عرضت مجموعة السلام مسرحية أماني، ضمن فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل، وذلك مساء أمس الأول أمام حضور جماهيري كبير توافد على مسرح الدسمة يمنّي نفسه بمشاهدة عمل مميز، لاسيما أن المسرحية تحت لواء واحدة من أقدم الكيانات المسرحية وأبرزها، وتحقق للحضور ما توقعوا، عندما قدّم لهم مخرج العمل الفنان الشاب عبدالله المسلم فرجة مسرحية قوامها عمل غنائي استعراضي يحمل مجموعة من القيم في قالب كوميدي لم يخلُ من المتعة، وشارك في بطولة المسرحية مجموعة مميزة من الممثلين الشباب، منهم عبدالله الرميان ومحمد الكاظمي وشملان المجيبل وآخرون، في حين كتب القصة نصار النصار.
ثورة تقنية
لا يختلف اثنان على أن مسرح الطفل في الكويت يعيش أحد أزهى عصوره في ظل توظيف الثورة التقنية الكبيرة والاعتماد على الديكورات الباهرة والاشتغال على تضافر عناصر العرض المسرحي من سينوغرافيا وتمثيل، غير أن المحتوى الذي يقدم للطفل مازال يدور في فلك القصص العالمية حتى وإن كان أغلب هذه العروض مؤلفا، فإنها لا تخرج من عباءة القصص التي تعلق بها الأطفال ومازالت تثير فضولهم.ولعل "أماني"، وإن حمل توقيع النصار كمؤلف وإعداد المسلم، غير أنه جاء مطعّما بأجزاء من روايات عالمية، مثل مصباح علاء الدين وذات الرداء الأحمر، من خلال حدوتة الطفلة أماني التي تبحث عن إثبات وجودها، وتتمنى أن تصبح بطلة إحدى المسرحيات، ولكنها تقف عاجزة أمام تهكم أصدقائها، فيقودها الحظ إلى المصباح السحري، ليدفع بها الجني نحو قصة ذات الرداء الأحمر، لتصبح هي بطلة تلك الرواية، وتتوالى الأحداث.والسؤال الذي يبحث عن إجابة، لماذا يلجأ المؤلفون إلى بعض النصوص العالمية لاستلهام مشهد أو اثنين أو فكرة طالما لديهم أرضية خصبة، كما هي الحال في "أماني"؟ وعلى مستوى المضمون سعى المؤلف إلى تعزيز بعض السلوكيات الإيجابية لدى الطفل، مثل الاجتهاد والمثابرة ومطاردة الحلم، حتى يتحقق على أرض الواقع بالصبر والاجتهاد، وكان مفتاح العمل جملة جاءت على لسان أحد أبطاله "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة".رؤية المخرج
قدم المخرج المسلم رؤيته مرتكزا على أدواته التي وظفها بذكاء، بدءا من السينوغرافيا من ديكورات وأزياء أسرت لُب الأطفال، في حين اشتغل على الموسيقى والمؤثرات ودمج بين الحوار التقليدي والمغنى، فاتسم إيقاع العمل بالسرعة، فضلا عن استخدام بعض المؤثرات وتوظيف الشاشة التي كانت تحت مساحة في عمق المسرح لعرض مشاهد كارتونية كانت جزءا من الحدث، ولعل اختيار المسلم أن يبدأ العرض بمقطع من أغنية "ألا يا أهل الهوى" للمطرب الراحل عبدالله الفضالة لتأكيد هوية المسرحية، ويعزز من أهمية التراث وغرس حبه في نفوس الأبناء بعمر مبكر.بينما شكل عنصر التمثيل أحد أهم نقاط القوة في العمل، وبدا مدى اشتغال المخرج على هذا الجانب، وتمثل ذلك في تناغم أداء الممثلين، خصوصا بطولة العمل شيخة المطيري التي جسدت شخصية "أماني" كذلك عبدالله الرميان في شخصية الجني الذي ملك أدواته، وكانت تحركاته واعية، وكذلك شملان المجيبل.فريق العمل
مسرحية أماني بطولة عبدالله الرميان ومحمد الكاظمي وشملان المجيبل وسعد العوض وهجرس اليحيوح ونواف الشحيتاوي وجاسم التميمي وشيخة المطيري وفاطمة ورندا حجاج وشملان العميري وكريم المهندس وأحمد السهلي وعبدالله التميمي، وهو من تأليف نصار النصار، ومساعدا المخرج شيماء عماد ومحمد المهدي، ومؤثرات صوتية عبدالعزيز القديري، وألحان وتوزيع مشاري الجمعان، وتصميم بوستر سعد العوض وتصميم المكياج عبدالعزيز الجريب وتصميم الإضاءة علي الفضلي وتنفيذ الإضاءة محمد التويجري وتصميم الأزياء روزان البلوشي وتصميم الديكور كاترين وتصميم الشاشات شيماء عماد وتصميم الاستعراض خالد العبيد وفرقة مسرح السلام والمدير الفني عبدالله الرميان ومدير الإنتاج عبدالوهاب اللنقاوي ومن إعداد وإخراج عبدالله عبدالعزيز المسلم.