر دوره المعرفي.وتحدّث الكاتب الصحافي خالد البرماوي عن مصادر بعض الأخبار المفبركة التي وقعت فيها مصادر إعلامية عدة، ومن بينها ما اتسمت بسمعة عالمية، مشيراً إلى أن صحيفة «الغارديان» البريطانية عرضت رقماً لثروة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك نقلاً عن مصادر غير موثوق فيها وتداوله الجميع نسبة إليها.وأشار إلى أن آراء الناس ومواقفهم وانحيازاتهم تؤدي دوراً كبيراً في مدى اقتناعهم بالخبر من عدمه، موضحاً أن ثمة أخباراً خاطئة نشرها موقع «اليوم السابع» المصري ولم يعتذر عن ذلك، كونها جاءت متوافقة مع قناعات قطاع واسع من المواطنين.وقالت، رئيسة اتحاد الناشرين في السويد، آنا هدنمو إن الطريقة الوحيدة لمواجهة الأخبار الكاذبة استكمال صناعة الأخبار الجيدة والحرص على وضعها في موقعها الصحيح، مشيرة إلى أن المعلومات المغلوطة توجد في التقارير المنحازة والموجهة.ورش واجتماع
تضمّن «منتدى الإسكندرية للإعلام» ورش عمل في مجال مكافحة الأخبار الكاذبة والفبركة الصحافية؛ بهدف تنمية وتطوير قدرات العاملين في المجال، بالإضافة إلى اجتماع خاص بخبراء في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والإعلام، ومنتدى خاص بالتعليم الإعلامي في الجامعات، بمشاركة عدد كبير من أساتذة الجامعات في العالم العربي.